لا تتزوج بنت الأصول.. لأنها لن تسعدك

الدكتورة / منال المقرحي
أتفهم تمامًا رغبتك في أن تكون زوجتك بنت أصول.. لكن هل انت جدير بها
الصورة التي ترسمها في ذهنك عنها أنها الصبورة، الراضية، المطيعة، المدبرة.. التي مهما قاست لا تشكو، ومهما تعبت لا تئن، تتحمل وتصبر، وتظل شامخة في مكانها، كأنها خُلقت فقط للعطاء بلا مقابل
بنت الأصول هذه كانت الزوجة المثالية لجدي وجدك.. وربما لجيل آبائنا.. لكنها لن تناسبك أنت
في زمانهم، كانت الحياة قاسية، والمعيشة صعبة.. كان الرجل يخرج فجراً للعمل الشاق، ويعود مساءً، لا يحلم بأكثر من وجبة دافئة، وبيت هادئ، وأطفال أصحاء، وزوجة تعينه بصبرها وتدبيرها على مشقة الحياة
أما أنت.. فتريد كل هذا، لكن في امرأة بجمال إنستقرامي.. وجه لا تراه إلا بعد أن تزينه الفلاتر، وصوت دافئ يلامس أعماقك.. و أنوثة تذيب قلبك
وهي طلبات مشروعة، فالجمال مما تُنكح لأجله المرأة
لكن المشكلة أن “بنت الأصول” ليست مجرد لقب، بل عقلية وأسلوب حياة.. وفي زمننا، أصبح هذا اللقب.. رشوة نمنحها لمن تتنازل عن بعض حقوقها و كل حدودها.. لتستمر في التنازل والصمت
تريدها أن ترضى بشظف عيشك.. تتحمل إهانات أهلك وسخافات أقاربك.. تدرس أطفالك وتربيهم.. دون أن يعلو صوتها، أو يشتد طبعها، أو تذبل روحها.
لكنها في النهاية إنسانة، والمسؤوليات والضغوط ستجفف منابع أنوثتها، وتطفئ زهرة مشاعرها.. وستنفر انت منها لهذا السبب
ليس من العدل أن تطلب امرأة شديدة تتحمل عنك شقاء الدنيا.. وتظل لك مرفهة مدللة كحوراء جنات النعيم.
انت أمام أمرين.. إما ان ترضى بطباع بنت الأصول القوية الجافة.. و تقدر لها خروجها عن فطرة أنوثتها من أجلك
و إما أن لا تحملها مالا تطيقه طبيعتها الرقيقة.. ولا تتركها فريسة للضغوط التي تستهلكها
دللها، عاملها كأميرة، احتويها في حماك.. ادفع عنها تطاول الآخرين.. و ارفع قدرها امامهم
انت كرجل دورك ان تشقى.. و دورها هي كأنثى أن تزيل شقاءك.. فساعدها كي تتفنن في إسعادك
حافظ على رقتها بلطفك، واسقِ أنوثتها بحبك، لا تثقل عليها بالأعباء، وامنحها ما يعينها على العناية بنفسها
قدر انها بشر لها نقصها و تقصيرها.. كن كريماً معها.. مراعياً لها.. حنوناً عليها.. تكن لك حوراء دنياك وجنتك
“د/منال المقرحي”