باحث انثروبولوجي يتتبع تاريخ نشأة الزرقاء

نظم فرع رابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء، مساء أمس الثلاثاء، محاضرة للباحث المختص بالانثروبولوجيا في جامعة آل البيت الدكتور عبد العزيز محمود، تحدث فيها عن رؤى جديدة حول تاريخ نشوء مدينة الزرقاء وارتقائها، وأهم المحطات التاريخية التي شهدتها المدينة منذ أكثر من 100 عام.

واستهل محمود محاضرته، التي تابعها جمع من النقاد والكتاب والباحثين والمهتمين، بتسليط الضوء على المعلم الأثري قصر شبيب ومحطة الخط الحديدي الحجازي التي تأسست عام 1903، مشيرا إلى إنشاء المعسكرات عام 1926 ودار البلدية عام 1928.

وأشار الى أن الزرقاء كانت في بداياتها عبارة عن مراعِ ومزارع على طرفي سيل الزرقاء، وموردا مهما للبدو، حيث بنى الشيشان نواة المدينة بالقرب من عين الزرقاء، فيما شهدت خلال الفترة الممتدة ما بين 1920 و1930، حراكا اجتماعيا كبيرا مع قدوم جماعات من الشام وإربد والسلط وماحص ومعان والقدس ونابلس وبيروت، وازداد التنوع السكاني بوصول مجموعات من جبل العرب والكرك ومادبا والحصن وعجلون، ما ساهم في إثراء النسيج الاجتماعي للمدينة.

وتابع، إن نكبة احتلال فلسطين عام 1948، ألقت بظلالها على شرقي نهر الأردن، خاصة مدينتي الزرقاء وعمان، ما أدى إلى إقامة مخيم الزرقاء “مخيم العودة” الذي ضم 8000 نسمة حينذاك من مختلف مناطق فلسطين المحتلة، حيث عملوا بالتجارة والحرف، الأمر الذي أسهم في تطور الحركة العمرانية للبيوت المبنية من اللبن والإسمنت، فيما كانت الشوارع تحمل أسماء قاطنيها، مثل: شارع الشوام والشيشان والمسيحية والنوابلسة وغير ذلك.

وبحلول منتصف الستينيات من القرن الماضي، بدأت ملامح التحولات الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية تظهر بشكل واضح في الزرقاء، خاصة بعد نكسة حزيران واحتلال القدس والضفة الغربية عام 1967، ما أدى إلى زيادة الطلب على الخدمات العامة نتيجة النمو الديموغرافي، فكان للبنوك دور رئيسي في تمويل المشاريع الإسكانية، ما ساهم في نهوض المدينة عمرانيا.

وقال، إن مفهوم الحي في فترة السبعينيات من القرن الماضي كان شكلا من أشكال الوحدة الاجتماعية في النسيج العمراني، مع تفاعل الشباب في إطار الأحياء والمراكز التجارية، حيث وصلت نسبة الأفراد ممن تقل أعمارهم عن 15 عاما إلى 42 % من حجم السكان، مشيرا الى أن حرب الخليج عام 1991 رفعت معدلات الزيادة السكانية إذ أصبحت الزرقاء مدينة مليونية.

وبين الباحث محمود، أن المعسكرات تحولت إلى مشاريع للتطوير الحضري، ما أسهم في تشكيل مدينة منظمة بفضاءات سكنية ومناطق مفتوحة، وأدى تطور نمط الحياة إلى ظهور المولات والمخازن الكبرى على أطراف المدينة، لتصبح الزرقاء نسيجا عمرانيا كثيفا تتداخل فيه الأنشطة الإنتاجية والتجارية والسكنية.

وأشار إلى أن الزرقاء ما تزال تحتفظ بمعالمها التاريخية مثل: قصر شبيب، ومحطة السكة، والمساجد والكنائس الأولى، والمستشفى، والمعسكر، والمدارس الأولى، ما يجعلها رمزا للتنوع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي في الأردن.

(بترا – عمر ضمرة)

زر الذهاب إلى الأعلى