“كريف الأردن”… منظومة ائتمانية متقدمة لدعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الشفافية المالية

عمان 3 تشرين الثاني (بترا)- رائف الشباب- في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة التي يشهدها الأردن، تبرز شركة “كريف الأردن” كلاعب محوري في تطوير منظومة الإقراض والتمويل، ليس فقط من خلال توفير البيانات المالية للعملاء والمؤسسات، بل عبر تقديم أدوات متقدمة تمكن البنوك والمؤسسات المالية من اتخاذ قرارات تمويلية دقيقة وموثوقة وتعزز من الشفافية والثقة في السوق المالي الأردني.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة كريف الأردن للاستعلام الائتماني الدكتور أحمد العامودي، في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن المنصة لم تعد مجرد أداة للاستعلام عن التاريخ الائتماني للأفراد والشركات، بل أصبحت جزءا أساسيا من بنية السوق المالية الوطنية، تساعد على خفض المخاطر، تقليل معدلات التعثر وتحفيز التمويل بشكل أكثر كفاءة وعدالة.
وقال إن هدفنا أن نوفر بيانات دقيقة وشاملة تمكن البنوك والمؤسسات المالية من تقييم المخاطر بشكل علمي وتقليل تكلفة التمويل وتحفيز الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة وهي الشريحة الأهم في دعم الاقتصاد الوطني.
وأوضح أن الشركة أصبحت اليوم أحد المكونات الرئيسة للبنية التحتية المالية في المملكة، حيث نمت قاعدة بياناتها الائتمانية بشكل متسارع لتضم أكثر من 2.7 مليون عميل بين أفراد ومؤسسات، في تطور يعكس توسع النشاط الائتماني وتزايد الطلب على خدمات الاستعلام والتحليل المالي.
وشدد على أن شركة كريف التي حصلت على ترخيصها من البنك المركزي الأردني عام 2016 تعمل بموجب قانون المعلومات الائتمانية رقم (15) لسنة 2010، وتخضع لرقابة مباشرة من البنك المركزي الذي يشرف على الالتزام بالتعليمات الفنية والأمنية المتعلقة بجمع البيانات وحمايتها.
وأشار العامودي إلى أن الشركة تمثل منصة وطنية متكاملة تربط بين الجهات المزودة للمعلومات والمستخدمين بما يعزز الشفافية ويخفض من المخاطر الائتمانية في السوق المحلي، إذ تشمل المنظومة 720 جهة مزودة للمعلومات تتوزع بين 23 بنكا تجاريا وإسلاميا و 29 شركة تمويل أصغر، إلى جانب شركات الاتصالات الثلاث الكبرى ومؤسسات الكهرباء والمياه والعديد من الدوائر الحكومية مثل دائرة الأراضي والمساحة وأمانة عمان ودائرة مراقبة الشركات.
ويستخدم النظام يوميا أكثر من 120 مؤسسة مالية ومصرفية للحصول على تقارير ائتمانية دقيقة تساعدها في اتخاذ قرارات التمويل، حيث تصدر الشركة شهريا نحو 200 ألف تقرير ائتماني، ما يعكس حجم الاعتماد المتزايد على البيانات في إدارة المخاطر.
يذكر أن “كريف” تجاوزت مرحلة جمع البيانات إلى تحليل السلوك الائتماني عبر خوارزميات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ما يتيح للبنوك قراءة أنماط السداد والتنبؤ بقدرة المقترض المستقبلية على السداد، كما تطبق الشركة نظام تقييم رقمي يمنح العملاء درجة ائتمانية تتراوح بين 300 و850 نقطة، حيث يعد هذا المؤشر اليوم معيارا أساسيا لدى البنوك لتحديد مستوى المخاطرة، ويبلغ متوسط التصنيف في الأردن 650 نقطة.
وبين العامودي، أن توسع استخدام البيانات الائتمانية انعكس إيجابا على مؤشرات الأداء المالي في المملكة، إذ ساهم في خفض معدلات التعثر بنسبة تقارب 20 بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية، ورفع نسبة الشمول المالي من 36 بالمئة عام 2014 إلى أكثر من 60 بالمئة بنهاية 2023.
وأضاف، إن الشركة ساعدت المؤسسات التمويلية على الوصول إلى شرائح جديدة من المجتمع، خصوصا المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تمثل أكثر من 95 بالمئة من إجمالي الشركات المسجلة في الأردن من خلال بناء سجل ائتماني موثوق حتى في حال غياب تاريخ مصرفي طويل.
