سينما “شومان” تعرض الفيلم الفرنسي “الوهم الكبير” للمخرج “جان رينوار” غدا
تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء، الموافق 29 تشرين الأول، الفيلم الفرنسي “الوهم الكبير”، وذلك في تمام الساعة السادسة والنصف مساء في قاعة السينما بمقر المؤسسة بجبل عمان.
و”الوهم الكبير” هو فيلم درامي حربي للمخرج الفرنسي جان رينوار الذي اشترك في كتابة سيناريو الفيلم مع الكاتب السينمائي تشارلز سباك. والمخرج جان رينوار هو ابن الرسام التجريدي الشهير أوجيست رينوار. ويقدّم هذا المخرج في رائعته السينمائية “الوهم الكبير” قصة مناهضة للحرب تقع أحداثها في معسكر للأسرى خلال الحرب العالمية الأولى وتتميز بقوة وقعها الدرامي المستمد من العلاقات الإنسانية الشخصية والولاءات القومية والروابط الطبقية بين الجنسيات الأوروبية المختلفة، مستخدما مجموعة من الضباط السجانين الألمان ومجموعة من أسرى الحرب الفرنسيين والإنجليز والروس الذين يضمون أشخاصا من مختلف المهن والخلفيات، مؤكدا على انتهاء عهد الطبقة الأرستقراطية الأوروبية ونهوض السلطات الحاكمة الجديدة من الطبقات المتوسطة والعاملة. ويستخدم المخرج جان رينوار الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) كنافذة لإلقاء نظرة ثاقبة على أوروبا مع تزايد انتشار الفاشية والنازية فيها قبل نشوب الحرب العالمية الثانية.
وقد اقتبس عنوان الفيلم “الوهم الكبير”؛ من كتاب “الوهم الكبير” للاقتصادي البريطاني نورمان أنجيل الذي طرح فيه فكرة أن الحرب ليست ذات جدوى بسبب المصالح الاقتصادية المشتركة بين جميع الدول الأوروبية.
ويتفق نقاد السينما والمؤرخون السينمائيون على أن فيلم “الوهم الكبير” هو واحد من أعظم الأفلام الفرنسية ومن أعظم الأفلام في تاريخ السينما. ومما قاله مخرج الفيلم جان رينوار عند إعادة عرض الفيلم في العام 1958: “إن فيلم الوهم الكبير يقدّم قصة تتعلق بالعلاقات الإنسانية. وأنا واثق بأن مثل هذا السؤال بالغ الأهمية في هذه الأيام، وهو أننا إذا لم نقم بحله فسوف يقول وداعا لعالمنا الجميل”. وقد أضاف عميد نقاد السينما الأميركيين الشهير الراحل روجر إيبيرت فيلم “الوهم الكبير” إلى قائمة الأفلام العظيمة عندما أعيد عرض هذا الفيلم في الولايات المتحدة في العام 1999. وأشار روجر إيبيرت إلى التأثير الكبير لفيلم “الوهم الكبير” على عدد من الأفلام المتميزة الشهيرة وأضاف “أن هذا الفيلم ليس فيلما يتعلق بالهروب من السجن أو فيلما يتعلق بالغلو في مشاعر الوطنية السياسية، ولكنه فيلم يطرح التأمل في انهيار النظام القديم للحضارة الأوروبية”. ويحتل فيلم “الوهم الكبير” المركز الخامس والثلاثين في قائمة مجلة إمباير الأميركية لأفضل فيلم في تاريخ السينما، وصدرت هذه القائمة في العام 2010.
وعرض فيلم “الوهم الكبير” في مهرجان البندقية السينمائي في العام 1937 وفي مهرجان ليدز السينمائي الدولي البريطاني في العام 2014. ورشح الفيلم لسبع جوائز سينمائية شملت جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وبذلك أصبح هذا الفيلم أول فيلم أجنبي يرشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم. وفاز فيلم “الوهم الكبير” بخمس جوائز شملت جائزة مهرجان البندقية السينمائي لأفضل إنجاز فني شامل، ورشح في هذا المهرجان لجائزة أفضل فيلم أجنبي. وفاز الفيلم بثلاث جوائز لأفضل فيلم أجنبي شملت جائزتين من المجلس القومي الأميركي لاستعراض الأفلام السينمائية وجائزة من رابطة نقاد السينما في نيويورك.
يشار إلى أنه بعد فوز فيلم “الوهم الكبير” بجائزة مهرجان البندقية السينمائي لأفضل إنجاز سينمائي شامل أعلن وزير الدعاية الألماني النازي جوزيف جوبيلز أن فيلم “الوهم الكبير” هو “العدو السينمائي الأول للشعب”، وأمر بمصادرة جميع نسخ الفيلم وتدميرها. كما قامت السلطات الفرنسية في العام 1940 بمنع عرض الفيلم خلال مدة استمرار الحرب العالمية الثانية. وصادرت القوات الألمانية نسخ الفيلم خلال غزوها لفرنسا بسبب رسالته المعادية للحرب. وفقدت معظم نسخ الفيلم إلى أن تم اكتشافها في العام 1958، وأعيد عرض فيلم “الوهم الكبير” في دول العالم المختلفة على مر السنين، بما في ذلك عرض الفيلم في مهرجان ليدز السينمائي الدولي في العام 2014، أي بعد مرور 77 سنة على افتتاحه في مهرجان البندقية السينمائي في العام 1937.