نيّال الأعزب

يوسف غيشان

على شاهد قبر قديم لرجل من سكان منطقة أم قيس (جدارا) مات قبل أكثر من ألف وخمسمئة سنة مكتوب ما معناه بالعربي ما يلي:
(يا عابرا بقبري قف وتأمل
أنا قبل حين كنت مثلك، وأنت بعد حين ستكون مثلي
لذلك تمتع بالحياة) انتهى الاقتباس.
ذلك الفيلسوف الرواقي الطيب، كان حسن النية، وأهدانا عصارة عمره من الحكمة .. ان نتقن الحياة ونتمتع بها. لكنه لم يأخذ بعين الاعتبار ان أحفاده (نحن) لن نمتلك حتى مجرد حق التمتع بالحياة ولو كنا في قمة الزهد:
– فلو رغبت ان تعتزل الناس وتعيش متوحدا مع نفسك، لقالوا عنك من جماعة التكفير والهجرة ومرمروك وجرجروك.
– ولو رغبت ان تعيش دون ان تأبه بالسياسة، لقالوا عنك عبثي لا منتمي ناوي يخرب أخلاق الجيل الصاعد.
–  لو أردت ان تكون ماركسيا لقالوا عنك ملحد كافر.
– ولو رغت ان تكون قوميا لقالوا عنك شوفيني لا يعترف بالواقع ويعيش على أوهام الأمة الواحدة.
– حتى لو رغبت بالانتحار، فأنك سوف تعتقل ويحاكمك الحق العام كأنك قاتل.
يا جدنا القديم الطيب
لو أنك أردت لنا حياة بلا عذاب ولا بهدلة، كان عليك ان تموت أعزب.

زر الذهاب إلى الأعلى