كرة النار وصلت من شمال العراق إلى كردستان

المحزن اننا نخرج من حرب لنجد انفسنا في اتون حرب ثانية ..ولا يخرج العالم العربي من عاصفة ملتهبة حتى يجد نفسه يطفئ نارا عاصفة اشد قسوة من سابقتها ترى هل هذا قدر مكتوب علينا ولا راد له او انه جهل منا.؟ فينطبق  علينا قول: “يا امة ضحكت من جهلها الامم” ..بالرغم من اننا اضأنا العالم في الوقت الذي كان الاخرون يعيشون في ظلام القرون الوسطى ..ولكن عجلة الزمان لا تتوقف، ولا يمكن لنا ان نعيش على امجاد صنعها اجدادنا في الماضي المهم ما يحدث الان .
منذ حمل الاستعمار البريطاني عصاه ورحل عن معظم البلاد العربية ومنها العراق الشقيق ..الا ان قوة استعمارية ظهرت في سماء العالم ودخلت الى البلاد العربية تحت ستار مضيء وهو (مبادئ الرئيس الامريكي ويلسون) وما فيها من حرية الشعوب وحق تحرير المصير وعدم جواز الاستعمار ..الخ من كلمات براقة اتضح فيما بعد انها مجرد شعارات لا تصمد امام الواقع خاصة وان (امريكا)  لها اطماع بان تحل محل الاستعمار البريطاني.. الذي رحل عن المنطقة بموجب صفقة بين  بريطانيا والولايات المتحدة سنة 1940 اثناء الحرب العالمية الثانية .
فقد اشتد قصف الطائرات الالمانية على( لندن) وبدأت الجزيرة البريطانية في مهب الريح فسافر السير (ونستون تشرشل) رئيس وزراء بريطانيا الى القوة الجديدة في العالم وهي الولايات المتحدة واجتمع مع الرئيس الامريكي(روزفلت )وطلب منه ان ترسل الولايات المتحدة قوات امريكية.. مع دباباتها وطائراتها وليس دبابات وطائرات فقط .. الى اوروبا خشية سقوطها في ايدي المانيا النازية.
واجاب الرئيس(روزفلت ) وما هو الثمن الذي سوف تجنيه الولايات المتحده مقابل ارسال ابنائها الى الحرب في اوروبا ..؟
الدول الكبرى لا تعرف الا المصالح.. فهي ليس لها  قلب ولا عواطف..وهي ليست جمعيات خيرية .. وانما  المصالح فقط .  فلا يهتمون بلغة واحدة او ديانة واحدة او قومية واحدة ..هذه الامور متروكة للدول الصغرى فقط .  وكان السير ونستون تشرشل وهو الذي الثعلب العجوز يعرف لغة المصالح فاجاب على الفور :-
اذا ارسلت امريكا قوات لحماية اوروبا.. فان بريطانيا على استعداد لاعطائها مفتاح (كنز المستقبل).. والذي يملكه سوف يحكم العالم  دون منازع..
ففتح هذا الجواب شهية الرئيس ولسون وسرح بخياله الاستعماري وهو يفكر بحكم العالم ..فسال الرئيس الامريكي    ( روزفات ) عن هذا الكنز.. واين يقع..؟
فاجاب تشرشل انه (الخليج الفارسي) وهو فوق بحيرة من النفط ..وتحتله بريطانيا النفط اي الذهب الاسود . فوافق الرئيس الامريكي( روزفلت) وتمت الصفقة واعلنت بريطانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عن انها سوف تسحب قواتها من شرق قناة السويس ..لتحل محلها القوات الامريكية..والعالم لا يعلم شيئا عن هذه الصفقة السرية.
اقامت الولايات المتحدة معاهدات مع جميع محميات الخليج..الى اصبحت دول الخليج .. ثم اقامت قواعد عسكرية في الخليج العربي.ثم قامت الولايات المتحدة بغزو العراق بحجة كاذبة وهي امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل وهي ( الاسلحة الذرية والكيميائية والبيولوجية ).
