كلّها لي….

بقلم: ناديا سعادة

كنت وحدي قبل أن أموت
صرت والموت و الجرح الكبير
يأجُّ مضجع الساكتين…!

كنتُ أرسمُ الأحلام بالصمتِ الطويل
أنسجُ النور بالظلّ الحزين
كنتُ نفسي فقط
وأيامي وأمي والحنين..!

كلّ يومٍ أُغني للوردِ
كلّ شيءٍ حولي لي…
كلّ شيءٍ يغفو ويصحو لي…!

كنتُ أظنّ هذا العالم لي
هذا البحر لي
هذا الصمتُ.. المدى لي..!

كلّها لي…
تلك المقابرُ و المعابرُ والمآتمُ
كلّها لي…

تلك المنابرُ و المآثرُ و النهايات الحزينة
كلّها لي…

حينَ قال لي
ماذا تفعلُ قربي
غير الموت…
خفتُ فابتعدتُ…
لكنّه قال لي
لست وحدك يا فتى
والموتُ و القبرُ و القهرُ
عرفتُ بلسانه…
كلها… كلها… لي…!

حين قال لي
سأُهديكَ هدايا…
تُشبهُ السواد…
غير غربتك…
وغيبةِ الزمان والمكان

آه… ماذا تُهديني…!

كلّ شيء لي…
كلّ شيء لي…
حتى مآذن القدس
ودموع أمي
و صمتُ أبي
كلّها لي…. كلّها لي…!

عدتُ وحدي…
والموتُ
وخيبةُ العصفورِ
على شباك غرفتي
حين غفا…
بكى…
وغنّى للدرب الطويل…
كلّها لي… كلّها لي…!

يا دمعة القلب انتفضي
إنّه عرس الشهداء…!

الشاب إياد الحلاق… اغتيل من جنود الاحتلال ، وقد عاش قبلها مع مرض التوحد…. رحم الله شهيد القدس

زر الذهاب إلى الأعلى