رحيل صاحب ”ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية” “فاروق وادي” في البرتغال

كتب – وسام نصر الله

نعى كتاب ومثقفون، الناقد والكاتب الفلسطيني فاروق وادي، والذي وافته المنية مساء الإثنين، في مدينة لشبونة البرتغالية، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 73 عاما.

وأكدوا أن “وادي”، الذي رحل وآخر كتبه رواية سوداد(هاوية الغزالة) ما تزال تنتظر حفل توقيعها في معرض فلسطين الدولي للكتاب، ترك إرثا أدبيا، سيبقى يثري المشهد الادبي على امتداد مساحة العالم العربي.

ونعى وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف، الكاتب والناقد “وادي”، مؤكدا أن الثقافة الفلسطينية والعربية خسرت أحد أبرز رموزها التي أغنت الساحة الثقافية بإبداعاتها الأدبية، وأثرت المكتبة برؤاها الثقافية والنقدية والسردية.

وقال أبو سيف: “أن إرث وادي سيظل راسخاً كجبال بلادنا شامخة تعطي المعنى الحقيقي للمبدع الوطني القومي الخلاق الذي يؤصل في الأجيال معنى وعي الثقافة الوطنية ليطلع منها على اتساع الكون”.

وتاليا ردود أفعال بعض المثقفين والكتاب والروائيين، على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، بشأن رحيل الناقد والكاتب فاروق وادي:

الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله

وداعا أخي وحبيبي فاروق وادي .. بكل الحزن، أنعى لكم أخي وصديقي الحبيب الناقد والروائي الفلسطيني فاروق وادي، الذي رحل قبل ساعتين.

موجع رحيل فاروق هذا الحبيب االأكثر احتفاء بالحياة وبكل ما هو جميل وحر فيها، فاروق المبدع الكبير والنبيل الذي عاش كبيرا ورحل كبيرا. هو يُتْم القلب وعذابه أن يرحل بعيدا عنا، في البرتغال، في الوقت الذي كنا ننسق للاحتفاء بروايته الفاتنة الأخيرة (سوداد_ هاوية الغزالة) بعد يومين.

كان آخر خبر سمعه فاروق هو خبر قيام عدد من المبدعين الفلسطينيين بتوقيع روايته الأخيرة نيابة عنه، في معرض فلسطين الدولي للكتاب، الشكر كل الشكر لهم، مشاركتكم كانت الخبر الأجمل الأخير الذي سمعه فاروق وأسعد قلبه.

لن أقول وداعا فارق، فقد عشت فينا زمنا كبيرا لم يبق لنا من زمن مثله نعيشه.

أحر التعازي لأرواحنا في أحبائك: سناء، شهد، سيف. هذا إنسان تفتخرون به، ونفتخر، وتفتخر به فلسطين التي أعطاها أجمل وأعمق ما في روحه.

وداعا أخي وصديقي، وحبيبي، وداعا أيها الأصفى

الكاتب والصحفي جهاد الرنتيسي

عرفته متأخرا بعض الشيء، في بدايات التسعينات ، مع روايته “رائحة الصيف” ، اطلالة رنتيس منها، علمت من خلالها انه مر بمسقط رأسي مهاجرا بعد نكبته، كان طفلا في ذلك الصيف، لكنه يذكر منها ما لا اعرفه عن قرية غادرتها رضيعا بعد نكستي ، كان يتجنب اجراء لقاءات صحفية، وافق على اجراء لقاء لصحيفة شيحان التي اشرفت على صفحتين ثقافيتين فيها، علشانك يا جهاد ، قالها مزهوا ، لم اره بعدها، وظل نصه يذكرني بفكرة نص عن رنتيس كما لاحقتني الى منفاي الصحراوي، برحيل فاروق وادي فقدنا روائيا حقيقيا، مختلفا، لروحه الرحمة

الشاعر والروائي غسان زقطان

اليوم رحل فاروق وادي..أحد أجمل الكتاب الفلسطينيين وأقربهم الى القلب. كنا في جناح دار المتوسط في معرض فلسطين للكتاب نتحدث عنه، عن لغته الجميلة وروحه المحبة واقتراح توقيع كتابه الجديد الذي لم يصل اليه، كرسالة محبة من رام الله التي أحبته وأحبها، عندما رحل بعيدا وهادئا كما ولد وكتب وعاش.

وداعا أيها الصديق الجميل.

الأديب  الدكتور حسن حميد

مرّة أخرى.. يعمّني الحزن الثقيل.. رحيل الروائي الفلسطيني  فاروق وادي، إنه رحيل البنفسج، لا صخب،ولا شكوى،ولا ضجيج.

لقد كتب الحياة التي عشناها حزانى هادئين..نلوّب على حلمنا..ونتفقده في كلّ لحظة..بألف سؤال.

أيها الودود..يليق بك الحزن.

الروائي هشان بن الشاوي

خبر صادم حقا…

رحيل الصديق فاروق وادي، والذي لم أتواصل معه منذ سنوات، رغم عودتي الكسولة إلى المشهد الأدبي، بعد غياب قسري.

مقاله: “العصفور في اليوم السابع” يشي بصداقتنا الافتراضية، والتي لم تتجاوز رسائل إلكترونية حول المشهد الأدبي، لاسيما حين كنا ننشر سويا في صحيفة القدس العربي، تحت جناحي محبة غامرة من الراحل الكبير أمجد ناصر.

ما يؤكد أن صداقتنا كانت شبه محدودة، فقد كنت أعتقد أنه عراقي، ظننته – طوال هذه السنوات-  أحد الكتاب العرب الذين حكمت عليهم الأقدار أن يعيشوا في المنافي، وما أكثر المنافي وكتاب المنافي في زماننا!

قبل يومين فقط، ومن خلال تدوينة للأستاذ سليمان المعمري عن العناوين الأديبة المستنسخة اكتشفت أنه فلسطيني مقيم في البرتغال.

لا أحاول التطفل على خصوصيات الآخرين أو معرفة جنسياتهم أو عملهم… إلخ.

فاروق وادي هل يمكن أن أكتب لك متأخرا، عن الحنين إلى زمن لن يعود أبداً، وباللغة البرتغالية: Saudade ؟

إنا لله وإنا إليه راجعون.

يامن النوباني

جاء رحيل “فاروق وادي” متزامناً مع معرض الكتاب.

هذا الذي لا يعرفه أحد -أو لنقل قلة- وهي -أن لا يعرفك أحد- واحدة من أوسمة هذه المرحلة، التي تقلدها لنفسك.

رحل من جمع في شباط 1981 في بيروت “غسان كنفاني، إميل حبيبي، جبرا ابراهيم جبرا” في عمل أدبي ضاع مع الزمن وتقلباته الثقافية السطحية.

فاروق وادي في سطور:

كاتب فلسطيني من مواليد عام 1949، في البيرة / رام الله. درس علم النفس في الجامعة الأردنيّة وتحرج منها عام 1972. عمل لسنوات طويلة جاوزت الـ 35 سنة في المؤسسات الثقافية الفلسطينيّة.

صدر له العديد من الكتب بين الرواية والسيرة والنقد والقصة القصيرة ومنها: “المنفى يا حبيبتي”، و”طريق إلى البحر”، و”ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية”، و”رائحة الصيف”، و”منازل القلب ـ كتاب رام الله”، و”عصفور الشمس”، و”سيرة الظل”، و”ديك بيروت يؤذن في الظهيرة”.ورواية سوداد (هاوية الغزالة)

 

زر الذهاب إلى الأعلى