عائلة أبو خديجة تعيد تعريف الاستثمار في الطب.. وابن الهيثم يفتح أبوابه لجرحى غزة

كرم الإخبارية – خاص – وسام نصر الله
في مشهد طبي لا ينفصل عن القيم الإنسانية والاستثمار في المستقبل، تبرز عائلة أبو خديجة كواحدة من الجهات التي كان لها دور محوري في تطوير البنية الصحية في الأردن والمنطقة، من خلال مستشفى ابن الهيثم، الذي تحوّل خلال السنوات الأخيرة إلى نموذج متقدم يجمع بين الخبرة الطبية، والحداثة التكنولوجية، والشفافية في التعامل مع المرضى، محليين كانوا أم عربًا.
وقد أولت إدارة المستشفى اهتمامًا خاصًا بمعايير الجودة والاعتماد، إلى جانب تحديث الأقسام الحيوية مثل العناية الحثيثة ووحدة الإخصاب والولادة، مع الالتزام بسياسات مالية واضحة تُمكّن المرضى من مقارنة الأسعار وفق جداول وزارة الصحة، ما يعزز ثقة المرضى المحليين والعرب على حد سواء.
وفي موقف يعكس البعد الإنساني للمؤسسة، أكد المدير الطبي لمستشفى ابن الهيثم الدكتور علي الطحاينة في تصريح خاص، استعداد المستشفى الكامل لاستقبال جرحى ومرضى من قطاع غزة، عبر تنسيق رسمي مع جمعية المستشفيات الخاصة، في انتظار فتح المعابر والسماح للمرضى بمغادرة القطاع.
تاليا نص الحوار مع الدكتور الطحاينة:
ما الدور الذي لعبته عائلة أبو خديجة في دعم القطاع الطبي الأردني والإقليمي، من خلال مستشفى ابن الهيثم؟
لعائلة أبو خديجة، وعلى رأسها الدكتور أحمد أبو خديجة والدكتور هيثم أبو خديجة، دور محوري في تطوير القطاعين الطبي والتعليمي، وهما قطاعان متكاملان. فقد كان دعمهم شاملاً وغير محدود، ما أسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية في الأردن والمنطقة.
وهذا الدعم انطلق من إيمان حقيقي بدور المستشفى في بناء مجتمع صحي ومتماسك، وتكامل القطاعين العام والخاص في تحقيق هذا الهدف.
ما أبرز الدول التي يستقطبها المستشفى في مجال السياحة العلاجية؟
يستقبل “ابن الهيثم” مرضى من مختلف أنحاء العالم، لكن التركيز الأكبر يأتي من الدول العربية والخليجية، وذلك لما يتمتع به المستشفى من سمعة طبية طيبة، وتجربة علاجية مميزة تجمع بين الاحترافية الطبية والراحة النفسية.
ما الذي يميز تجربة المريض العربي أو الإقليمي في المستشفى؟
نحن نحرص على توفير بيئة علاجية متكاملة، فالمستشفى يجمع بين التحديث التكنولوجي والمنشآت الحديثة والخدمات الفندقية عالية الجودة، وكذلك نؤمن بالشفافية، خصوصًا في الجوانب المالية، حيث يمكن للمريض مقارنة أسعارنا بأسعار وزارة الصحة الأردنية.
كما أنه لا يوجد أي تمييز بين المرضى المحليين والمرضى القادمين من الخارج.
ما هي أبرز نقاط التميز لدى مستشفى “ابن الهيثم” مقارنة بباقي المستشفيات؟
تأسس المستشفى عام 1996، وهو من أقدم وأشهر المستشفيات الخاصة في الأردن.
وما يميزنا هو استقطاب نخبة من الأطباء في مختلف التخصصات، وتوفير أحدث الأجهزة والمعدات في جميع الأقسام، خاصة غرف العمليات والأشعة.
