وزير الخارجية الإيراني : دفعنا ثمنا باهظا في الحرب – لكننا تعلمنا

أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مقابلة عقب اجتماع كبار المسؤولين بشأن جهود الوساطة في مسقط، تناول فيها العلاقة مع الولايات المتحدة، والحرب مع إسرائيل، والوضع الإقليمي.

أكد عراقجي أن إيران لم تتخلى قط عن المسار الدبلوماسي فيما يتعلق بالبرنامج النووي للبلاد. وقال: “إذا أبدى الجانب الأمريكي استعداده لاتفاق عادل ومتوازن قائم على المصالح المشتركة، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستدرس الأمر بالتأكيد. لم نغادر طاولة المفاوضات قط، لأن الدبلوماسية جزء لا يتجزأ من نهجنا ومبادئنا”.

وزعم وزير الخارجية الإيراني أن خمس جولات من المحادثات غير المباشرة التي توسطت فيها سلطنة عمان، والتي عقدت في وقت سابق من هذا العام، جعلت الأطراف “قريبة للغاية” من التفاهم، قبل أن ترفض واشنطن الحلول المقترحة وتقطع المسار الدبلوماسي.

وبحسب قوله، انهارت المفاوضات عندما أصرت الولايات المتحدة على “عدم التخصيب”، وهو مطلبٌ قال أن إيران لن تقبله أبدًا. وأكد مجددًا: “إذا أردتم عدم التخصيب، فلن يكون هناك اتفاق. وإذا أردتم عدم وجود قنابل، فيمكننا التوصل إلى اتفاق”.

حذّر عراقجي من أن العلاقات الدولية أصبحت تُشكّل بـ”شريعة الغاب” نتيجةً للثقافة العسكرية الأمريكية. وأضاف أن فهم “السلام بالقوة” يعني في الواقع أن النصر من نصيب من يملك القوة الأكبر، بينما ينبغي تحقيق السلام الحقيقي عبر الدبلوماسية.

وزعم وزير الخارجية الإيراني أن العدوان على إيران الذي نفذته إسرائيل ، بمشاركة أميركية مباشرة، وقع “في خضم المفاوضات”، وكان هجوماً ليس فقط على إيران – بل على الدبلوماسية نفسها ودور عُمان كوسيط.

وفي إشارة إلى الحرب التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل، قال عراقجي إن إيران دفعت “ثمناً باهظاً” لكنها خرجت منها أقوى، بعد أن اختبرت أنظمتها الصاروخية في قتال حقيقي وحددت نقاط الضعف لدى الجانبين.

عندما سُئل عما إذا كان الحوار المباشر بين إيران وإسرائيل ممكنًا، قال عراقجي إن إيران “لا تعترف بأي شرعية للكيان الصهيوني”. وأضاف أن إسرائيل “لا تنتمي إلى هذه المنطقة”، وأنها نشأت من خلال “سرقة الأراضي الفلسطينية”، وتعيش من خلال “الجرائم والقتل والإبادة الجماعية”.

فيما يتعلق بالسياسة الإقليمية، أكد عراقجي دعم حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، وحركة حماس. وأكد قائلاً: “إنهم جهات فاعلة مستقلة”، مضيفًا أن إيران تدعمهم “لأننا نؤمن بأنهم يقاتلون من أجل هدف مشروع ومقدس – تحرير أرضهم وتحقيق الحرية”.

فيما يتعلق بسوريا، قال عراقجي إن طهران لا تربطها حاليًا أي علاقات رسمية بالحكومة السورية الجديدة، لكنها تتابع التطورات عن كثب. وحذّر من خطط إسرائيل لترسيخ السيطرة الإقليمية في سوريا وتقسيمها، واصفًا ذلك بأنه تهديد خطير للاستقرار الإقليمي.

أعرب عراقجي عن تفاؤله بشأن العلاقات بين إيران والسعودية عقب المصالحة التي توسطت فيها بكين، مشيرًا إلى المشاورات رفيعة المستوى المنتظمة بين البلدين. وقال إن الأمن الإقليمي الأوسع يجب أن تُبنى “على يد دول المنطقة وحدها، دون تدخل القوى الأجنبية”، وإن تنامي الثقة قد يؤدي في النهاية إلى ترتيبات أمنية مشتركة في الخليج العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى