نصف ساعة من الرعب .. خطأ ينسي طالب توجيهي حتى اسمه
لم يُجد طالب التوجيهي أنس حتى كتابة اسمه في امتحان اللغة الانجليزية الذي عقد اليوم الاثنين، ليس لأنه لا يجيد الاحرف لكن القلم لم يثبت بين يديه بعد نصف ساعة من الرعب لعدم وجود اسم له في قاعة الامتحان..
أنس أمضى عاما كاملا وهو يدرس مادة الانجليزي، المادة التي تبقت عليه من السنة الماضية، بعد أن اجتاز مواد الخطة الدراسية كاملة، كان يعد أيام العام الدراسي يوما تلو الاخر، آملا بالنجاح والتوجه الى الجامعة، ليلتحق بركب رفاقه الذين سبقوه، لكن خطأ ما قد حصل سيعطل مضي حلمه عاما اخر.
استيقظ أنس من النوم باكرا، وربما لم ينم ليله وهو بانتظار يوم الفصل، هو امتحانه الوحيد هذا العام، يريد تأديته والحصول على العلامة الكاملة، ربما يرفع معدله الذي استقر عند 74.1 هكذا كان يطمح، فهو يدرس للمادة منذ 365 يوما..
“عند السابعة صباحا كنت في قاعة الامتحان التي حددتها لي وزارة التربية والتعليم، وفق الرابط الالكتروني الذي استلمته عند دفع رسوم الاشتراك بالامتحان، انتظرت 3 ساعات بفارغ الصبر في ساحة مدرسة ذوقان الهنداوي في العاصمة عمان، كانت الاطول في حياتي، حتى حان الوقت، توجهت مسرعا الى القاعة”، يقول أنس في تلك اللحظة لم يكن للخوف او الرهبة مكانا في ذهني، كنت بأعلى درجات التركيز، لقد حفظت المادة عن ظهر قلب..
بكل ثقة دخل أنس إلى قاعة الامتحان يبحث عن مكانه فيها، بدأ بكشوفات الاسماء، القسم الأدبي كان على اليسار تفحص الكشف اسما اسم لكنه ليس بنيهم، لم يرتبك أنس، قال في نفسه ربما اسمي في الجهة الاخرى، توجه الى تلك الكشوفات، تفحص الاسماء فيها ايضا، لكن الصدمة كانت كبيرة فأسمه ليس في الكشوفات كبقية الطلبة..
في هذه الاثناء كان الطلبة جميعهم قد توجهوا الى قاعاتهم إلا أنس، كان يعيد البحث مرارا وتكرارا، ربما تجاوز عن اسمه بالخطأ لكن دون جدوى.. يقول أنس توجهت الى رئيس القاعة، ابلغته بالمشكلة، جاء ليبحث معي، لم يجد الاسم هو ايضا.. فجأة حدث ما لم أتخيله طيلة العام الماضي، رن جرس الامتحان فيما أنا خارج القاعة..
استنفر رئيس القاعة كادر المدرسة، بدأ الجميع بالبحث عن اسم أنس في الغرف الصفية، عسى أن يكون الخطأ قد وقع في الكشوفات فقط، ويكون اسم أنس على احد مقاعد غرف الامتحان.. لكن الوقت كان يمضي..
اختفى اسم أنس من كل اروقة مدرسة ذوقان الهنداوي، لم يجدوا له اثرا بعد مضي نحو نصف ساعة من بدء الامتحان، ضاع فيها الاسم من الكشوفات وضاع معها الطالب الذي خرت قواه وفقد سيطرته على نفسه..
رئيس القاعة قرر دخول أنس إلى الامتحان، عندها كان فاقد لتلك الثقة التي دخل بها، ليست يداه فقط كان جسده كله يرتجف، ماذا سيكتب في دفتره، مسك قلمه بيمينه ليكتب اسمه لكنها لم تكتب سوى اهتزازات يده، قرر نقل القلم الى اليسرى فكانت أكثر اهتزازا..
حاول أنس قراءة الاسئلة، لم يستوعب ما يقرأ، كان موقف الرعب قد سيطر على مخيلته، هل يجيب على الاسئلة ام يخط في دفتر الاجابات ما حدث معه.. حاول استدراك نفسه واستعادة ما حفظ من المنهاج، لكنه نسي حتى اسمه، حاول أكثر وأكثر، كتب في الورقة ما كتب ثم خرج مع جرس انتهاء الامتحان وهو مدرك أنه سيعود في العام القادم..
لا يعلم أنس أي مصير ينتظره، هل تحسب الاجابات له أم أنه كان يكتب في الهواء.. حتى وإن حسبت فعن أي أمل بنجاح يعتمد على الحظ نتحدث..