واختلفت مراكز صتع القرار في العالم عن سبب هذا الغزو فمنهم من قال ان الرئيس العراقي الشهيد (صدام حسين) قال ان اخر قطرة نفط في العالم سوف تخرج من (جزر مجنون) العراقية ..اي الطمع الامريكي كان هو سبب غزو العراق وذهب راي اخر الى انه (حماية اسرائيل) التي كانت تخشى من الجيش العراقي خاصة وان العراق هو اول دولة ضربت (تل ابيب) بالصواريخ.
المهم اقتربت كرة النار.. من سماء العراق.. وارضه واحتلت الولايات المتحدة العراق وعينت  السيد( برايمر) حاكما عسكريا على العراق .فاصدربرايمرقرارا بحل الجيش العراق .وفي سنة 2005 وضع دستورا صليبيا للعراق.. فقام بموجبه بتقسيم العراق الي ثلاثة اقاليم وهي:-1- الاقليم الشمالي اقليم كردي 2- وفي وسط العراق اقليم للمسلمين السنة 3- وفي الجنوب اقليم للمسلمين الشيعة.
والجدير بالذكران هذا التقسيم ياتي طبقا لمخطط تقسيم العالم العربي الذي وضه اليهودي الفرنسي القذر( برنارد لويس) سنة 1980 والذي عرض على الكونجرس الامريكي فوافق عليه بالاجماع واصبح جزءا من السياسة الخارجية للولايات المتحدة. 
نتكلم الان عن اقليم شمال العراق وهو اقليم الكرد.. فاطلقوا عليه اسم( كردستان العراق) وقد شارك الاكراد بوضع الدستور العراقي الجديد..الذي قسم العراق الي ثلاثة اقاليم تمهيدا لاعلانها ثلاث دول.. في الوقت المناسب بحسب التفكيرالصهيوني الامريكي.وقد حصل الاكراد في العراق على ما لم يحصولوا عليه من قبل .ففي سنة 1970منحت الحكومة العراقية الاستقلال.. للاكراد واعترفت المعاهدة باللغة الكردية كلغة رسمية في العراق . الا ان الاكراد بداوا حربا في جبال شمال العراق زمن الزعيم عبد الكريم قاسم بتمويل وتحريض من اسرائيل .ثم وقع الرئيس الشهيد صدام حسين على الحكم الذاتي للاكراد..الا ان الاتفاقية لم تدم طويلا.. وعاد الاكراد الى الثورة في الجبال.قاد الثورة الجديدة الملا مصطفى البرزاني.. وتولى من بعده ولده( مسعود البرزاني) الذي اصبح رئيسا لاقلم كردستان العراق منذ سنة 2005 وقد حصل الاكراد على كل ما يتطلعون اليه فهم دولة داخل الدولة او جمهورية كردستان داخل العراق . فان الدستور الصليبي الذي وضعه( برايمر) سنة 2005 فقد اعترف الدستور الصليبي بان العراق يتكون من قوميتين.. القومية العربة والقومية الكردية.. واصبح لاقليم كردستان العراق ..علم خاص به ونشيد قومي.. يختلف عن النشيد العراقي.. واصبح لاقليم كردستان حكومة.. تدير شؤونه، وبرلمان..وجيش.. هو (البيشمركة).الا ان مسعود البرزاني ارد تحقيق حلم الاكراد في دولة خاصة بهم.. وارد الانفصال عن العراق ..دون اي مبرر. ثم اراد ان يعمل( استفتاء) بين الاكراد هل يبقون جزءا من العراق او ينفصلون عن العراق ..؟ويكونون دولة مستقلة لهم..ولقد رفضت (بغداد) هذا الاستفتاء ورفضت تقسيم العراق ووجهت نصائح الى (مسعود البرزاني)بصفته رئيس اقليم كردستان من الدول المجاورة وهي.. ايران وتركيا ثم من الولايات المتحدة ..