كما أن لدينا أقسامًا منفصلة للنساء والأطفال، ما يعكس مستوى التخصص العالي ويعزز من جودة الخدمة.
هل لدى المستشفى برامج أو مبادرات لدعم الفئات غير القادرة؟
نعم، مستشفى ابن الهيثم سبّاق في تقديم الدعم للجمعيات الخيرية والمجتمع المحلي.
وننظم أيامًا طبية مجانية، ونقدم دعماً مادياً ولوجستياً للجمعيات، بالإضافة إلى توفير كوادر طبية لمساندة هذه الجهود المجتمعية.
هل هناك استعدادات لاستقبال جرحى أو مرضى من قطاع غزة؟
بالفعل، قدمنا استعدادنا من خلال جمعية المستشفيات الخاصة لاستقبال جرحى ومرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج في مستشفى ابن الهيثم، ونأمل أن تُتاح الفرصة قريبًا لنقوم بدورنا الإنساني تجاه أشقائنا هناك.
كيف يتعامل المستشفى مع العمليات الجراحية المعقدة؟
المستشفى رائد في إجراء العمليات الكبرى والمعقدة، بفضل كوادره الطبية المتخصصة في جراحة الأعصاب، القلب، الأطفال، وزراعة الكلى. كثير من المرضى يأتون من خارج الأردن لإجراء هذه العمليات، لما نتمتع به من خبرة واسعة وتجهيزات متطورة.
ما هو تصنيف “ابن الهيثم” في التقييمات الطبية الدولية؟ وهل حصل المستشفى على جوائز أو اعتمادات دولية خلال الفترة الأخيرة؟
المستشفى دائمًا ما يسعى ليكون في طليعة المؤسسات الصحية الحاصلة على الاعتمادات، سواء محليًا أو دوليًا. وقد حصلنا مؤخرًا على اعتماد مجلس اعتماد المؤسسات الصحية الأردني HCAC، وهو اعتماد وطني يُمنح للمؤسسات التي تطبق أعلى معايير الجودة والسلامة.
نحن نعتمد سياسات استراتيجية تلتزم ببروتوكولات الاعتماد، ونحرص على أن تكون كل إجراءاتنا مبسطة وواضحة دون تعقيد، ولكن ضمن أعلى مستويات الاحتراف.
كما قمنا بتحديث عدد من الأقسام المهمة، مثل قسم العناية الحثيثة وقسم العيون ووحدة الإخصاب والولادة، واستقطبنا أحدث الأجهزة الطبية فيها، بما يواكب التطورات العالمية.
كيف يتم تطوير وتأهيل الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية داخل المستشفى؟
لدينا آلية دقيقة وواضحة لاختيار الكوادر الطبية، تبدأ بتحديد المواصفات المطلوبة لكل قسم بالتنسيق مع رؤساء الأقسام، ثم يتم الإعلان عن الفرص المتاحة، وإجراء مقابلات دقيقة لاختيار الأكثر كفاءة.
كما يتميز مستشفى ابن الهيثم بوجود برامج الإقامة للأطباء المتدربين في مختلف التخصصات، حيث يخضع المتقدمون لاختبارات قبول ومقابلات، ويُدرّبون وفق برنامج علمي ومنهجي، ما يضمن تأهيل أطباء اختصاص على مستوى عالٍ.
هل هناك تعاون بين المستشفى وجامعة العلوم التطبيقية؟
نعم، هناك تعاون مستمر وتكامل حقيقي بين “ابن الهيثم” و”العلوم التطبيقية”، حيث يتم ابتعاث طلاب التخصصات الصحية المختلفة للتدريب في أقسام المستشفى، سواء الطبية أو التمريضية أو الإدارية.
كما نستفيد من خبرات الجامعة في مجالات متقدمة، مثل المختبرات التشريحية، والتي تُعد من الأفضل على مستوى الشرق الأوسط، ما يعزز من جودة التدريب والبحث العلمي لدينا.