دراسة: واحد من كل 5 أردنيين سيُصاب بالسكري بحلول 2050
يُعدّ وباء داء السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أحد أسرع الأوبئة انتشاراً في العالم. وبحسب نتائج بحثية نُشرت في الدورية العلمية Scientific Reports، الصادرة عن مجموعة “نيتشر” للنشر، يواجه الأردن شبح تعاظم وتفاقم وباء داء السكري خلال الثلاثين عاماً المقبلة. إذ من المتوقع أن تزداد على نحو مطرد أعداد مرضى السكري في الأردن، ما يرهق نظام الرعاية الصحية المثقل في الأصل.
وتمثل الدراسة المعنونة “توصيف وباء داء السكري من النوع الثاني في الأردن حتى عام 2050” ثمرة تعاون بين مؤسستين أردنيتين هما المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية جنباً إلى جنب مع وايل كورنيل للطب – قطر. واستقصت وتوقعت الدراسة البحثية الأعباء الناجمة عن وباء داء السكري في الأردن حتى عام 2050 وقدّرت التكلفة المترتبة على هذا الوباء، وخلصت أيضاً إلى أن معظم حالات السكري في الأردن تُعزى إلى السمنة المستشرية في البلاد.
وفي هذا الصدد، قال البروفسور كامل العجلوني، رئيس المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة في الأردن وأحد الباحثين الاستقصائيين المشاركين بالدراسة: “في الوقت الراهن، نجد أن 15% من الأردنيين مصابون بالسكري، وهو ما يمثل بالفعل ضعف المعدل المسجّل عالمياً. وبحلول عام 2050، نتوقع أن يصاب أكثر من خمس الأردنيين البالغين بالسكري، إذ سيصل انتشار المرض إلى 21% في حال عدم تنفيذ برامج وقائية دون إبطاء”.
وقالت الدكتورة سوزان عوض، الباحثة المشاركة في وايل كورنيل للطب – قطر والمؤلف الأول للدراسة: “ثمة تحدّ جسيم ماثل أمام الأردن في مجال الرعاية الصحية يقترن بتفاقم النفقات العلاجية. فمن المتوقع أن يصل عدد المصابين بالسكري في الأردن إلى مليونين بحلول عام 2050، ما سيفاقم الأعباء الملقاة على كاهل نظام الرعاية الصحية الذي يعاني في الأصل من استنزاف الموارد. وإذا لم يتم تنفيذ تدخلات سكانية واسعة النطاق، سينفق الأردن ربع نفقاته الصحية الوطنية على مرضى السكري”.
من جهته، قال البروفسور يوسف خضر، الأستاذ في قسم الصحة العامة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وأحد الباحثين الاستقصائيين المشاركين بالدراسة: “ثمة العديد من الأسباب وراء وباء داء السكري، مثل نمط الحياة الخامل والتدخين، لكن تأثير تلك العوامل مجتمعة أقلّ بكثير من تأثير السمنة. وتشير التقديرات الراهنة إلى أن ثلث الأردنيين يعانون السمنة، بل من المتوقع أن تبلغ النسبة 41% من السكان بحلول عام 2050، وأن تتسبب السمنة بثلثي حالات السكري في البلاد”.
وقال البروفسور ليث أبو رداد، أستاذ علوم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب – قطر والباحث الاستقصائي الرئيس للدراسة: “أظهرت الدراسة الأهمية البالغة للتصدي لوباء داء السكري في الأردن. وثمة أولوية في هذا الصدد تتمثل في التركيز الفوري على الصحة العامة وتدخلات نمط الحياة لوقف تفاقم أعباء داء السكري في الأردن، وربما تغيير مسار معدلات انتشار المرض نحو الأحسن، من خلال نهج الوقاية الفردية والسكانية على السواء. ويتعين علينا التركيز على بذل الجهد اللازم لتقليل معدلات السمنة في الأردن والحؤول دون حدوث إصابات جديدة بهذا المرض المزمن، وإلا قد لا نتمكن من تحمّل التكلفة الهائلة للتصدي لهذا الوباء المقلق. وهذه الدراسة تبيّن فعالية أوجه التعاون الإقليمية في توصيف داء السكري وفهمه بشكل أفضل وتقديم حلول مشتركة، فهو يُعدّ أحد أولويات الرعاية الصحية الأولية في المنطقة”.
يُذكر أن هذه الدراسة أجريت بالاستعانة بنهج بحثية طوّرت بتمويل من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي في إطار المنحة رقم 160017-1208-10 المقدّمة من برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي.
أبرز النتائج العلمية للدراسة
واحد من بين كل خمسة بالغين في الأردن سيُصاب بالسكري بحلول عام 2050.
سيستحوذ داء السكري على ربع النفقات الصحية الوطنية في الأردن بحلول عام 2050.
ثلثا حالات السكري في الأردن ستُعزى إلى السمنة بحلول عام 2050.