ليلة حب ووفاء للراحل النمري في مهرجان جرش
استذكر استعراض فني غنائي وبصري وأدائي وسردي بعنوان “ليلة حب ووفاء للفنان الرحل توفيق النمري” من رؤية وتنفيذ وإخراج الفنان الدكتور محمد واصف، الفنان الأردني الراحل توفيق النمري، مساء أمس الجمعة في فعالية على الساحة الرئيسة في مدينة جرش الأثرية ضمن برنامج مهرجان جرش للثقافة والفنون.
واشتملت الفعالية التي حضر في كل تفاصيلها الفنان الراحل النمري، غناءً ولحنا وكلمة، وتنوعت فيها الفنون من حيث حضور مادة فلمية على شاشة في خلفية خشبة مسرح الساحة، على لوحات استعراضية راقصة تنهل من الموروث الشعبي قدمتها فرقة جامعة الاستقلال القادمة من فلسطين والتي ضمت 30 شابا وشابة.
وفي الفعالية التي حضرتها وزيرة الثقافة هيفاء النجار ونقيب الفنانين الأردنيين المخرج محمد يوسف العبادي والمدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي، قدم الفنانان نتالي سمعان ويزن الصباغ، فقرات غنائية من أغاني النمري، بشكل منفرد لكل منهما وثنائي معا .
وسلمت النجار بمعية العبادي وسماوي درع المهرجان التكريمي للفنان الدكتور واصف لما قدمه في الاستعراض من جهد وعمل بحثي وفني يُعلي من الموروث الفني الموسيقي الأردني متمثلا برائد الأغنية الأردنية وعميدها الفنان الراحل توفيق النمري، كونه يمثل نبضة حب ووفاء لمسيرة الفنان النمري الذي أسهمت أعماله بنقل الفن الأردني إلى محيطه العربي من خلال ألحانه وكلماته التي قدمها للعديد من نجوم الغناء العربي آنذاك ومنهم سميرة توفيق ووديع الصافي وصباح، علاوة على ما قدمه بنفسه من ألوان الغناء الأردني وفنانين أردنيين عبر كلماته وألحانه.
واشتمل الاستعراض الذي شهد حضورا جماهيريا كبيرا، على سرد حكايا تروى لأول مرة عن حياة ومسيرة النمري، والعديد من أغاني الفنان الراحل الخالدة والتي تعبق بالتراث الاردني منها “محلا الدار والديرة ونبع الدوار” و”قلبي يهواها البنت الريفية” و”لوحي بطرف المنديل” وغيرها.
وقال الفنان واصف لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) “إننا في هذا العمل نتحدث عن ليلة حب ووفاء للراحل الفنان توفيق النمري الذي استطاع أن يقدم ما يزيد على ألف عمل موسيقي وغنائي كتبها ولحنها وغنى معظمها”.
وأضاف، هذا العمل قدم سيرة سردية وطنية حول موضوع مهم وهو “كيف أن توفيق النمري شأنه كشأن زملائه من رواد الأغنية الأردنية، أسهم من خلال أعماله الفنية بتشكيل ملامح الأغنية الأردنية في كل المفاصل التاريخية التي عايشتها الدولة الأردنية، متكئا على الأغنية الشعبية الأردنية ومفرداتها فجمع ووثق وكتب ولحن وغنى من وحي التراب والملامح الأردنية”.
ولفت إلى أن هذا العمل جاء نتيجة بحث علمي حول الفنان الراحل النمري، بوصفه وفاءً للموروث الأردني والدولة الأردنية، لافتا الى أهمية اطلاع الجيل الجديد من الشباب على هذا الموروث والاعتزاز والتغني به ما أسهم بإعادته إلى تراثنا وهويتنا وملامحنا الأردنية.
وبين أن هذا العمل يمثل لمسة وفاء للفنان الراحل النمري الذي ساهم بجمع التراث الفلكلوري الغنائي الأردني وتدوينه وإعادة إحيائه، كما يمثل وفاء لكل تفاصيلنا وملامحنا وتراثنا وترابنا وأغانينا الأردنية، منوها الى أن الراحل النمري ساهم مساهمة كبيرة بتشكيل أغنيتنا الأردنية التي استطاعت في فترة من الفترات أن تتجاوز الأفق المحلي وتشكل حضورا بارزا في الأفق الفني والغنائي العربي.
وثمن واصف الدعم المالي والمعنوي لنقابة الفنانين الأردنيين لتنفيذ هذا العمل، داعيا وزارة الثقافة الى الالتفات لهذا العمل لما يحمل من مضامين تتعلق بالتراث والهوية الأردنية.
وقال، إن لديه مشروعات أعمال مشابهة تتعلق بفنانين رواد أردنيين قدموا للأغنية الأردنية ومنهم جميل العاص وعبده موسى وإسماعيل خضر، مبينا أنه يسعى لأن يقدم حكاية وطن من خلال الفن والأغاني.
وكانت الساحة شهدت قبل هذا الاستعراض فعاليات فنية قدمتها فرقة البتراء للفلكلور الشعبي اشتملت على وصلات من الفلكلور الشعبي الأردني، وفقرات فنية نهلت من الموروث الشعبي العُماني في مناطق الساحل قدمتها فرقة “غنجة السلام للفنون البحرية” القادمة من سلطنة عُمان الشقيقة.
كما قدمت فرقة “نينغشيا” القادمة من منطقة نينغشيا في جمهورية الصين الشعبية فقرات غنائية وموسيقية ولوحات استعراضية راقصة، كما قدمت فرقة “تايكواندو كوكيوان” القادمة من كوريا ألوانا من فنون لعبة التايكواندو الرياضية بتشكيلات رياضية فنية تفاعل معها الجمهور الذي ضم عددا كبيرا من زوار المهرجان من العرب والأجانب وهيئات دبلوماسية.
كما قدمت فرقة القاعة للزجل الشعبي القادمة من لبنان والتي ضمت الشعراء ندى طربية وسميح خليل وفيصل الصالح، جملة من فنون الزجل الشعبي وحوارياتها.
وعلى مسرح “أرتيمس” في “جرش الأثرية” قدمت فرقة زها المسرحية عرضا مسرحيا للأطفال بعنوان “الشال الأحمر”.
وعلى المسرح ذاته شارك 26 طالبا وطالبة من مرحلتي البكالوريوس والماجستير في قسم الفنون الموسيقية في الجامعة الأردنية في عرض فني غنائي طربي قدموا خلاله عددا من الأغاني الطربية التي نهلت من الموروث الغنائي الشعبي الأردني والموروث الغنائي في بلاد الشام و”رحبانيات” وأغاني طربية لعمالقة الغناء العربي.