وباختصار من جميع دول العالم . ولم تؤيد الانفصال سوى (اسرائيل) فقط بل حرضته.. على الانفصال عن العراق وهذا ليس حبا في الاكراد.. بل رغبة في تقسيم العراق.. وايجاد اسرائيل ثانية في العالم العربي ..حتى  تؤسس قواعد عسكرية اسرائيلية تكون خطرا مباشرا على الامن القومي العراقي..وتهدد الدول المجاورة فتكون خطرا على الامن القومي الايراني  ولكن لماذا اصر مسعود البرزاني على اجراء الاستفتاء بالرغم من ان العالم كله يعارضه ما عدا (اسرائيل) تؤيده وتحرضه على الانفصال عن العراق..؟
نرجع الى تحليل شخصية (مسعود البرزاني) لنعرف السبب والغريب ان مسعود البرزاني ولد في( مهاباد) في ايران سنة 1946 فهو ايراني ..وليس عراقيا .ومن جهة ثانية فان( والدته يهودية) وهي كرجيه كوهين .. من مواليد النمسا وهي زوجة مصطفى البرزاني وتوفيت عام 1958(وفي الشريعة اليهودية كل من ولد لام يهودية فهو يهودي) اي ان مسعود البرزاني( يهودي )وهذا يفسر تشجيع اسرائيل له وتقديم الاموال والسلاح والتدريب له ولرجاله ..ولقد منحته الكلية الحربية في تل ابيب رتبة( ميجر) بالرغم من انه خرج من المدرسة في الصف السادس الابتدائي.
يتضح لنا شخصية مسعود البرزاني فهو من مواليد ايران ومن والدة يهودية بالتاكيد ليس له نكهه عراقية ..او حتى كردية.وبالتالي فهو لم يحرص على وحدة العراق ولم يهتم بمصالح الشعب الكردي.. فقد اعتمد على تشجيع (اسرائيل ) له لعمل الاستفتاء ثم الانفصال ولم يبالي بوحدة العراق كذلك لم يهتم بمصالح الاكراد التي حققوها.نتيجة تصرفه الاحمق بالاصرار على لاستفتاء ..تمهيدا للانفصال عن العراق اضاع على الاكراد كل المكاسب التي حصلوا عليها خاصة اصراره على ضم (اجزاء من العراق) الي اقليم كردستان مثل( كركوك )الغنية بالنفط خلافا للدستور العراقي ما اجبر السيد الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي على ارسال القوات العراقية للانتشار في جميع المناطق العراقية.. التي اراد( البرزاني) ضمها الي اقليم كردستان مثل كركوك الغنية بالنفط وكذلك جميع المعابر الدولية.. والمطارات في الدولة لكي تخضع لسيطرة السلطة المركزية في بغداد.بحسب الدستور.
ولم يجد مسعود البرزاني بعد ان اضاع على الاكراد جميع المكتسبات التي حققوها بالاتفاق مع بغداد سوى ان يقدم (استقالته).. من رئاسة اقليم كردستان.. وينهي حياته السياسية ..اي ان النار اصابت مسعود البرزاني وهذا نتيجة حتمية لكل من يعتمد على (اسرائيل) بدلا من الاعتماد على شعبه وان ينظر بعين عراقية.. فالاعتماد على (اسرائيل) كان خطا داميا فهي حليف كاذب غادر..وهذه طباع اليهود من قديم الزمان فليس لهم عهد ولا ذمة ..ولا يعتمد عليهم ابدا.بل على العكس تماما فان (شكسبير) في مسرحيته الخالدة (تاجر البندقية) وصف اليهودي وصفا دقيقا فهو يلهث خلف الذهب الاصفر فقط ..بغض النظر عن الطريقة التي يحصل عليه بها..!
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى