قصص إنسانية موجعة من حادث فتيات مصر

توالت مشاهد الحزن والصدمة في قرية كفر السنابسة بمحافظة المنوفية، بعد الحادث المفجع الذي أودى بحياة 18 فتاة وسائق حافلة كانت تقلهن إلى العمل باليومية في أحد مزارع العنب بمدينة السادات، حيث اصطدمت شاحنة نقل ثقيل بسيارتهن على الطريق الإقليمي يوم الجمعة 27 يونيو (حزيران) 2025.

وتحوّلت مراسم تشييع جنازة الفتيات إلى لحظات من البكاء والانهيار في القرية، مع ترديد الأهالي قصصاً إنسانية عن الفتيات، كشفت عن معاناة يومية، وحياة ملؤها الكفاح، وأحلام لم تكتمل لكل واحدة منهن.
شيماء.. مهندسة الأحلام التي رفضت الثانوية العامة

من بين القصص التي أثارت تعاطفاً واسعاً، قصة شيماء رمضان عبد الحميد (19 عاماً)، الطالبة بكلية الهندسة في جامعة المنوفية، والتي لم تكن مجرد فتاة عادية، بل كانت صاحبة إرادة قوية وقلب مليء بالمسؤولية، فقد روى والدها في تصريحات مؤثرة أنها رفضت الالتحاق بالثانوي العام لتخفف عنه عبء مصروفات شقيقتيها، فاختارت التعليم الفني ودخلت ثانوي صناعي وحققت فيه التفوق، لتلتحق بعده بأحد المعاهد.

وبالفعل، تخرّجت شيماء وهي في المرتبة الأولى على دفعتها في معهد بصريات، ثم التحقت بكلية الهندسة، واستمرت في التفوق رغم الظروف المادية الصعبة، ومع حلول الصيف، خرجت للعمل في محطة فرز العنب لتساعد في مصروفات دراستها، ورغم اعتراض والدها قالت له: “أريد مساعدة نفسي.. والتخفيف عنك”، على حد تعبيره.

وبعد ثلاثة أيام من العمل، جاءت فاجعة اليوم الرابع ووقع الحادث الذي أودى بحياتها، وبحياة أحلامها التعليمية التي لم تكتمل.

ضحى.. الطفلة التي ماتت قبل أن تعرف نتيجتها

أما ضحى همام الحفناوي، البالغة من العمر 15 عاماً، فكانت تلميذة في الصف الثالث الإعدادي، أنهت امتحاناتها مؤخراً وكانت تنتظر إعلان النتيجة في اليوم التالي للحادث. وبالفعل ظهرت النتيجة بعد وفاتها وحصلت على درجات مرتفعة، وتبيّن أنها من المتفوقات في مدرستها.

ووفق تصريحات والدها، فقد خرجت ضحى للعمل في مزرعة العنب بعد انتهاء الامتحانات لتدخر من أجرها ثمن هاتف محمول يساعدها في المرحلة الثانوية التي كانت تنوي الالتحاق بها.

رويدا.. العروس التي رحلت قبل الزفاف

أما القصة الأكثر إيلاماً فكانت لفتاة تُدعى رويدا خالد، التي لم تكن تستعد لعملٍ أو دراسة، بل كانت تُعد العدّة لحفل زفافها المقرّر بعد أسبوعين فقط، فقد كانت تعمل يومياً لتوفير مستلزمات العرس، وتستيقظ فجراً لتذهب إلى المزرعة طمعاً في تجهيز بيت الزوجية، لكن أحلامها ارتطمت بالشاحنة المسرعة التي أنهت كل شيء في لحظة، وسط بكاء والديها وأهلها الذين لم يصدقوا أن الزفاف تحوّل إلى جنازة.

هدير.. الطالبة التي دفعت ثمن حلمها من تعبها

ومن بين الضحايا أيضاً كانت هدير عبد الباسط، الطالبة في السنة الأخيرة بمعهد التمريض، والتي كانت تخرج فجراً للعمل مقابل 130 جنيهاً يومياً، لمساعدة أسرتها في مصاريف التعليم.

وقالت والدتها لوسائل إعلام محلية: “كنت أقول لها دوماً لا تذهبي للعمل، فتقول لي الدراسة اقتربت وسأحتاج لدفع المصروفات وتأمين مستلزماتي الشخصية”، مضيفةً أن ابنتها لم تكن تحب أن تطلب شيئاً، بل كانت تفضّل أن تتعب وتكافح حتى لا تكون عبئاً على أسرتها الصغيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى