جثامين بلا قبور: العائلات تدفن ذويها داخل البيوت

اضطرّ المواطن فريد الباز ان يدفن والده في منزل العائلة بمدينة غزة بعد استشهاده بخمسة أيام.
ويقول فريد لمعا أن المنطقة كانت محاصرة من الجيش الإسرائيلي في الأول من نوفمبر عام 2023.”
ويضيف “خرجنا جميعا من المنزل بعد استشهاد الوالد لإصاباتنا من الجيش ووضعنا جثمان الوالد في المنزل خوفا من نهش الكلاب الضالة لجسده وبعد انسحاب الجيش قليلا من المنطقة ذهب خالي وشقيقي ودفنا الوالد جهاد في المنزل.”
ولجأت العديد من العائلات في قطاع غزة إلى دفن ذويهم وأحبائهم في منازلهم بسبب السيطرة الإسرائيلية على المناطق الحدودية الموجود بها الكثير من المقابر.
واستشهد جهاد الباز في 11/11/2023 وهو محاضر جامعي في عدة جامعات بغزة في قسم اللغة العربية، وهو شاعر وأديب وناقد.
ويجلس الباز يوميا عند قبر والده متحدثا معه بكل تفاصيل يومه كما كان في السابق وهو على قيد الحياة، وبصوت باكٍ يقول :”ابوي مقرب النا بشكل كبير وفقدناه صعب علينا كلنا، دائما بنادي عليا يا مهجة قلبي.”
وينتظر الباز انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق الحدودية ليتمكن من دفن والده في المقبرة الشرقية شرق قطاع غزة.
وفي ذات المنطقة، وسط مدينة غزة، دفن إسماعيل عمار جاره سعيد البياري (80 عاما) داخل منزله بعد نزوح جميع أفراد عائلته إلى جنوب القطاع، ولم يتبق سوى غيره.
استشهد البياري في 6/12/2023 في حصار إسرائيلي للمنطقة والذي استمر عدة أسابيع ولم يتمكن إسماعيل من نقل جثمان جاره سوى دفنه في ساحة منزله.
وحتى اللحظة لم تتمكن عائلته من نقل جثمانه إلى إحدى المقابر الشرعية خصوصا أن مدينة غزة لا يوجد بها مقابر نهائيا فجميعها ممتلئة بالموتى.
وقامت إسرائيل بنبش عشرات المقابر وسرقة الجثامين وإعادة بعضها مسروق منها أعضاء ويصعب التعرف عليها.
ويمثل توفر المقابر ازمة كبيرة في القطاع حيث ترتفع اسعار القبور وتقل المساحة المتوفر ما جعل الناس يلجأون للقبور الجماعية من جديد.
ولا تتوفر إحصاءات دقيقة حول عدد الشهداء الذين دفنوا داخل المنازل أورفي أماكن غير مخصصة لدفن الموتى لعدم استقرار الأوضاع الأمنية حتى اليوم.


