سلطان الحطاب يكتب: الفوسفات ثم الفوسفات

تتربع شركة الفوسفات الآن على المقعد رقم واحد في المملكة، حصاداً وفيراً بما جنته، إذا لم تترك أمامها متسابق، لا في القطاع العام أو حتى في الخاص، فقد بعثت حياة اقتصادية بعد أن فقد الأمل من أن تكون منافسة قبل سنوات حين جرى ندبها ونعيها وكتابة الرثاء فيها يوم وهنت وضعفت وأصيبت بجرب الديون .

الفوسفات اليوم ترفع اعلام التفوق وتحصد نتائج وفيرة، انتظرها الجميع، إذ أن أي خبر عن ادارتها أصبح يبعث على التفاؤل، لأنه يرتبط بالنتائج التي لم تخيب ظن المتوقعين، فقد بلغت الأرباح، 418 مليون دينار صافي أرباح الشركة مع نهاية الربع الثالث من العام الحالي، وبنسبة زيادة بلغت 31%، إذا ما قورنت بنفس الفترة من العام الماضي، كما حققت الشركة أرباحاً إجمالية بلغت مع نهاية الربع الحالي من العام الحالي 2025، 625 مليون و 53 ألف دينار، مقارنة ب 490 مليون و 378 ألف دينار لذات الفترة من العام الماضي.
أما صافي المبيعات، فقد بلغت مع نهاية الربع الثالث من العام الحالي ما يقارب مليار و 21 ألف دينار، مقارنة مع 857 مليون و 485 ألف دينار لذات الفترة من العام الماضي.
الشركة حققت عوائد وفيرة على رأس المال، حين بلغت صفقة السهم من الأرباح خلال الفترة 2025، ما يعادل 139% من القيمة الأسمية للسهم.
وحتى تكون الشركة في المقعد الأول، من الاقتصاد الأردني، فانها تملك أوراق اعتماد ذلك وتقدمها للافصاح بكل شفافية، فقد اطلقت نتائج اعمالها في الانتاج والتسويق والبيانات المالية، ما يؤكد واقعية خططها التي وضعتها والتي تتسم بقابلية التنفيذ، وهذا ما يميزها عن غيرها من الشركات والمؤسسات التي تضع خططاً لا تتطابق مع الواقع ثم تدفع الثمن في النهاية، حين تظهر النتائج ويكشف الماء عن الغطاس.
الفوسفات باختصار، وأنا هنا لا أمدح، وإنما أوصف شركة ناجحة بكل المعايير وهذا الحصاد من النجاح لم يأت عفو الخاطر … بل وقفت وراءه جهود كبيرة ومضنية وقلق واصرار وازالة عقبات واعادة بناء شملت البنية التحتية وشبكة العملاء وخطط التصدير والتسويق، والحرص الوطني واحتساب مكاسب الدولة التي تعتبر الفوسفات من أبرز مصادر دخلها الوطني.
لقد شهدت الشركة في السنوات الأخيرة، وهي عمر هذه الإدارة، عديد من الشراكات الدولية المختلفة، كما شهدت ولادة شركات تابعة أو شقيقة لها وتطلعت أن تستثمر حيث الفوسفات في العالم، وان تنقل خبرتها المقدرة والمطلوبة من جانب شركات عديدة في العالم، بعضها تعثر ورأى في تجربة الفوسفات الأردنية ما يلفت الانتباه.
لفت انتباهي زيارة وفد برلماني أردني يمثل كتلة حزبية برلمانية أردنية، من حزب ميثاق تستطلع انجازات الشركة، وهذه خطوة نموذج تسجل للبرلمان، تصب في مجال الإصلاح الاقتصادي الذي دعى له جلالة الملك، وشكل له لجان اقتصادية وسياسية، وقد عاد الوفد الذي استمعت لانطباعات بعض اعضائه، بمعلومات تصب في اطار نجاح الشركة وصعودها الموثق، وقد جاءت الزيارة أخيراً قبل التغيير في قيادة البرلمان كما جاءت الزيارة عشية اعلان الشركة عن نتائج اعمالها عن الربع الثالث من العام الجاري، وهذه النسبة المتصاعدة من الأرباح.
أنا هنا لا أجمل واقع الشركة ونتائج اعمالها بل انقل ذلك من خلال الخبر الذي وصلني والأرقام التي يحملها، أما الكتابة عن الفوسفات كاقتصاد، فقد تركت ذلك للزملاء في الصحف ووسائل الاعلام، فهناك من يتابع بدقة، ومن هو متخصص ويستطيع ربط نتائج الفوسفات بالاقتصاد الوطني وتأثيره البالغ فيه.
لا ينافس الفوسفات في النتائج الاّ البنك العربي، ويبدو أنها بدأت تاخذ خطى أوسع وتقفز في ميادين جديدة لنفسها لضمان استمرار اتساع أسواقها.
وبالمقارنة مع شركات شبيهة في المغرب وتونس وغيرها، فان الفوسفات الأردني يتصدر الآن ويشكل حالة دراسة للمنافسين الذين يرون أن النهج الذي اتخذته الفوسفات الأردنية يمكن أن يعمم، فقد استفادت من التطور العالمي ومن الحرص على ان تكون الفوسفات هي الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى