ترامب يُشهر سيفه ونتنياهو يهلل والسقوط ينتظرهما
صالح الراشد
يتسابقون على إشهار سيوفهم في وجه فلسطين معتقدين أنهم يلعبون دور البطولة في مرحلة تعتبر من أهم مراحل التاريخ، ولن يكون بعدها كما قبلها حيث استفاق العالم وأدرك الحقيقة وإن كان متأخراً، بأن الحكومات الغربية كاذبة باحترافية وحكومات العالم الثالث مرتجفة تخشى من نسيم السياسة قبل عواصفها، وسبق العرب الغرب في إشهار سيوفهم حين سحبوا خناجرهم، ليكتمل فيلم إشهار الأسلحة البيضاء على شعب لم ترهبه الصواريخ ولم تجعله يحزم أمتعته ويُغادر كما حصل في العديد من دول العالم وكما حدث في فلسطين سابقاً، لذا اغمدوا سيوفكم وخففوا من حدة صراخكم فلم يعد تهديد ووعيد واشنطن وحلفائها يُرعب أهل غزة.
هذا هو الحال وهذه طبيعة الأشياء والأصل أن يتعلم السياسيون من دروس غزة ويتعاملوا معها باحترام بتحقيق مطالب المقاومة بدلاً من الحُمق المتزايد في واشنطن عاصمة الظلم والظلام، ليخرج الرئيس القديم الجديد ترامب بتصريح مخجل لا يخرج عن “أزعر الحارة”، حين قال: “إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة قبل تنصيبه في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل، فسيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط”، وهذا الجحيم يا فخامة الرئيس إن لم تعلم ليس بالجديد، فقد بدأ بقيادة رئيس وزراء الكيان الأسبق شارون وفي النهاية تمنى أن يبتلع البحر غزة ومات متعفناً، ثم سقط الرئيس الأمريكي بايدن في الانتخابات الأخيرة وكان جزء من سبب سقوطه موقفه من الحرب على غزة، فيما تحول نتنياهو “لدراكولا” لترفضه دول العالم، والآن يأتي تهديد رجل يعتقد أنه يمثل فيلم “عنتر شايل سيفه” وهو فيلم مناسب لمتحرش جنسياً متصابي يمر بفترة المراهقة المتأخرة ويلعب دور “الكاوبوي” راكباً حصانه وشاهراً مسدسه ويقتل الجميع.
تصريح ترامب صاحب فكرة “صفقة القرن” التي تحولت “لصفعة القرن” أعجب نتنياهو ليصفق له مطولاً، واعتبره حبل نجاة مما ينتظره بسبب فشله في التعامل مع قضية الأسرى والعدوان على غزة والإبادة الجماعية، فبعد تهديد ترامب فان قضية الاسرى ستأخذ أحد منحنيين أولهما فشل واشنطن في تحرير الأسرى، وحينها سيقول نتنياهو بأن الولايات المتحدة الدولة الأعظم في العالم فشلت في تحرير الرهائن ليبرر فشله، والثاني أن يتم تحرير الأسرى وحينها سيتبجح نتنياهو أمام العالم والمحكمة الجنائية بأنه مدعوم من قرصان العالم وممنوع الاقتراب منه، وهو ما يعني المزيد من التعنت الصهيوني في علاقته مع العرب والغرب في شتى القضايا.
لقد أثبت ترامب أنه يسير على طريق عدد كبير من حمقى العالم الذين أطلقوا تهديدات فشلوا في تحقيقها وتحولوا عقب ذلك إلى مواد دسمة للفكاهة والتندر، وطفى على السطح سؤال هام فماذا سيفعل ترامب وهل سيقصف غزة بالصواريخ النووية أم بماذا؟، فقد استخدم الكيان الصهيوني المجرم وبمساعدة أمريكية بريطانية جميع الأسلحة المُحرمة وقصف غزة بأضخم القنابل والصواريخ ولم يحقق أي من أهدافه وأهمها استعادة الأسرى والتهجير، فما هو جديد ترامب ليهدد المنطقة ، فعدا غزة كل شيء يسير كما تُريد الولايات المتحدة، وتم البدء بتقليم أظافر إيران وإبعاد حزب الله عن الحدود اللبنانية مع الكيان، وبالتالي لم يخرج عن النص الأمريكي إلا غزة التي سيجلس ترامب وممثليه في النهاية مع قادة مقاومتها للبحث عن حلول لإنهاء العدوان.
آخر الكلام:
أكثر من أربعين الف شهيد في غزة لم يهزوا ضمير ترامب، لنجد أنه يتعامل مع الفلسطينين على أنهم دون مكانة البشر، لذا فإن الاسير الصهيوأمريكي أهم لديه ممن استشهدوا جميعاً، فحين يغيب العدل تنتشر الفوضى ويصبح القتل طريق الجميع.