وادي النسناس ومشاهد من حيفا

همسات ولقطات: زياد جيوسي
وادي النسناس الحي العربي في مدينة حيفا والذي تطور كحي خارج أسوار حيفا وسكنه سكان حيفا من مسيحيين ومسلمين في نهاية القرن التاسع عشر، ويقال أن اسم الوادي جاء من اسم النسناس وهو فصيلة من القردة الصغيرة الحجم واللطيفة وغير العدائية وإسم النسناس أيضا هو لحيوان أسطوري ورد في الأساطير، ويقال أن الاسم نسبة لعائلة النسناس التي كانت تمتلك مساحات من أراض هذا الحي، وأنا اميل لذلك فطبيعة حيفا الجغرافية والمناخية لا تسمح بوجود القردة والنسانيس فيها، وبالتالي أميل ان الحي سمي نسبة للعائلة التي امتلكت مساحات من أراضي الوادي فنسب الناس الاسم لها، وقد تم تجميع غالبية من تبقى من سكان حيفا بعد نكبة 1948 واللذين بلغ عددهم 3000 مواطن في وادي النسناس واستولى الاحتلال على كل حيفا بعد تهجير سكانها بقوة السلاح، علما أن عدد سكان حيفا قبل النكبة تجاوز 70000 مواطن.
كانت جولتي الأولى في الحي خلال زيارتي الثانية إلى حيفا برفقة مضيفنا ومرشدنا صديقي الفنان المسرحي أسامة المصري وبرفقة الصديقة الاعلامية منى عساف التي رافقتني من رام الله إلى حيفا وعكا وشمال فلسطين في تلك الزيارة من 21 الى 23/8/2014 والزيارة الثالثة من 31/1 الى 4/2/2023 برفقة زوجتي وكان مضيفنا ومرشدنا في جولة أخرى في وادي النسناس صديقي الأستاذ فؤاد نقارة رئيس نادي حيفا الثقافي حيث استضافنا في حفل اشهار كتابي النقدي “أحلام فوق الغيم”، بينما الزيارة الأولى كانت زيارة عابرة عام 1998، ووادي النسناس ولد فيه الشاعر الشعبي الشهيد نوح ابراهيم، وولد فيه الشاعر أحمد دحبور والكاتب حسن البحيري وتربى وسكن فيه الكاتب إميل حبيبي، كما سكن الحي وإن لم يولدوا فيه الشعراء سميح القاسم ومحمود درويش والكاتب والباحث صبري جريس، رحمهم الله جميعا .
هذه اللقطات في الفيديو من وادي النسناس التقطتها عدستي في زيارتي الثانية والثالثة لحيفا، أقدمها إهداء للكاتبة الألقة د. مرام فؤاد ابو النادي رئيس منتدى المستقبل الثقافي/ عمَّان والتي هُجر اهلها من وادي النسناس في حيفا، وما زالت تحلم بالعودة وتحمل في يدها المفتاح، والقصائد والإلقاء للشاعرة رفعة يونس وهي قصيدة وردة الروح من ديوانها مغناة الليلك، وقصيدة رحيق المشاعر من ديوانها مرافئ الغيم، والموسيقى في نهاية العرض مقطع من عزف على اليرغول للفنان خليل حوشان، فشكر كبير لكل الأصدقاء الذين استقبلونا واستضافونا في حيفا وغمرونا بالكرم والخلق الجميل، فشكر ومحبة من القلب لكم جميعا..
نرحب بكم في (قناة البيدر للثقافة) ونأمل دعمها من خلال الدخول للصفحة والاشتراك بالقناة على اليوتيوب، وفيها ستعيشون أجمل اللحظات مع عدستي وقلمي في جولاتي في عشرات القرى والمدن في الوطن المحتل، وإلى لقاء في جولات أخرى في الوطن ومناطق أخرى فلسطينية وعربية وأوربية وثقتها عدستي في جولاتي..
زر الذهاب إلى الأعلى