فيرمينو يكشف سبب تفضيله أهلي جدة على ريال مدريد

كشف البرازيلي روبرتو فيرمينو، نجم الأهلي السعودي السابق، ومهاجم السد القطري الحالي، عن سبب فشل انضمامه إلى ريال مدريد في وقت سابق، بعد رحيله عن ليفربول الإنجليزي.

وفي صيف 2023، قرر فيرمينو إنهاء تجربة مثيرة وحافلة بالإنجازات مع ليفربول لينتقل إلى الأهلي السعودي بنهاية عقده مع النادي الإنجليزي، حيث حقق أيضا نجاحات مع الراقي لينهي مشواره مع الفريق متوجا بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة لأول مرة في تاريخ النادي.

وقال لاعب أهلي جدة السابق: “بالتأكيد كان هناك اهتمام من ريد مدريد، لكي أكون أمينا كان هناك اهتمام بالفعل، وأبلغتني به الوكالة التي تمثلني، ونعم كان هذا الأمر في وقت حديث”.

وأضاف: “لكن لم يكن الأمر مثلما كان من قبل، فقد تزامن مع اهتمام الأهلي السعودي بالتعاقد معي”.

وتابع فيرمينو: “في ذلك الوقت كانت هناك عوامل عدة جعلت الأمر يتوقف عند هذا الحد، فلم أكن أنا الخيار الأول للريال ولا حتى الثاني، لذا كان عليّ أن أنتظر قليلا، لأرى ما سيحدث، لكن ليس لأنني لست صبورا، لكن كان يتعين عليّ أن أنتظر”.

وأضاف: “عندما جاء عرض الأهلي، صليت لكي أختار القرار المناسب، وقد حدث وانتقلت للدوري السعودي، وكان المكان المناسب”.

وواصل فيرمينو: “ريال مدريد نادٍ كبير بلا شك، وكان سيصبح من دواعي سروري أن ألعب لنادٍ مثله”.

تجدر الإشارة إلى أنه في نفس الفترة كان ريال مدريد قد انفصل عن مهاجمه المخضرم وقائده كريم بنزيما، الذي رحل بنفس الانتقالات الصيفية إلى اتحاد جدة، ضمن المشروع السعودي الكبير لضم عديد النجوم من أنحاء العالم.

وفي ظل وجود المهاجم خوسيلو فقط، لم تكن هناك خيارات هجومية عديدة أمام المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، ما يفسر خطوة التفاوض مع فيرمينو في ذلك الوقت.

بصمة واضحة

وترك فيرمينو بصمة واضحة مع الأهلي رغم أنه لعب موسمين فقط، حيث سجل 21 هدفا وصنع 17 هدفا في 65 مباراة بمختلف المسابقات.

ورغم أن موسمه الأخير مع الأهلي قرر مدربه الألماني ماتياس يايسله، الاكتفاء بقيده في القائمة الآسيوية فقط، لكن ذلك لم يفقده حماسه وشغفه واستمر في رحلة التهديف المميزة بالبطولة التي حقق لقبها الأهلي في النهاية.

وبقميص ليفربول كان فيرمينو قد عاش أفضل فتراته حيث سجل 111 هدفا في 362 مباراة وصنع 76 هدفا.

كذلك مع هوفنهايم الألماني سجل 49 هدفا في 153 مباراة، بينما صنع 36 هدفا.

لمسة برازيلية واضحة

ويُعد فيرمينو أحد أبرز الأسماء التي لفتت الأنظار منذ انضمامه إلى الأهلي السعودي، نظرًا لقيمته الفنية الكبيرة وخبرته الطويلة في الملاعب الأوروبية.

ورغم اختلاف مستوى الفريق وتقلّب نتائجه في بعض الفترات، ظل فيرمينو يقدم إضافة واضحة في الجانب الهجومي بفضل أسلوب لعبه المميز وقدرته على لعب أدوار متعددة داخل الملعب.

يتميز فيرمينو بتنوعه التكتيكي، فهو ليس مهاجمًا تقليديًا يعتمد فقط على اللمسة الأخيرة، بل يجيد التراجع لصناعة اللعب وخلق المساحات لزملائه. قدرته على التحرك بين الخطوط سمحت للأهلي بتطبيق أسلوب هجومي أكثر مرونة، حيث يتحول أحيانًا إلى صانع لعب متقدم، وأحيانًا إلى مهاجم صريح يستغل أنصاف الفرص.

يتمتع كذلك بمهارات عالية في التحكم بالكرة تحت الضغط، وهو ما يمنح الفريق حلولًا إضافية في مواجهة الدفاعات المغلقة.

إسهامه لا يقتصر على الجانب الهجومي، ففيرمينو يشتهر بقدرته على الضغط العالي واسترجاع الكرة من مناطق متقدمة، وهي سمة لطالما عُرف بها خلال مسيرته.

هذا الدور ساعد الأهلي في العديد من المباريات على استعادة التوازن وقطع هجمات الخصوم قبل تشكّلها، خاصة في المباريات التي يعتمد فيها الفريق على الارتداد السريع.

كما يمتلك اللاعب شخصية قيادية داخل الملعب، تظهر في توجيهاته المستمرة لزملائه وهدوئه في المواقف الصعبة. ومع مرور الوقت، أصبح عنصرًا مهمًا في الخط الأمامي بما يقدمه من خبرة وحلول متنوعة، إضافة إلى تأثيره على اللاعبين الشباب.

بشكل عام، يمثل فيرمينو قيمة فنية كبيرة للأهلي، ويُعد من العناصر التي تمنح الفريق عمقًا هجوميًا وتكتيكيًا بفضل مرونته وقدرته على صناعة الفارق في الثلث الأخير من الملعب.

نهاية التجربة

وفي ظل اعتماد يايسله بشكل كلي في الموسم الماضي على المهاجم الإنجليزي إيفان توني، فقد تراجع دور فيرمينو، الذي قرر خوض تجربة عربية أخرى، ولكن بقميص السد القطري، حيث كان في مواجهة ضد فريقه السابق مؤخرا، بدوري أبطال آسيا للنخبة.