حوارية في “شومان” بعنوان ” العثرات التشريعية أمام تمكين بيئة ريادة الأعمال الاجتماعية”

ناقشت حوارية نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، مساء أمس الاثنين، بعنوان “العثرات التشريعية أمام تمكين بيئة ريادة الأعمال الاجتماعية”، التحديات والصعوبات التي تواجه قطاع ريادة الأعمال في المملكة بشكل عام.

وتحدث في الحوارية عضو اللجنة الاستشارية لوضع إطار قانوني للشركات الاجتماعية عمر الطويل، ومديرة التطوير الاستراتيجي والشراكات في مؤسسة ولي العهد ميس الداوود، ومدير عام منظمة كير العالمية في الأردن عمار أبو زيّاد، ومدير مشروع الشباب والتكنولوجيا والوظائف بالوكالة في وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة رائد مدانات، وأدارها مؤسّس مبادرة “أنا أتعلم” صدام سيالة.

وأجمع المتحدثون في الحوارية، على ضرورة قيام الجهات المعنية بالوقوف على العثرات التشريعية والتحديات التي تواجه ريادة الأعمال الاجتماعية والعمل على حلها بالتشارك مع المعنيين في قطاع ريادة الاعمال، إضافة الى مراجعة القوانين والأنظمة والتعليمات التنظيمية وإجراء التعديلات اللازمة عليها.

وأشار الطويل الى وجود شركات تهدف الى الربح بشكل كامل وهي شركات ربحية تؤدي وظيفتها لتحقيق الأرباح، كذلك شركات ومؤسسات هدفها الوحيد هو تقديم خدمة اجتماعية لمنطقة معينة، مشيرا الى أنه لا يوجد لدينا في التشريع الأردني بند يعطي هذا الفكر الاجتماعي الية للربح.

ونوه الى وجود بعض الأعمال الاجتماعية في بعض المدن والقرى الأردنية، لكنها تواجه مشكلة عدم الاستدامة وهي مشكلة موجودة في مختلف دول العالم، حيث بدأت الدول بالبحث عن الحلول للمشكلة من خلال التوجه الى مفهوم النمو والاستدامة معا.

من جانبه قال مدانات، إن “هناك جهودا تبذل لتعديل الكثير من التشريعات والقوانين في مجال ريادة الاعمال”، مشيرا الى أن أكبر تحد يواجه الشباب الرياديين اليوم، هو أن التشريعات والقوانين بوضعها الحالي تعامل الشركة الريادية والناشئة والشركة غير الريادية والناشئة بنفس الطريقة.

وأشار مدانات الى عدم وضوح بعض القوانين والتشريعات مما يتطلب وجود خبراء تساعد الشباب الرياديين في فهم تلك القوانين للمضي قدما في عملية تسجيل الشركة والإجراءات اللازمة الأخرى.

وأكد أن الأردن قطع أشواطا جيدة في عملية تأسيس الشركات، حيث يستطيع الفرد تأسيس شركته وتسجيلها خلال يومين أو ثلاثة كحد أقصى أذا كان مستوفيا للشروط اللازمة، مشيرا في نفس الوقت الى التحديات والصعوبات التي تواجه الرياديين والمرتبطة بالشركات غير الربحية والجمعيات وخصوصا الحصول على الموافقات قبل التمويل والتي قد تمتد الى أشهر، مما يفقد الشركة أو الجمعية فرصة الحصول على تمويل من الجهة المانحة.

ميس الداوود أشارت الى تركز الأعمال والخدمات في العاصمة عمان أكثر منها في المحافظات الأخرى مما يخلق فجوات كبيرة بين الفئات المستهدفة وخاصة بين الشباب كونهم النسبة الأكبر من السكان في الأردن.

ونوهت الى أن أغلبية الدول والدراسات تجمع على أنه لا يوجد تعريف موحد للشركات الاجتماعية، مشيرة الى أن الريادة الاجتماعية توفر فرصة كبيرة للأردن أذا أرادت تحقيق أهدافها الاجتماعية والاقتصادية.

وأكدت ضرورة إعطاء الشباب الفرص من أجل أخذ دورهم الريادي وتحقيق ذواتهم وإيجاد الحلول المبتكرة في مناطقهم لخدمة مجتمعاتهم ضمن مفهوم الاستدامة.

من جهته أكد أبو زيّاد ضرورة التركيز على المناطق النائية وخاصة المناطق التي يوجد فيها الأردنيين واللاجئين، مشيرا الى وجود الكثير من التحديات التي تواجه المجتمعات في تلك المناطق وهي تحديات مشتركة للأردنيين واللاجئين السوريين على حد سواء.

ونوه الى دور الشركات الريادية في إيجاد الحلول للتحديات الموجودة على الأرض، وتخطي المعيقات في مجالات وقطاعات ليس لدى القطاع الخاص نفس الجاهزية للتدخل والمبادرة بوضع هذه الحلول المناسبة لها.

وقال إنه بالرغم من وجود عبء استضافة اللاجئين في الأردن، الا أن هناك فرصا تخدم المجتمع، ويجب البحث والتفكير بطرق يكون فيها شراكات ما بين مختلف الأطراف.

وحول مستوى السياسات الموجودة والاستجابة الحالية ودور المنظمات الدولية، أشار زيّاد الى أن الكثير من البرامج هي قصيرة المدى ولا تقدم الحلول الفعالة، وبالتالي لا تستطيع المنظمات الخروج من نطاق تقديم مساعدات آنية ومساعدات لمشاريع صغيرة للفئات المستهدفة.

الجدير بالذكر أن “شومان” ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.

زر الذهاب إلى الأعلى