أكثر من مجرد مهرجان: جرش 2024 منصة لدعم القضية الفلسطينية

كرم الإخبارية – خاص – وسام نصر الله

نجحت إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون، في تحقيق نجاح ملحوظ خلال دورته الثامنة والثلاثين، التي حملت شعار “ويستمر الوعد”، إذ أنه رغم الظروف الصعبة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة قطاع غزة، استطاع المهرجان أن يتخطى صوت الرصاص وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، ليخلق أجواءً عامة تنحاز لقضايا الأمة والوطن.

ومن خلال فعالياته المتنوعة، أثبت المهرجان التزامه القوي بدعم القضية الفلسطينية وتعزيز روح التضامن في وجه التحديات الراهنة.

وتنوعت فعاليات المهرجان بين الفنون الوطنية والفلكلورية، حيث شاركت فرق فنية غنت لفلسطين والمقاومة، وكان الفنان مارسيل خليفة من أبرز المشاركين، إذ غنى للشهداء والمقاومة، مما أثار حماس الجماهير وأشعل روح التضامن.

كما شهد المهرجان ندوة تكريمية للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في افتتاح البرنامج الثقافي، شارك فيها نخبة من النقاد والفنانين والشعراء، ليبقى الشعر والكلمة الحرة أداة مقاومة في وجه الظلم.

تضامن غير مسبوق مع غزة

وفي بادرة تضامنية غير مسبوقة، قررت إدارة المهرجان إلغاء حفلات المسرح الجنوبي، وهي خطوة لم تحدث منذ 40 عامًا، تعبيرًا عن الحزن والتضامن مع أهالي قطاع غزة الذين يعانون من العدوان المستمر.

كما تم تخصيص ريع المهرجان لصالح الهيئة الخيرية الهاشمية لدعم أهالي القطاع، تأكيدًا على وقوف الأردن قيادة وشعبًا بجانب القضية الفلسطينية.

أيمن سماوي: رسالة ثقافية وطنية

وفي هذا الإطار، كان المدير التنفيذي للمهرجان، أيمن سماوي، قد أكد في أكثر من مناسبة، أن إقامة المهرجان هذا العام، يأتي لسببين رئيسيين: الاحتفال بالمناسبات الوطنية وعلى رأسها اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية، والتعبير عن التضامن مع الأهل في فلسطين.

وأشار إلى أن النسخة الحالية من المهرجان جاءت بمحتوى تم تكييفه لتقديم رسائل ثقافية تعكس استمرار الانتماء للوطن والملك، ورسائل تحمل التضامن مع الأهل في غزة من خلال فتح مسارح المهرجان أمام الفنانين والمبدعين الفلسطينيين للتعبير عن قضاياهم.

كما أكد سماوي، أن فلسطين دائمًا حاضرة في مهرجان جرش، وأن صمود الأردن مرتبط بصمود وقوة الأهل في فلسطين.

رسالة أمل وحياة

ويبقى أن نقول، أن رسالة مهرجان جرش لهذا العام واضحة: “رغم كل الصعوبات، ستبقى الثقافة والفن رسالة أمل وحياة”.

وأظهرت الفعاليات الجماهيرية أن روح الحياة قادرة على الانتصار على الدماء والتوحش، وأن الإرادة القوية للشعوب لا تُهزم.

ومن خلال الموسيقى والشعر والفنون، قدم المهرجان نموذجًا رائعًا لكيفية استخدام الثقافة كوسيلة للتعبير عن التضامن والصمود، معبرًا عن آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

زر الذهاب إلى الأعلى