حول ثروات البحر المتوسط
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الليبي فايز السراج وقعا اتفاقية ثنائية للتنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط وتحديد الحدود البحرية اضافة الى اتفاقية أمنية واقرها البرلمان التركي ومجلس الرئاسة في ليبيا ودفعت باليونان إلى طرد السفير الليبي وموجة غضب في ومصر وإسرائيل وقبرص اليونانية.
الرئيس اردوغان أعلن استعداد بلاده لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا حال طلب الحكومة الشرعية بعد أن تم إيداع الاتفاقية الثنائية لدى الأمم المتحدة، وما يمكن التقاطه هو أن انقرة أنشأت جسرا جويا لامداد طرابلس بالسلاح وان طلائع وحدات عسكرية تركية وصلت طرابلس، بما يؤشر على أن جذوة اتساع رقعة المعارك سوف تزداد لجهة ازدياد دعم حلفاء اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وتحول الحرب على غرار ما يجري في سوريا اليوم.
ما رشح من الاتفاقية أنها تعطي تركيا وفق قوانين البحار حقوقا في التنقيب عن النفط والغاز في مناطق مقابلة لطرابلس بما يعني اشراكها في الثروات المكتشفة ولصالح الدولتين، وقبل ذلك وقعت مصر اتفاقات مع قبرص واليونان وهناك اتفاقيات بين إسرائيل ودول المتوسط لتقاسم الثروات، وما يمكن النظر إليه يتمثل في أن ابعاد تركيا عن هذه الاتفاقيات يحرمها من تحديد حدودها البحرية وبالتالي منعها من التنقيب وفق قانون البحار والقوانين الدولية.
انقرة أدركت انها معزولة وخارج الاتفاقيات وان هناك تحالفا بين دول المتوسط لابعادها، وحكومة ليبيا استشعرت أن اليونان تجاهلتها وأنها خارج اللعبة كما استشعرت أن داعمي حفتر يريدون إسقاطها، وهكذا تلاقت المصالح المشتركة بين الدولتين، وجرى التوقيع على الاتفاقية الثنائية والأمنية.
روسيا موجودة إلى جانب اللواء حفتر وأمريكا مترددة في تحديد موقفها، وما بعد الاتفاقية لن تسمح انقرة بإسقاط حكومة الوفاق او إخراجها من اللعبة، كما أن حلفاء اللواء حفتر يراهنون على تغيير قواعد الاشتباك، وما زالت الحملات الإعلامية تتطاير بين دول المتوسط، فاليونان قالت إنها ستضرب أي هدف للقوات التركية تحاول حماية شركات التنقيب عن الغاز والنفط، وهذا لن يدفع الرئيس اردوغان للتراجع، فانقرة تتفوق عسكريا على اليونان، وبات لديها قواعد عسكرية في ليبيا وقادرة على إدارة معركة ضد خصومها مجتمعين.
النزاع على ثروات البحر المتوسط سوف ينتهي بتقاسم الحصص بين تركيا واسرائيل واليونان، وربما لبنان يأخذ جزءا من الكعكة فيما ستنتهي اللعبة بخروج مصر وفلسطين من اللعبة نهائيا.