حوارية في شومان بعنوان ” الامن الغذائي: من أين نبدأ؟”

أكد مختصون في الامن الغذائي أهمية الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص وحتى في القطاع العام نفسه وعدم تغيير الاستراتيجيات بتغير الوزارات إضافة الى وجود استراتيجية عليا لتحقيق الامن الغذائي والمكاسب للمزارعين.

وأشاروا في حوارية نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، مساء أمس الإثنين بعنوان” الأمن الغذائي: من أين نبدأ؟” بمشاركة رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين عودة الرواشدة ورئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام ورئيس الاتحاد النوعي لمزارعي الدواجن المهندس فارس حمودة ومساعد امين عام وزارة الزراعة الدكتور ايمن السلطي، وادارتها أمين عام وزارة المياه والري السابقة المهندسة ميسون الزعبي، الى أهمية وجود الية لتسويق منتجات المزارعين على اختلاف أنواعها، داعين الى الاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال، اذ يجب توفير السوق في البداية وبناء على ذلك ينتج المزارع ما تحتاج تلك الأسواق من منتجات لتحقيق الفائدة المشتركة، مؤكدين ضرورة توجيه الدعم للمستحقين من المزارعين .

رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين عودة الرواشدة أكد ان الامن الغذائي هو مسؤولية الجميع حكومة ومواطنين وليس مسؤولية وزارة بعينها، حيث ان الامن الغذائي يتداخل مع كل من وزارات المياه والزراعة والعمل والتخطيط والتي لها علاقة بالقطاع الزراعي، مشيرا الى أهمية الشراكة بين هذه الجهات والرجوع الى اهل الرأي والمشورة وهم المزارعين والاتحاد العام للمزارعين الأردنيين عند اعداد الاستراتيجيات المتعلقة بالزراعة.

وبين الرواشدة الى ان كل جهة من الجهات المعنية بالقطاع الزراعي تعمل لوحدها وبطرق غير مدروسة، مما يؤدي الى ظهور الخلل في القطاع، داعيا الى التشاركية بين تلك الجهات من اجل الاعداد الجيد لمواجهة التحديات والظروف التي نمر بها وهي جائحة كورونا.

من جهته قال رئيس الاتحاد النوعي لمزارعي الدواجن المهندس فارس حمودة، ان جائحة كورونا اثبتت أهمية القطاع الزراعي وقطاع الصناعات الغذائية والثروة الحيوانية في المملكة، مشيرا الى ان هذه القطاعات كانت جاهزة لتزويد المواطنين بالمنتجات الغذائية منذ بداية ازمة كورونا والتي تزامنت مع شهر رمضان المبارك.

واكد حمودة أهمية توجيه الاهتمام والاستثمارات في القطاع الزراعي والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية، لإيجاد منتوجات وزراعات ذات قيمة مضافة عالية لهذا الاستثمار، موضحا انه رغم ان ارقام الصادرات تشير الى انخفاض معدل الصادرات الى بعض الدول العالمية في بعض القطاعات، الا اننا شهدنا خلال 9 أشهر الماضية ارتفاعا في معدل الصادرات في قطاع الصناعات الغذائية الى دول الخليج مما ساهم في وضع الأردن على الخارطة الإقليمية في أهمية هذا القطاع.

رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام تمنى على الحكومة ان تلتقط الإشارات التي وردت في خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في حوار بورلوغ الذي نظمته مؤسسة جائزة الغذاء العالمية مؤخرا، مؤكدا ان الامن الغذائي يبدأ بدعم القطاع الزراعي والمزارعين، مشيرا الى التحديات التي تواجه القطاع قبل واثناء الجائحة.

وأضاف انه يجب توظيف التحديات التي واجهت القطاع الزراعي نتيجة جائحة كورونا، وتحويلها واستثمارها لتكون فرصة ونتعلم منها كقطاع عام وقطاع خاص ووضع الخطط والاستراتيجيات الفعالة لتلاشي ومواجهة التحديات وتأمين الغذاء للمواطنين لتحقيق الامن الغذائي وبالتالي تحقيق الامن الاجتماعي.

من جهته قال مساعد امين عام وزارة الزراعة الدكتور ايمن السلطي، ان تلبية احتياجات المملكة من المواد الغذائية والزراعية خلال جائحة كورونا لم يكن وليد اللحظة، مشيرا الى ان القطاع الزراعي هو قطاع انتاجي يعمل وهو قطاع هام وهناك تعاون مستمر مع العاملين والقائمين على القطاع الزراعي بشكل عام ومنذ سنوات طويلة.

وأشار السلطي الى سياسات واليات العمل والتعاون مع المزارعين والمتمثلة بسياسة التوجيه الزراعي والتي ساهمت في تحقيق الاكتفاء الذاتي في معظم المحاصيل الزراعية، مبينا ان هناك محصولين فيهما نقص مثل الجزر والثوم.

وأوضح ان حجم الإنتاج من الخضار في الأردن وصل الى مليون و700 ألف طن والكميات التي نستوردها من الخارج وتشمل الثوم والجزر والبطاطا الحلوة 25 بالمئة فقط والذي يصل نسبته من الاستهلاك المحلي اقل من واحد بالمئة مما يعد إنجازا كبيرا، منوها الى انه لدينا مشكلة في بعض محاصيل الفواكه اذ ان مجموع انتاج تلك المحاصيل يصل الى 600 الف طن ونستورد بعض المحاصيل التي يوجد لدينا نقص بها ومعظمها من الحمضيات كما يتم استيراد محصولين من المحاصيل غير الأساسية مثل التفاح والموز، مشيرا الى انه” كمنظومة امن غذائي، اذا ما تم الاستغناء عن المحاصيل غير الأساسية في وقت الجائحة، فان المواطن لن يتأثر بعدم توفرها لأنه يبحث حينها عن المواد والمتطلبات الأساسية”.

المهندسة ميسون الزعبي اشارت في مداخلاتها الى التحديات التي تواجه الامن الغذائي في الأردن والتي نتجت عن جائحة كورونا واثرت على الأردن مثل باقي دول العالم وخاصة على النظم الغذائية بشكل كبير، كذلك التحديات الأخرى، كالتغير المناخي، وشح المياه الذي يؤثر بشكل سلبي على انتاج المواد الغذائية والزراعية، والأزمات الاقتصادية العالمية، والاضطرابات الإقليمية، وأزمة اللجوء غير مسبوقة.

زر الذهاب إلى الأعلى