في دروس الرجوع إلى الحق والثبات عليه.. غزة تُعلّم الأمة معنى العزّة

بقلم: لؤي دلايكة

إن الرجوع إلى الحق من الأمور الشرعية التي أمر الله تعالى بها عباده المؤمنين في كتابه الكريم من خلال قوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)،

وهو من شيم أولى الألباب الذين امتدحهم الله تعالى بقوله سبحانه: (فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)،

وهو دليل على تواضع المسلم ومعرفته لقدر نفسه وذاته كما قال سلفنا الصالح: (رحم الله امرَأً عرف حده فوقف عنده)،

وكما قال الفاروق – رضي الله عنه- في كتابه لأبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- حينما أرسله إلى البصرة واليا (وإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل).

وكما أن الرجوع إلى الحق واجب شرعا، فكذلك الثبات على الحق واجب أيضا،

فهاهم أهلنا وإخواننا في غزة يعلموننا في كل يوم كيف يكون الثبات على الحق -الذي سطعت شمسه وقامت حجته- ، وكيف يكون الصمود والتحدي لبطش الصهاينة المحتلين، وكيف يكون عدم الخضوع والخنوع لأولئك المجرمين المعتدين،

يعلمنا أهل غزة كيف يستقبلون الموت بصدر رحيب، وكيف يجعلون من التدمير تعميرا، ومن التيئيس تأميلا،

لسان حالهم يقول:

فلْيحرقوا كل النخيل بساحنا

سنُطلّ من فوق النخيل نخيلا

فلْيهدموا كل المآذن فوقنا

نحن المآذن فاسمع التهليلا

نحن الذين إذا وُلدنا بكرةً

كنا على ظهر الخيول أصيلا

نحن الشهادةُ والشهيد وشاهدٌ

ولأُسْدنا قد فُصّلت تفصيلا

صوت الرصاص أبو البيان بلاغةً

وأشدّ إفصاحًا وأقومُ قيلا.

نسأل الله تعالى أن يثبتهم على الحق المبين، وينصرهم على اليهود المعتدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى