كيف نحصل على البركة في حياتنا؟

إعداد: لؤي دلكي

إن الله تعالى برحمته يأتي بالخيرات،وبفضله ونعمته يضاعف البركات، فليست سَعة الرزق بكثرته ووفرته، وليست زيادة العمر بتعاقب الشهور والأعوام، وإنما سعة الرزق والعمر بالبركة فيهما، والبركة من الله تعالى، وبالعمل المبارك يُكتسَب الأجر الجزيل، والذكر الجميل، ولله درّ الشاعر حيث يقول:

دقات قلب المرء قائلةٌ له

إنّ الحياة دقائق وثواني

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها

فالذكر للإنسان عُمْرٌ ثاني

ويرحم الله الإمام ابن عطاء الله السكندري صاحب الحكم العطائية

حيث يقول في الحكمة رقم (٢٥٩) :

(رُبّ عمرٍ اتّسعت آماده،

وقلّت أمداده،

ورب عمر قصيرة آماده، كثيرة أمداده،

فمن بورك له في عمره، أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى، ما لا يدخل تحت العبارة، ولا تلحقه الإشارة)

يريد أن يقول: ثمةَ عمرٌ لإنسانٍ ما، زمنه طويل لكنّ النفع والعمل الصالح فيه قليل،

و ثمة عمر لإنسان آخر زمنه قصير

لكن النفع والعمل الصالح فيه كثير،

و سبب ذلك وجود البركة في عمر الثاني دون الأول،

فالبركة هي الفارق في وجود النفع والأثر في عمر الإنسان،

بصرف النظر عن زمنه قليلا كان أو كثيرا،

فالبركة منحة إلهية،

وهبة ربانية،

تضاعف الخير في الأشياء كلها،

و لتحصيل البركة أسبابٌ ومفاتيحُ لا بد من ذكر بعض منها حتى يعرفها المسلم فيحرص على امتثالها فيحصل على ما يريد من البركة،

ومن أهم هذه الأسباب و أجلها:

١- الإيمان المقرون بالتقوى والاستقامة على منهج الله تعالى،

قال تعالى: ( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض..)

وقال أيضا: (وألوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا).

ومن مفاتيح تحصيل البركة كذلك:

٢- لزوم القرآن العظيم، تلاوةً وتدبرًا، وسلوكًا وعملاً،

(وهذا كتاب مبارك أنزلناه)

(وهذا ذكر أنزلناه مبارك)

مباركٌ في ألفاظه،

مبارك في دلالاته ومعانيه،

مبارك في أثره وآثاره،

يحيي القلوب ويوصلها بعلام الغيوب جل جلاله،

وسورة البقرة خِصّيصى سورة مباركة،

مأمور بقراءتها وتعلمها وتعليمها،

جاء في الحديث أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وإن تركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة) والبطلة هم السحرة.

ومن مفاتيح تحصيل البركة لا سيما في هذه الأيام؛

٣- صلة الرحم وتفقد الأقارب،

يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مسراة في المال، منسأة في الأثر)، أي سبب في زيادة المال والعمر والبركة فيهما.

وأختم مفاتيح تحصيل البركة،

بالمفتاح الرابع وهو الرضا والقناعة بعطاء الله تعالى وقضاءه وقدره،

فمن رضي بما آتاه الله من مال ورزق بارك الله له فيه ووسعه،

ومن لم يرض لم يبارك له فيه،

وكان كالذي يأكل ولا يشبع،

وكذلك أخذه أي المال بطيب نفس وتعفف،

والإنفاق منه في وجوه الخير شتى،

قليلا كان الإنفاق أم كثيرا،

قال تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين).

اللهم إنا نسألك البركة في كل سكونٍ وحركة،

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى