لماذا وضع صلاح نفسه في تحد مع ريال مدريد؟

لم يتبق الكثير على المباراة المرتقبة بين ليفربول وريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2021-2022، والذي سيقام بملعب فرنسا يوم السبت المقبل.

الفريق الإنجليزي وصل إلى النهائي بعد تخطيه فياريال، فيما تجاوز الريال عقبة مانشستر سيتي في المربع الذهبي.

وتترقب الجماهير ما سيسفر عنه نهائي 2022 بعدما سبق للفريقين أن التقيا قبل بضع سنوات في نهائي البطولة عام 2018، ذلك الذي انتهى بفوز الفريق الملكي (3-1).

وشهد نهائي 2018 تعرض المهاجم المصري محمد صلاح لإصابة قوية في الكتف بعد التحام مع سيرجيو راموس، مدافع الريال انذاك، ليضطر لمغادرة الملعب باكيا في الشوط الأول، ما أثر بالسلب على مردود الريدز في المباراة.

راية التحدي

لم ينس صلاح تلك الإصابة التي تسببت في عدم مشاركته بأريحية مع منتخب مصر في كأس العالم 2018، إلى جانب فشله في مساعدة ليفربول على الفوز في نهائي التشامبيونز ليج انذاك.

وكان صلاح يعيش أحد أفضل مواسمه على الإطلاق، وكان بإمكانه الظفر بجائزة الكرة الذهبية حال نجاحه في قيادة الريدز للتتويج باللقب، لكن الإصابة حالت دون ذلك.

وفور تجاوز الغواصات الصفراء في نصف النهائي، خرج صلاح في تصريحات تليفزيونية بعد المباراة مباشرة، معلنا رغبته في عبور الريال عقبة السيتي، لملاقاته في المباراة النهائية.

كثيرون تفهموا سر تصريحات صلاح ومدى رغبته في الثأر لنفسه ولفريقه من خسارة نهائي 2018، فيما فسر البعض تلك التصريحات بمثابة إهانة للنادي الملكي وتقليل من شأنه.

أسباب التحدي

ربما تأتي رغبة الانتقام في مقدمة دوافع الدولي المصري لإبداء رغبته في مواجهة ريال مدريد، الذي فشل في الفوز عليه في 5 مواجهات سابقة مع فريقي روما وليفربول، إذ تعرض للخسارة في 4 منها، وانتهت مباراة واحدة بالتعادل.

هذا التاريخ السلبي لهداف البريميرليج أمام الريال، يدفعه بحماس لمحاولة كسر نحسه أمام العملاق التاريخي لدوري الأبطال، لا سيما وأن نهاية سلسلته المخيبة قد تأتي في مباراة كبرى مثل النهائي.

لكن هناك أسباب أخرى ضد تكون وراء إعلان صلاح أمنيته على الملأ، رغم أن ذلك سيضعه تحت ضغط هائل، إعلاميا وجماهيريا، لأنه وضع نفسه في مواجهة مباشرة مع مشجعي ولاعبي الريال، سواء على أرض الملعب أو خارجه.

وقد يكون سعي صلاح نحو الكرة الذهبية أحد الأسباب الرئيسية في إطلاق تصريحاته، التي أعقبها بتغريدة تعلي راية التحدي مجددا، فور فوز الريال على السيتي في إياب نصف النهائي.

وهذا عائد لتلاشي الهالة الإعلامية التي أحاطت بصاحب ال29 عاما في مستهل الموسم، الذي بدأه بأفضل طريقة ممكنة وكان في أعين كثيرين أفضل لاعب في العالم بلا منازع.

لكن النصف الثاني من الموسم شهد تراجعا ملحوظا لمهاجم الريدز، خاصة بعد الإخفاق الذي تعرض له مع منتخب مصر في نهائي كأس الأمم الأفريقية أمام السنغال، بقيادة زميله ساديو ماني.

وبدأت وسائل الإعلام طرح اسم ماني بدلا من صلاح، في سباق الكرة الذهبية، ما قد يكون عاملا يدفع الأخير لمحاولة إبعاد زميله عن المواجهة، عبر وضع نفسه في الصورة ضد الريال وجماهيره، ليكثر الحديث عنه قبل المباراة النهائية.

وقد يعزز صلاح فرصه بذلك في نيل الكرة الذهبية حال استطاع الثأر بالفعل من الريال وقيادة ليفربول لمنصات التتويج عبر إسهاماته التهديفية وأدائه على أرض الملعب في المباراة المقبلة.

فحينها سيتحول محمد صلاح إلى بطل في أعين جماهير ليفربول ووسائل الإعلام، لأنه النجم الذي استطاع قهر ريال مدريد بعدما تحداه علانية وأنجز مهمته بنجاح، ما يجعله مرشحا بقوة للكرة الذهبية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى