جهاد عبد المنعم يكتب: أعيدوا للوحدات هيبته

جهاد عبد المنعم

لم يقنع فريق الوحدات لكرة القدم عشاقه ومحبيه، وما أكثرهم، بالشكل الذي ينبغي، رغم الإمكانات والمواهب التي يمكن استثمارها لإنتاج أجيال وليس جيل من عمالقة الكرة الأردنية، القادرين على إثراء النادي والمنتخبات الوطنية.
صحيح أن الوحدات يزود المنتخبات بلاعبين في جميع الفئات، وصحيح أن فرق النادي تتواجد في الغالب على منصات التتويج في أغلب الفئات العمرية، ولكن الإمكانات التي يمتلكها النادي، تؤهله ليكون أفضل.
فريق الوحدات في الموسم الكروي الحالي، عاش تخبطات فنية غير مسبوقة، وهو أمر لم يعتده النادي، ما تسبب في ترهل أداء الفريق في أغلب المباريات، وراحت تجري تغييرات متتالية على الأجهزة الفنية، ليكون نتاجا طبيعيا أن نشاهد الوحدات بعيدا عن هويته المعروفة.
في الكرة لابد من الاستقرار الفني، فالوحدات كان مطالبا منذ بداية الموسم، بالاستقرار على جهاز فني خبير ومتميز، ومنحه الفرصة الكافية للبناء والعمل، بعيدا عن نتيجة مباراة أو مباراتين.
عند اختيار المدرب، لا بد من استعراض سيرته الذاتية، ولا بد من معرفة قدرات اللاعبين، لاختيار مدرب مناسب، قادر على تلبية طموحات الجماهير، فليس المهم أن يكون مدربا عالي المستوى، بقدر ما يجب أن يكون هناك مدرب تتوافق إمكاناته مع قدرات لاعبي الفريق.
في الموسم الكروي الحالي، رصدت فريق الوحدات الذي أعشقه بكل ما في الكلمة من معنى، ووجدت أن الفريق لا يملك هوية الوحدات الحقيقية، ففي الجانب الفني، خطوط متباعدة ومتقطعة وغير منسجمة، والتغيير في التشكيلة من مباراة إلى أخرى حدث ولا حرج، وهو أمر طبيعي في ظل التخبط في اختيار الأجهزة الفنية.
بحكم خبرتي الطويلة في الملاعب، وتحديدا في الوحدات، أجد أن الفريق يفتقد لميزة مهمة، تتمثل في الفشل بإذكاء نار التنافس بين اللاعبين الأساسيين والجالسين على مقاعد البدلاء، فالعمل الفني يقتضي ألا يطمئن اللاعب الأساسي على موقعه بشكل دائم، وهذا يأتي بإشراك اللاعبين البدلاء، لخلق أجواء من تنافس ينتج عنها فريق يضم 24 لاعبا بالمستوى نفسه تقريبا، وهذا يخدم المصلحة العامة للفريق، وأعتقد أن الوحدات يفتقد لميزة التنافس بين لاعبيه، وهنا يأتي دور المدرب.
فريق الوحدات، بجماهيره المخلصة والعاشقة، يبقى كبيرا مهما جارت عليه الظروف.. كما يبقى ركنا مهما في الكرة الأردنية إلى جانب أشقائه الأندية الأخرى مثل الفيصلي والرمثا والحسين.. ومن المهم أن تبقى الأندية الأردنية في أوجها، لبناء منتخب قوي وقادر على المنافسة.
لاعبو الوحدات يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية، ففي النهاية هم الجنود العاملون في الملعب، وهم القادة وأصحاب الكلمة، وهم من يحمل طموحات الجماهير بالوصول إلى منصات التتويج.
الوحدات في المرحلة الحالية يحتاج إلى جهود الجميع؛ إدارة ولاعبين وجماهير.. أعيدوا لنا الوحدات.. أعيدو لنا الوحدات.. ولا تتأثروا بالانتقادات التي يجب أن تأتي في مراحل معينة لتسليط الضوء على مكمن الخلل، والعمل على معالجته. الغد

زر الذهاب إلى الأعلى