فريق شذا الروح يقيم ندوة حوارية حول “صناعة التفاهة”

 نظّم فريق شذا الرّوح ممثلا بالأديبة فاتن أبو شرخ والشاعرة إسراء حيدر محمود والشاعرة مي الأعرج والشاعر إسلام علقم ندوة حوارية حول “صناعة التفاهة” أسبابها وانتشارها وأخطارها مساء السبت بتاريخ 24-06-2023 في بيت الثقافة والفنون في عمان.

وكان المتحدثون المخرج والفنان برهان سعادة والقاصة سهير منصور ، وتمت إدارة الندوة والحوار من قبل الشاعر إسلام علقم.

واستهلّ الشاعر إسلام علقم الحوار بأهم ما كتبه النقاد حول صناعة التفاهة، مستشهدا بما تم ذكره عن كتاب “نظام التفاهة” للفيلسوف الكندي آلان دونو والذي أخذ صدى واسعاً.

وسلّط الشاعر علقم الضوء على العديد من المقالات الاردنية المنشورة بخصوص هذه الظاهرة، وقام بطرح عدة تساؤلات على المتحدثين .

من جهته أبدى المخرج والفنان برهان سعادة عن أسفه لانتشار هذه الظاهرة، وقام بشرح فكرة وجود نظام للتفاهة وأن هذا النظام هو قائم على أن تكون المادة المعروضة والمنتشرة من قبل التافهين هي المسيطر وما يجعلهم هم المسيطرون على ثقافة المجتمعات واهتماماتهم، مستعينا بالمقولة “إن شمس المعرفة هوت أرضا فأصبح للأقزام حلم طويل”.

كما استعرض المخرح برهان سعادة تجربته في صناعة الدراما والبرامج التثقيفية والتحديات التي واجهته أثناء ازدحامها مع المادة التافهة، وكيف أن أولويات الاهتمام كانت تميل لصالح المادة التي تفيد ولا تغني ولا تحمل رسالة سامية.

أما القاصة سهير منصور فقد وضحت أن صناعة التفاهة شملت الدراما والسينما وكل ما هو مسموع ومرئي ومقروء، وأن تلك الظاهرة قد بدأت وحسب رأيها منذ عام 2002، فقبل ذلك كان لدينا أعمالا وإنتاجا قويا ومؤثرا.

وأبدت أن صناعة التفاهة ليست موجهة فقط للانسان العربي وإنما للعالم أجمع، وأن تدمير ثقافة المجتمعات وهدم الرموز أصبح سياسة عالمية، بما في ذلك العمل على إضعاف قوة الكلمة والانتقال الى قوة الصورة من خلال نشر فوضى شاملة بحيث ينسى المتلقي ما يسمع وما يحدث ويركز فقط في الصورة التي هي أصلا مشوهة.

وتطرقت إلى سلبيات الهدف الربحي من الانتاج، وإلى أن صناعة التفاهة ستؤدي لوجود اجيال ليس لديها عمق فكري وثقافي.

هذا وتبادل المتحدثان المخرج برهان سعادة والقاصة سهير منصور الحديث حول ما هية العلاقة بين الأدب والدراما والسينما، وما هي عناصر العلاقة التي تصنع أعمالا خالدة، وإلى الدراما كنافذة معرفة وتربية ايجابية وأنها ليست وسيلة تسلية لا يقع على عاتقها أية مسؤوليات أخرى.

كما تم الحديث أيضا عن مقارنة بين الأعمال الدرامية الأردنية في العقود من الستينيات وحتى التسعينيات بما هو بعد ذلك.

وفي الجزء الأخير من الندوة الحوارية التي طالب الحاضرون بتمديد وقتها، استدعى الشاعر علقم آراء الجمهور والذي شمل عددا من الكتاب والنقاد والباحثين والمهتمين منهم: الأديبة فاتن ابو شرخ والدكتور مهدي العلمي والاستاذ عبد الهادي الكباريتي والكاتب علي القيسي والإعلامية الصحفية بثينة السراحين والاستاذ رائد عساف والاستاذ الكاتب خالد الواوي وغيرهم من أصحاب الثقافة والفكر، واتفق المتحدثون والحاضرون على أهمية المعالجة والوقاية من أثر صناعة التفاهة من خلال الأسرة أولا والتوعية والتثقيف والاندماج مع الشباب وإعداد المناهج التي تقلل من أثر الفوضى العالمية بهذا الخصوص.

زر الذهاب إلى الأعلى