“راسين بالحلال”.. كوميديا تنتقد أداء الحكومة والنواب وتعري الواقع الإجتماعي

كرم الإخبارية – خاص – وسام نصرالله

يخوض الفنان شادي صلاح تجربة مسرحية جديدة في موسم رمضان الحالي بعنوان “راسين بالحلال” بمشاركة الفنانة أحلام عبدالله، يستعرض فيها عددا من القضايا الإجتماعية والسياسية بقالب كوميدي فكاهي.

وفي الوقت الذي كان يركز فيه نجم الستاند أب كوميدي “صلاح” على القضايا الإجتماعية بالدرجة الأولى خلال السنوات الثمان الماضية، إختار أن يقدم عرضه هذا العام بإطار مختلف وجديد عن سابق أعماله المسرحية، عبر التطرق لأبرز القضايا السياسية على الصعيدين المحلي والدولي، محبوكة بقصة إجتماعية من وحي واقعنا المعاش.

“راسين بالحلال” من إخراج مازن عجاوي، وتأليف الفنان صلاح، وهي تعرض طيلة أيام الشهر الفضيل مع وجبة إفطار في فندق جراسا مقابل “الجامعة الاردنية”.

العمل المسرحي يناقش قضايا الخلافات والمشاكل بين الأزواج بأسلوب كوميدي هادف، مع الإشارة لمواقع التواصل الإجتماعي من مثل فيسبوك وتطبيق سناب شات، وما تتركه من اثر على مختلف أفراد المجتمع.

كما تطرقت “راسين بالحلال” لفتاوى من لا يفقهون بالدين ولم يدرسوا علوم الشريعة وأصولها، ولجوء عامة الناس إليهم فقط لأنهم يطلقون لحاهم وإدعائهم المشيخة، فكانت شخصية “أبو ربعية” التي استحضرها الفنان صلاح للإشارة إلى هؤلاء، ومدى خطورتهم على النسيج الإجتماعي.”

ويحمل العمل المسرحي، كما من الأفكار السياسية الناقدة، فيتطرق العمل لمجلس النواب وأدائه، والوعود التي يقدمها النواب لقواعدعم الجماهيرية قبل الانتخابات، وتنصلهم منها فيما بعد، حيث يقول الفنان صلاح في العرض عنهم: “النواب تحت القبة حافظين كلمة واحدة فقط “ثقة”، وبعد الإنتهاء من المجلس يتوجهون للمشاركة بالحراك”.

وكان لرئيس الحكومة هاني الملقي نصيب من النقد فيقول صلاح عنه: “الملقي يشتغل بالناس”.. “ويحن للعقبة، وكل راس أرجيلة يضيع مقابلها راتب 9 ملايين مواطن أردني”.

وصبت المسرحية سهام نقدها على الحكومة التي كلما شعرت بالضائقة المادية، تلجأ لجيب المواطن من خلال رفع أسعار المحروقات والضرائب والسلع، حيث يصف الفنان صلاح سياسة الحكومة ب”تشليح المواطن”، كما أشار “العمل” إلى صفقة الغاز مع الإحتلال الإسرائيلي، ومشروع الباص السريع، وما صاحبه من إشكاليات وجدل.

وفي الشأن الدولي أشارت “راسين بالحلال” لإضراب الأسرى الفلسطينيين لمدة 40 يوما في سجون الإحتلال، وصمودهم بوجه السجان لأجل “كرامتهم”، وكذلك عرجت المسرحية على ايفانكا ابنة الرئيس الأميركي ترامب الذي زار المملكة العربية السعودية برفقتها، والدعم المالي الذي تحصلت عليه الولايات المتحدة والمقدر بمئات المليارات من الدولارات.

  ويقول الفنان شادي صلاح ل”كرم الإخبارية” عن عمله الجديد: “كنت مترددا بنص العمل، حيث عكفت على وضع جدول بأبرز الأحداث التي عصفت بنا على مدار عام كامل، من مثل: صفقة الغاز مع الإحتلال، والباص السريع، وأداء الحكومة والنواب، ومن ثم العمل على حبك قصة إجتماعية تتقاطع فصولها مع تلك الأحداث بقالب كوميدي ناقد “.

وعن سر إختياره للفنانة أحلام عبدالله لتكون شريكته على المسرح، يؤكد صلاح أن الفنانة عبدالله صاحبة أداء مميز وتجربة مهمة، وتتمتع بسرعة البديهة على المسرح، وقدرتها على إلتقاط الإشارات والتفاعل مع الأحداث، وتحديدا لحظة “الإرتجال” والخروج عن سياق النص.

وفي حديثه عن بداياته الفنية يقول صلاح: ” البداية كانت في عام 2008، في مجال الستاند أب كوميدي، حيث كانت مدة أول عرض قدمته 11 دقيقية، لتتوالى بعدها الأعمال المسرحية التي تتطرق للقضايا الإجتماعية، وصولا لتقديم 6 أعمال ستاند أب كوميدي خلال سنة واحدة”.

ومن التجارب المسرحية التي قدمها صلاح: عروض الستاند أب كوميدي، وسكتشات طالعة طالعة، وبرنامج شادي وكنبايته، وبرنامج شادوسكي على قناة رؤيا.

 وفيما يتعلق بالإرتجال على المسرح، يبين صلاح أنه لا يفضل كثيرا الإرتجال خوفا من إرباك الممثل الذي أمامه، خاصة وأن هكذا لحظة تحتاج لسرعة البديهة من الممثل الآخر وردة الفعل الملائمة.

 ويؤكد صلاح أنه ضد الإبتذال على المسرح، منتقدا في الوقت ذاته ما تقدمه بعض الأعمال من شتائم وضرب وسخرية، بطريقة تقتل جمالية العرض وتدخله لمرحلة “الإبتذال”.

 وعن مدى ملامسته للخطوط الحمراء يقول صلاح: “ألعب على كلمات النص وأتحرش بتلك الخطوط عبر الإيحاءات، لتقديم الفكرة ومشاكسة أصحاب القرار والمسؤولين”، مشيرا إلى أن حرية التعبير في الأردن جيدة مقارنة بكثير من الدول الأخرى.

 ويكشف صلاح  النقاب عن تحضيره لعمل كوميدي للموسم المقبل، سيكون مبنيا على رواية عالمية مشهورة، ويتم تقديمها بمعطيات الشارع الاردني، مبينا أنها ستضم عددا من الممثلين معه، وأنها لن تكون على طريقة الستاند أب كوميدي

وتقول الفنانة أحلام عبدالله عن تجربتها “راسين بالحلال”: “التجربة ليست بغريبة عني، خاصة وأنني شاركت بأكثر من عمل كوميدي في المسرح السياسي، كما أن التجربة غنية وجميلة مع الفنان “صلاح” الذي يقدم الستاند أب كوميدي بطريقة إحترافية، خاصة مع صعوبة هذا النوع من الأعمال التي تعتمد على “الكلمة”.”

وتضيف عبدالله إلى أن العمل تميز بالتعاون مع المؤلف “صلاح”، الذي ساعدها بآليات الستاند أب كوميدي، مبينة أن إنجاز العمل تم بأقل من شهر وهو وقت قياسي، خصوصا مع هكذا نوع من الأعمال المسرحية.

الفنانة عبدالله خريجة العلاقات الدولية والدراسات الإستراتيجية من الجامعة الهاشمية، وشاركت بأكثر من 45 عملا مسرحيا مع كبار نجوم الكوميديا في الأردن، إضافة لتقديمها 15 عملا تلفزيونيا و 3 أفلام وثائقية.