صالح الراشد يكتب : نتنياهو يكذب ونهايته مستشفى الأمراض النفسية قبل السجن

يبدع رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو في صناعة القصص الكاذبة وطريقة سردها، لنشعر أنه قد تحول لحكواتي يخلط القصص ويدمجها للخروج بروايته الخاصة، ويطالب نتنياهو من اليهود والصهاينة تصديق رواياته المفبركة في أي موضوع يتحدث به وبالذات في الشأنين الفلسطيني والأمريكي، لتنتشر أكاذيبه حول تدمير حماس وقتل جميع قادتها وإخراجها من الصراع، وصدق العديد من اليهود رواياته المُختلقة قبل أن يستفيقوا على توابيت القوات الصهيونية وهي تتزايد من مدينة لأخرى، وهنا أصابتهم الصدمة.

وحين شعر نتنياهو أن اليهود قد عرفوا كذباته نقل حديثه صوب الولايات المتحدة ومارس ضغط كبير على المترشحين للرئاسة هناك هاريس وترامب، ليرتج الإثنان خوفا من غضب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الصهيونية “أيباك”، وبدأ يحصل منهما على الجرعات المقوية التي تجعله يظهر بمنظر الشجاع الجسور في أحاديثه المهزوز في أفعاله حتى يستمر في موقعه، كما منحه وزير خارجية واشنطن بلينكن فترة زمنية إضافية لقتل المزيد من الفلسطينيين واللبنانيين، كل هذه الهدايا الأمريكية على أمل أن يتحول نتنياهو لشخصية واقعية يصنع حكايته ويتوقف عن الكذب الذي يستمر في إحراج واشنطن.

نتنياهو خرج اليوم بقصص وحكايات كاذبة حول تدمير الطيران الصهيوني لستة الاف صاروخ لحزب الله في لبنان، نعم ستة الاف صاروخ فهكذا أعلن وهكذا روجت القنوات الإعلامية العربية والعالمية، وأنه تم قصفها قبل أن تنطلق هذه الصواريخ صوب مراكز استراتيجية في الكيان المُحتل، وبدا واضحاً بأن المخرج السينمائي لكذبات نتنياهو يفتقد للخبرة أو مضطرب نفسياً، لدرجة أنه لم يقنع أي مواطن عربي أو صهيوني عابر للحدود الفلسطينية بهذه القصة القائمة على التحرك الاستباقي للقوات الصهيونية وتدمير منصات الصواريخ.

والغريب وقبل الذهاب صوب الإعلام لتضخيم الرواية الصهيونية لم يتنبه نتنياهو بأن عدد الشهداء في العلميات العسكرية لضرب الصواريخ بلغ ثلاثة شهداء فقط، فهل يُعقل أن حزب الله المتمرس في القتال لم يتواجد من مقاتليه بجوار ستة آلاف صاروخ إلا ثلاثة؟، أو هل نشر صواريخه وتركها دون أي حراسة؟، وهنا تكشفت كذبة نتنياهو إذ أن العملية العسكرية لو كانت بالحجم الذي إدعاه في كذبته لادعاء البطولة لقُتل الالاف، لكن نتنياهو الذي يعيش مرحلة نفسية صعبة يبحث عن تسجيل أي نصر في ظل رفض العالم لعملياته الإجرامية بحق الأطفال والنساء وانحياز الشعوب العالمية للموقف الفلسطيني، ويبدو ان الفشل سيلاحق نتنياهو مما قد يحول خط سير نهايته السياسية من السجن لمستشفى الأمراض النفسية.

زر الذهاب إلى الأعلى