ماذا يحدث للأرض.. حرارة 47 بأوروبا وامطار غزيرة وسيول بالخليج
تواجه مناطق واسعة من الكرة الأرضية حالة من التطرف المناخي الكبير من حيث الارتفاع أو الانخفاض الكبير على درجات الحرارة، أو من حيث الامطار الغزيرة والسيول والثلوج الثقيلة، وتشهد دول مختلفة طقس غير معتاد، وتبادل أحوال طقس كان من المفترض أن تكون بعيدا عنها، في يسمى بفوضى مناخية تجتاح الكرة الأرضية.
وشهدت مناطق واسعة من جنوب غرب وجنوب أوروبا خلال الأيام الماضية موجة حر قاسية وصلت معها درجات الحرارة إلى 47 درجة مئوية، كما توفي المئات نتيجة هذا الارتفاع الغير مسبوق على درجات الحرارة، كما واجه قطاع الزراعة خسائر غير مسبوقة.
قال خبراء الصحة في أوروبا أن ما تشهده دول القارة العجوز خطير على المواطنين خاصة كبار السن، وهو ما رفع من توقعاتهم بخسائر في الأرواح إلى جانب الخسائر الأخرى في مختلف القطاعات في دول اعتاد سكانها على طقس لطيف في الصيف وطقس وبارد جدا في الشتاء.
في المقابل تشهد عدة دول في الخليج العربي طقس غير معتاد هي الأخرى، فالأمطار لم تتوقف منذ أيام طويلة على أجزاء واسعة من اليمن وعمان والامارات والسعودية، كما وصلت الامطار إلى دول أخرى، وكانت هذه الامطار بكميات كبيرة تتجاوز المعدلات بأضعاف عالية، وتجاوزت أقصى التوقعات، وسقطت كميات أمطار من المفترض ان تسقط خلال 5 مواسم في موسم واحد، وفي أيام قليلة.
وفي جنوب أمريكا الجنوبية تشهد دول كثيرة طقس شديد البرودة، ودرجات حرارة دون المعدلات بشكل واضح، حيث هطلت الثلوج الثقيلة في الكثير من الدول، وغطت مناطق واسعة، وبكميات أكثر ب10 أضعاف من ثلوج العام الماضي، وكانت هذه الثلوج واسعة الانتشار، وبسماكة كبيرة جدا.
ويرى خبراء الطقس أن ما يحدث في الكرة الأرضية هو دورة مناخية جديدة ستشتد خلال السنوات القادمة، وسيكون الطقس المصاحب لها أكثر تطرفا من المعتاد، وسينتشر تساقط الثلوج في مناطق غير معتادة على ذلك، كما سترتفع درجات الحرارة بشكل غير معتاد في مناطق أخرى، ولا يرى الخبراء غير ذلك حتى الان، بل يتحدث معظمهم ان على جميع الدول الاستعداد جيدا لما هو قادم من تطرف مناخي سيتوسع شيئا فشيئا إلى حين الوصول إلى ذروته في بداية العقد الخامس من القرن الحالي.
وتشير توقعات العلماء إلى هبوط التيار القطبي بشكل أكثر من المعتاد خلال الشتاء، وارتفاع الفاصل الوهمي المداري بشكل أكبر خلال الصيف، ولكن هذا لن يحدث في يوم وليلة بل يحتاج لسنوات طويلة لنلمس تأثيره بشكل كبير، وتأثيره سيكون بارتفاع فرصة البرودة الغير معتادة خلال الشتاء، وبارتفاع فرص الحر والأمطار الصيفية خلال فصل الصيف.
وعلى الرغم من كل الوعود باتخاذ خطوات جادة، يتجه العالم نحو تغير مناخي كبير، بحسب تقديرات خبراء الأمم المتحدة. وقد درس خبراء المنظمة الدولية الخطط المتعلقة بالمناخ لمئة دولة وتوصلوا إلى أن العالم يسير في الاتجاه الخطأ.
وأكد العلماء مؤخرا أنه من أجل تجنب أسوأ التأثيرات فإنه يتوجب تقليص الانبعاث الكربوني بنسبة 45 في المئة بحلول عام 2030.
في المقابل، تشير التحليلات إلى أن الانبعاث سوف يرتفع بنسبة 16 في المئة خلال الفترة المشار إليها، وهو يتجاوز بكثير المستويات التي حددها المجتمع الدولي.