كما تتميز الشركة بوجود قاعدة بيانات وطنية موحدة أسهم في تعزيز التنافسية بين البنوك، إذ أصبح مقدمو القروض قادرين على تسعير المخاطر بشكل أدق، ما مكن العملاء ذوي السلوك الائتماني الجيد من الحصول على أسعار فائدة أقل.
وأظهرت دراسات “كريف” أن المقترضين الذين يمتلكون تصنيفا ائتمانيا مرتفعا (أعلى من 750 نقطة) يتمتعون بفوائد أقل تصل إلى 1.5 بالمئة عن المعدل السائد في السوق، ما عزز الإقبال على التمويل المنظم وخفض كلفة الاقتراض.
وتعمل كريف وفق رؤية التحديث الاقتصادي 2033، عبر إطلاق خدمات رقمية تسهل وصول الأفراد والمؤسسات إلى بياناتهم الائتمانية، ومن أبرز المبادرات خدمة “اعرف تقريرك” التي تمكن المواطنين من الاطلاع على تقريرهم مجانا مرة واحدة سنويا، كما دمجت الشركة البيانات غير المالية مثل الالتزام بسداد فواتير الاتصالات والكهرباء والمياه لتوسيع قاعدة المقترضين المؤهلين، خصوصا بين الفئات التي لا تمتلك تاريخا مصرفيا تقليديا.
وبشأن حماية البيانات وضمان الشفافية، تلتزم الشركة بأعلى معايير حماية المعلومات، إذ تطبق نظام ISO 27001 للأمن السيبراني وفقا للعامودي، وتخضع لرقابة مستمرة من البنك المركزي، إضافة إلى تدقيقات خارجية دورية لضمان أمن الشبكات وسلامة تبادل البيانات، وأن أي عملية استعلام تتم بموافقة العميل أو تفويضه، ما يعزز الثقة ويؤكد شفافية المنظومة.
وتابع، أن تجربة كريف تعتبر أنموذجا رائدا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، إذ تأسست الشركة بشراكة بين مجموعة كريف الإيطالية وعدد من المؤسسات المصرفية الأردنية، وتعمل بالتعاون مع البنك المركزي لتوسيع استخدام التقارير الائتمانية في قطاعات جديدة، مثل التأمين، الإسكان والتجارة الإلكترونية، بما يدعم الاقتصاد الرقمي ويعزز النمو المستدام.
وقال العامودي، أنه منذ تأسيس الشركة وحتى نهاية أيلول الماضي، أصدرت الشركة 10.5 مليون تقرير ائتماني للأفراد والشركات وساهمت هذه التقارير بشكل مباشر في منح 3.6 مليون قرض بالاعتماد الكامل على معلوماتها، في حين تضم قاعدة البيانات أكثر من 12 مليون قرض ويقارب عدد العملاء المسجلين 3 ملايين عميل.
وخلال عام 2024 بلغ عدد التقارير الصادرة نحو (1869139 تقريرا)، فيما وصل عددها حتى نهاية أيلول الماضي إلى (1739558 تقريرا).
وتوفر الشركة خدمات متخصصة تشمل: التقرير الائتماني الكامل، التقييم بالنقاط لتصنيف العملاء وفق احتمالية التعثر، مؤشر تنبيهات المحفظة الائتمانية والاستعلام الجماعي لمتابعة مجموعات من العملاء، كما يتم إدراج بيانات الشيكات المرتجعة بصيغة تاريخية دون إدراجها كقائمة سوداء، ما يعكس شفافية الشركة وموضوعيتها.
ووفق بيانات البنك المركزي الأردني، بلغت قيمة القروض والتسهيلات الممنوحة من البنوك حتى نهاية آب الماضي حوالي 35.733 مليار دينار، مقارنة بـ 34.604 مليار دينار في الفترة نفسها من 2024، ما يشير إلى نمو نسبته 2.7 بالمئة.
بينما بلغت قيمة القروض المتعثرة نحو 1.987 مليار دينار خلال النصف الأول من العام الحالي بزيادة طفيفة عن النصف الأخير من 2024 الذي سجل 1.867 مليار دينار.
وأشار العامودي، الى أن كل قرض يتم منحه بناء على تقييم دقيق يؤدي إلى بيئة تمويلية أكثر استقرارا ونموا مستداما ويدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني.
وأكد، أن “كريف الأردن” تركز على تطوير أمن المعلومات وتحديث البنية التحتية التكنولوجية ومواكبة التطورات في التكنولوجيا المالية والأمن السيبراني لضمان استمرارية الخدمة بأعلى مستويات الأمان، بما يدعم النمو المستدام للسوق ويعزز الثقة في القرارات الائتمانية، ما يعزز الاستثمار في الاقتصاد الأردني ويخلق فرص العمل ويزيد القدرة التنافسية للأردن في المنطقة.
–(بترا)