مهرجان جرش يبهر جمهوره بعرض بصري يلامس الذاكرة والدهشة
جرش – كرم الإخبارية – وسام نصر الله
حين ارتفع الضوء فوق الحجر، وارتسمت السماء بالأحلام، كانت مدينة جرش الأثرية على موعد مع لحظة لا تُنسى.
في مساء استثنائي، انشقت عتمة المدينة الأثرية على عرض كرنفالي غير مسبوق، حين حلقت الدرونات في سماء جرش، ترسم بالحركة والضوء قصة الوطن، وتنسج مشهدا بصريا يأسر الأبصار ويحرك المشاعر.
في تلك اللحظة، لم تكن التكنولوجيا مجرد أداة عرض، بل كانت لغة إبداع، تخاطب الوجدان، وتحيي الحجر بوميض الضوء، وتحول المسرح الشمالي إلى شاشة لروح الأردن النابضة.
وقد شهدت سماء المدينة مساء الأربعاء عرضا كرنفاليا مدهشا بمناسبة افتتاح الدورة التاسعة والثلاثين من مهرجان جرش للثقافة والفنون، في سابقة تسجل كعلامة فارقة في تاريخ المهرجان، جمعت بين التاريخ والتكنولوجيا، وبين الرمز الوطني والرؤية المستقبلية.
ورسمت طائرات الدرون لوحات ضوئية مبهرة، تجسدت فيها صور جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وشعلة المهرجان وشعاره، إلى جانب صور بانورامية للمدينة الأثرية وعلم الأردن، ما منح المشهد بعدا وطنيا احتفاليا عاطفيا تجاوب معه الجمهور بتصفيق طويل وانبهار لافت.
وفي خطوة جريئة لا تقل روعة، استُخدم المسرح الروماني الأثري كشاشة عرض رباعية الأبعاد، بثت عليها مشاهد رقمية تضم صورا تاريخية، وأعلاما، ولوحات رمزية، ومشاهد شعرية متحركة، في تزاوج بصري نادر بين الضوء والحجر، بين الماضي الراسخ والتقنيات المتقدمة، ليرتقي العرض إلى مستوى التجربة الحسية الكاملة.
وأكدت إدارة المهرجان عبر هذا الحفل أنها لا تكتفي بتكرار النجاحات السابقة، بل تسعى إلى إعادة تعريف تجربة جرش الثقافية سنويا. فقد حرصت هذا العام على تقديم رؤية جديدة تمزج الفن بالتقنية، والإبداع المعاصر بقدسية المكان، لتقدم للجمهور لحظة لن تنسى.
وقد رعى حفل الافتتاح، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، الذي أوقد شعلة المهرجان، معلنا انطلاق فعالياته التي تمتد حتى الثاني من آب المقبل، تحت شعار: “هنا الأردن.. ومجده مستمر”.
