مواقف إسرائيلية متباينة من صفقة القرن
تباينت المواقف الإسرائيلية من صفقة القرن مع اقتراب الإعلان عنها، وإمكانية تسببها بظهور ردود فعل إسرائيلية مؤيدة ومعارضة.
وذكرت هوديا كريش حزوني، الكاتبة بصحيفة مكور ريشون، أن “الفلسطينيين يترقبون ما قد يحصلون عليه من الصفقة، دولة أو حكما ذاتيا فقط، في ظل استمرار خروج التسريبات بين حين وآخر، ومع ذلك فإن التطوير الاقتصادي والانفتاح التجاري يبدو الأمر المتوافق عليه بين كل التسريبات”.
وأضافت في تقرير ترجمته أنه “في حال أبدى الفلسطينيون ودول المنطقة رغبة بهذا الانتعاش الاقتصادي، فإن الخطة الأمريكية ستنجح، وهو ما لم يتحقق في الواقع الشرق أوسطي حتى اليوم”.
ونقلت عن أحد المعارضين للصفقة، المستشرق دانيئيل بايبس، أنه “اتهم إدارة ترامب بأنها تقدم امتيازات للفلسطينيين من خلال إبقاء تمسكهم بمناطق أ و ب في الضفة الغربية، وبعض أجزاء مناطق ج، بما يمثل 90% من المساحة الإجمالية للضفة، وستكون العاصمة الفلسطينية في أجزاء من الحدود البلدية للقدس بوجود دولي، وإشراف أردني فلسطيني مشترك على الأماكن المقدسة الإسلامية”.
وأوضح أن “الصفقة ستمنح مصر والأردن ولبنان المزيد من الامتيازات لسكانهم الفلسطينيين، وإزالة عدد من التجمعات الاستيطانية البعيدة في الضفة الغربية، وإقامة معبر يوصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، كما ستجند الولايات المتحدة مساعدات مالية بعشرات مليارات الدولارات للفلسطينيين، وإمكانية استخدامهم موانئ ومطارات إسرائيلية إلى حين إقامة ميناء ومطار خاص بهم”.
وأشار بايبس إلى أن “الصفقة ستطلب من الفلسطينيين الموافقة على السيطرة الإسرائيلية على حدودهم، بما في ذلك غور الأردن، كما ستعترف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على التجمعات الاستيطانية التي تصل مساحتها عشرة بالمئة من الضفة الغربية، وإعلان ضمها، ومقابل أن يتنازل الفلسطينيون في الخارج عن حق العودة، فإنهم يحصلون على تعويض اقتصادي مالي”.
وختم بالقول إن “كل تفاصيل صفقة القرن المسربة تعني أن الولايات المتحدة تعود لأخطاء الماضي ذاتها؛ لأن الاعتراف الإقليمي بإسرائيل لن يكون جوهريا، والفلسطينيون لن يغادروا طريق العنف، وإسرائيل سيكون من الصعب عليها رفض الخطة الأمريكية”.
لكن المستشرق يحيئيل شيفي قال في موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، إن “العامين الأخيرين شهدا انخراطا أكثر من إدارة ترامب في إنجاز صفقة القرن للشرق الأوسط، هذه الصفقة لا تقوم على منح حقوق وطنية للشعوب، وإنما تغيير في موازين المنطقة، وتقسيمها لحساب أعراق وقوميات مختلفة”.
وأضاف في مقال أن “صفقة القرن تعني حصول انقلاب في التعامل مع جوهر المشكلة، باعتبار أن إسرائيل باتت مكسبا وكنزا للمنطقة كلها، ويجب الحفاظ عليها بحدود آمنة، ويكون لها ضمان السيطرة على نصيب وافر من الأماكن التاريخية تحت سيادتها”.
وأوضح شيفي، خبير الشؤون العربية والإسلامية، أن “إسرائيل بقيادة نتنياهو نجحت في إظهار الصراع بهذه الكيفية الجديدة، وأنها ليست عقبة في تحقيق السلام، ولعل الإدارة الأمريكية تتأمل من طرح خطتها أن تفسح المجال لحياة أفضل في الشرق الأوسط، مقابل ما تسعى إليه إيران والمنظمات الإسلامية في خوض قتال دون نهاية في مختلف الجبهات”.
وختم بالقول إن “ترامب في صفقته هذه يقترح حلا عمليا، بموجبه من يوافق عليها سيستفيد، ومن يعارضها سوف يخسر، وإن الولايات المتحدة سوف تستخدم قوتها الاقتصادية والعسكرية معا لإنجاح الصفقة، وستبقى إسرائيل رأس حربة الحلف الغربي، تحافظ على نفسها بحدود آمنة، ولن تقام دولة فلسطينية لا تسعى للسلام ولا تعترف بحق الشعب اليهودي”. (عربي 21)