خطايا جوارديولا تثير الدهشة أمام الريال.. أين الصفقات الجديدة؟

ربما السؤال الأول الذي يتبادر إلى ذهن أي مشجع لمانشستر سيتي، أو حتى متابع لكرة القدم العالمية، هو: “لماذا لم يشرك بيب جوارديولا الصفقات الجديدة التي دعم بها الفريق في أهم مباراة في موسمه أمام ريال مدريد؟”.

وخسر مانشستر سيتي، على أرضه في ملعب الاتحاد، بسيناريو درامي، أمام العملاق الإسباني، بثلاثية مقابل هدفين (2-3)، بعدما سجل إبراهيم دياز وجود بيلينجهام هدفين في الدقائق الأخيرة، قلبا بهما الأوضاع، في لقاء الذهاب من الملحق المؤهل لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.

ولا يزال الصراع الأوروبي المثير بين العملاقين، موصولًا في مباراة الإياب، التي ستقام على ملعب ريال مدريد سانتياجو برنابيو، مساء يوم الأربعاء المقبل، وتحسم الفريق المتأهل إلى دور 16، والفريق الذي سيودع البطولة مبكرًا للغاية.

أين الـ200 مليون؟

بدأ بيب جوارديولا المباراة، بتشكيلة مثيرة للدهشة، وهو الذي اعتاد دائمًا أن يجري تعديلات غريبة على فريقه في المواعيد الكبرى، حيث استبعد اثنين من عناصره الأساسية في الفترة الأخيرة، لاعب الوسط ماتيو كوفاسيتش والجناح المصري عمر مرموش المنضم حديثًا من آينتراخت فرانكفورت مقابل 75 مليون يورو، وفضل المدرب الإسباني البدء بجون ستونز في وسط الملعب وجاك جريليش على الرواق الأيسر.

كما تجاهل بيب الأوزبكي عبد القادر خوسانوف والبرازيلي فيتور ريس، اللذين كلفا خزينة السيتي ما يقرب من 80 مليون يورو لدعم خط الدفاع، وفضل إشراك الحرس القديم بقيادة روبن دياز ومانويل أكانجي وجوناثان آكي.

وتجلت نتيجة هذا القرار بوضوح في الأخطاء الدفاعية الكارثية التي ارتكبها خط الدفاع، والتي كلفت الفريق خسارة المباراة وكادت أن ترفع من حصيلة أهداف ريال مدريد، الذي كان يستحق الخروج بفوز كبير لولا تنافس لاعبيه على إهدار الفرص السهلة.

ولم يغامر جوارديولا بلاعب الوسط الجديد نيكو جونزاليس المنضم حديثًا أيضا في الميركاتو الشتوي مقابل 60 مليون يورو، رغم تعافيه من الإصابة البسيطة التي لحقت به في مباراة الفريق في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام  ليتون أورينت.

وتعتبر قرارات مدرب السيتي، بالاعتماد على لاعب واحد فقط لمدة أقل من 10 دقائق، من بين صفقاته الجديدة التي تكلفت أكثر من 200 مليون يورو، في أهم مباراة بموسم الفريق، مثيرة للدهشة، فلماذا أجرى جوارديولا هذه التعاقدات في السوق الشتوية طالما لن يعتمد عليها في إنقاذ موسم فريقه؟

وودع مانشستر سيتي كأس رابطة المحترفين، وباتت حظوظه ضعيفة للغاية في الحفاظ على لقب البريميرليج، بعدما ابتعد كثيرًا عن ليفربول المتصدر، واتسع فارق النقاط بينهما إلى 15 نقطة، ولم يتبق في موسمه سوى الحفاظ على فرصته في التأهل ومواصلة المشوار في دوري أبطال أوروبا.

جرأة أنشيلوتي

على الجانب الآخر، كان الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، أكثر تمسكًا بفرصة فريقه في التأهل، ودفع بكل ما يملكه من عناصر أو أفكار من أجل انتزاع الفوز في ملعب السيتي.

ورغم أن الفريق الإسباني بدأ المباراة متحفظًا في الشوط الأول، وترك السيطرة لمانشستر سيتي، فإنه انتفض بوضوح في الشوط والثاني، بعدما أدرك أنشيلوتي عجز رجال جوارديولا عن تقديم أي شيء في الثلث الهجومي، مع التراجع الكبير في قدرتهم على صناعة الفرص في ظل انخفاض مستوى الثنائي كيفين دي بروين وبرناردو سيلفا وخروج جاك جريليش مبكرًا بداعي الإصابة.

وبخلاف ركلة الجزاء المثيرة للشك التي حصل عليها فيل فودين وسجل منها هالاند الهدف الثاني، فشل تقريبًا السيتي في تهديد مرمى كورتوا باستثناء بعض الفرص الخجولة من جانب المهاجم النرويجي.

بينما خرج الريال من مناطقه الدفاعية، وشن حملات هجومية كاسحة على مرمى الحارس البرازيلي إيدرسون، بقيادة فينيسيوس وبيلينجهام ورودريجو وصولا إلى مبابي، ومساندة مميزة من جانب داني سيبايوس وإدواردو كامافينجا.

ونجح الخط الخلفي في الصمود، أمام أي محاولات للسيتي في الوصول إلى مناطق الخطورة، وبشكل عام ظهر الفريق كمنظومة دفاعية في حالة فقدان الكرة بصورة أفضل مما كان عليه في مبارياته السابقة، وربما كانت لقطة صراخ أنشيلوتي في وجه مبابي وفينيسيوس في إحدى هجمات السيتي، من أجل العودة إلى مناطق الدفاع، ذات دلالة على إدراك المدرب لثغرات فريقه ومحاولاته لتداركها.

وتظهر إحصائيات اللقاء التفوق الكاسح لريال مدريد في تهديد المرمى، حيث سدد لاعبوه 20 مرة على مرمى إيدرسون، منهم 8 بين القائمين والعارضة، مقابل 11 تسديدة فقط للاعبي السيتي على مرمى كورتوا، بينها 4 فقط داخل محيط الشباك.

زر الذهاب إلى الأعلى