“شومان” تستضيف الروائية العُمانية بشرى خلفان في شهادة إبداعية بعنوان “الرواية والتاريخ”

عمان 20 أيار- استضاف منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، مساء أمس، الروائية العُمانية بشرى خلفان، في شهادة إبداعية بعنوان “الرواية والتاريخ”، بحضور نخبة من الأدباء والكتاب والمعنيين.
وقدمت خلفان خلال الأمسية التي أدارها الكاتب جلال برجس، شهادة إبداعية حول مسقط رأسها مدينة “مسقط” العمانية، استعرضت خلالها ملامح ومكنونات المدينة قديما وفي العصر الحديث.
وأشارت إلى أنها تقارب مدينتها “مسقط” في رواياتها كمكان وذاكرة وتاريخ حفل بالكثير من المنعطفات الحادة على مستوى الأحداث السياسية والتغيرات الاجتماعية، ودون إغفال لعلاقتها الحميمة مع المكان بصفته منزل الخطوة الأولى وبداية تشكلها النفسي والعاطفي، وهو المكان الذي يشكل لها أول تصوراتها للعالم وممكناته.
وقالت إن التعامل مع المكان كفضاء روائي؛ هو تعامل مع ذكرى المكان في المخيلة، وهذا ينطبق على الرواية التي تأخذ المنحنى التاريخي، أو حتى تلك التي تقع أحداثها في الوقت المعاصر، مبينة أن الرواية في كل أشكالها هي كتابة للتاريخ.
وأضافت أنها عمدت على كتابة مسقط في “خيط”، ثاني قصصها المنشورة عام 1996، وفي “غبار”، الكتاب الذي صدر عام 2008، ليكون شاهدا على العبور الهش للإنسان في الزمان، ثم “الباغ” عام 2016، وما بين عامي 2019- 2024 ولتثبت لنفسها أن المرض لم يأخذ منها هويتها ولغتها وذاكرتها كتبت روايتها “دلشاد” في جزئيها ليتمثل عن قرب حميمية علاقتها بالمكان وأهله ولتجعل من مسقط التي تخصها تخص القراء أيضا.
وبينت أن أهمية الكتابة عن مسقط، تأتي من أهمية الكشف عن أهلها وسكانها وناسها بتنوعهم العرقي والديني واللغوي والثقافي وتفاصيل عاداتهم وطعامهم وأزيائهم وعن النسيج الفريد الذي يضم أهلها، وعن علاقة سكانها بها وذاكرتهم التي تحاول أن تستدعي بعضها لتضمينها في المنعطفات التاريخية بالرواية على المستويين الفردي والجماعي وتأثيرها في الهامش والمتن في الوقت ذاته.
كما تحدثت خلفان عن روايتها “دلشاد: سيرة الجوع والشبع” الفائزة بجائزة “كتارا” للرواية العربية في دورتها الثامنة العام 2022، حيث تستعرض الرواية ومن خلال الطفل “دلشاد”، تاريخ العاصمة مسقط، لتغوص في مجتمعها وطبقاتها، كاشفة عن الكثير من الأسرار والكنوز فيها.
بشرى خلفان هي روائية وشاعرة وناشطة ثقافية، وكاتبة مقال، ومشاركة في إعداد وكتابة حلقات لمسلسل كرتوني. وهي عضو مؤسس في جمعية الكتاب والأدباء العمانية، وكانت رئيسة لأسرة كتاب القصة بالنادي الثقافي، ورئيسة لجنة الأدب والإبداع بالنادي الثقافي، وعضو مؤسس في مختبر السرديات العماني ومديرته سابقا.
حصلت الروائية بشرى خلفان على جائزة “كتارا” للرواية العربية في دورتها الثامنة العام 2022 عن رواية “دلشاد: سيرة الجوع والشبع”، في فئة الروايات العربية المنشورة، كما وصلت الرواية إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2022، مثلما أنها حصلت على العديد من الجوائز. ومن إصداراتها المجموعة القصصية “رفرفة”، و”غبار”، و”صائد الفراشات الحزين”، و”مظلة الحب والضحك – نصوص شعرية”، والمجوعة القصصية “حبيب رمان”، ورواية “الباغ”، و”ما الذي ينقصنا لنصبح بيتا – نصوص شعرية”.

زر الذهاب إلى الأعلى