تلولحي يا دالية
بقلم احمد الطيب
لقد افاق الاردنيون صباح هذا اليوم والشعور العام انه تم المساس بكرامتنا وفقدنا شيء من العزة والانفة التي لا نستطيع العيش بدونها .. لقد اصبحنا اليوم وبداخلنا شعور مرير هو ان احد الانجاس الاوغاد الصهاينة اعتدى على كرامتنا وفي قلب العاصمة عمان وقتل شخصين اردنيان ونجى بفعلته بل ورافقه موكب من الحرس الاردني الى ان بلغ مأمنه . من المعروف في عالم السياسية ان ما يدار خلف الستار لا يجوز ان يطلع عليه الناس بالغالب ومن المعروف ان صفقة انجزت وراء تلك الستار من اجل المسجد الاقصى وتخفيف التوتر هناك ولكن هذا لا يبرر عدم الاهتمام بمشاعر الاردنيين الجياشه اتجاه هذا الموضوع الهام جدا . لقد تعاملت الدولة بهذا الموضوع على الصعيد الاعلامي كما يتعامل الاب مع احد اطفاله الذي لا يعرف مصلحته وبالتالي الاب ليس مظطرا ان يفسر للابن ما يفعله من اجل مستقبل هذا الطفل . منذ الصباح وانا اردد على لساني .. ” تلولحي يا دالية ” وهذه المقولة بالعادة ما يرددها الاردنيون عندما يريدون الاستهزاء من موقف ما … فالحكومة كانت غائبة عن المشهد بما يخص حادث السفارة الاسرائيلية ومن الواضح انها كانت مرعوبة تماما كما هي غائبة عن المشهد بما يخص قصة الجندي معارك الحويطات ففي الحالة الاولى كانت ادارة العلاقات العامة في مديرية الامن العام هي من تصدر البيانات حول حادثة القتل في سكن السفارة وفي حالة الحويطات لا زال الوضع بالجنوب يغلي دون تحرك يذكر من الحكومة مما جعل الجيش العربي يقوم ببث الفيديو الخاص بمقتل الجنود الامريكان . اذن نحن امام حدثين هامين جدا الاول موضوع معارك الحويطات والاخر اعتداء اسرائيلي على كرامة كل الاردنيين والحكومة بالحالتين كانت غائبة تماما عن المشهد ولو كانت حكومة تسيير اعمال لكان وجودها على الساحة اكثر من الوضع الحالي . في اسرائيل تصدر المشهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بما يخص اعتداء مواطنه على الاردنيين والحكومة هناك تحترم الاعلام اكثر من احترامها الاردن بكثير فكانت المعلومات تنشر اول باول وشعبية النتن ياهوا ارتفعت الى حد كبير لانه بالنسبة اليهم بات بطلا …. واما هنا في الاردن الدولة غائبة عن المشهد تماما والحكومة مشغولة بتصفية حسابت صغيرة لأزمات تفتعلها والشعب ” يدق راسوا بالحيطان ” لذلك رددوا معي…. ” تلولحي يا دالية “