ايران تعدم سجينا متهما بالتخابر مع “اسرائيل” وتعتقل 4 عملاء للموساد

أعلنت السلطة القضائية في إيران، اليوم الاثنين، إعدام سجين يدعى إسماعيل فكري بعد صدور حكم بالإعدام بحقه سابقاً، صادقت عليه المحكمة العليا، “للتعاون الاستخباري والتجسس لصالح الكيان الصهيوني” وإدانته بـ”المحاربة والإفساد في الأرض”. وجاء هذا في وقت أعلنت الشرطة الإيرانية في بيانات منفصلة، أمس الأحد، اعتقال أربعة “عملاء” للموساد الإسرائيلي و49 شخصاً بتهمة الدعم الإعلامي للعدوان الإسرائيلي على إيران، ليبلغ بذلك مجموع المعتقلين منذ بدء العدوان، قبل ثلاثة أيام، 76 شخصاً.
وذكر المركز الإعلامي التابع للسلطة القضائية في إيران أن فكري قد اعتقل “في عملية فنية واستخبارية معقدة في البلاد” في ديسمبر/ كانون الأول 2023، قائلاً إنه قام بتسريب “معلومات مصنفة وحساسة تخص البلاد إلى أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتلقى مقابل ذلك مكافآت مالية”، ومشيراً إلى أن التحقيقات أظهرت تواصله مع “ضابطي استخبارات من الموساد”.
ويأتي هذا الإعدام في وقت تواصل أجهزة الأمن الإيرانية، ملاحقة عناصر داخلية بتهمة العمالة لإسرائيل ومشاركتهم في تنفيذ هجماته في الداخل الإيراني. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن السلطات الأمنية قبضت على “جاسوس كبير للموساد” في مدينة بانة الحدودية مع العراق، أثناء محاولته الهروب من البلاد .
وجاء هذا بعدما أعلنت قيادة قوات الأمن الداخلي في إيران (الشرطة)، في بيان مساء الأحد، القبض على عميلين مرتبطين بالموساد الإسرائيلي في عمليتين منفصلتين في مدينة فشافويه بقضاء ري جنوب طهران، مشيرة إلى ضبط أكثر من 200 كغ من المتفجرات والمعدات، 23 طائرة مسيرة، منصات إطلاق، أجهزة توجيه وسيطرة بالإضافة إلى سيارة بيك أب بحوزتهما. وكانت قيادة قوات الأمن الداخلي قد أعلنت في وقت سابق، ظهر الأحد، اعتقال استخبارات الشرطة في محافظة ألبرز لعنصرين ينتميان إلى “خلية إرهابية تابعة للموساد”، مشيرة إلى أن الخلية كانت تقوم في منزل بمنطقة ساوجبلاغ بـ”صناعة القنابل والمواد المتفجرة والفخاخ الانفجارية والأدوات الإلكترونية”.
اعتقال 49 شخصاً بتهمة دعم العدوان إلى ذلك، أعلنت الشرطة الإيرانية في بيانين آخرين، الأحد، اعتقال 49 شخصاً إضافياً في ثلاث محافظات إيرانية بتهمة التشويش على الرأي العام وتقديم الدعم الإعلامي لإسرائيل وعدوانها على إيران. وقال قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة كلستان، العميد محمد سعيد فاضل دادغر، إنه “بعد رصد الفضاء الافتراضي وتلقي التقارير من المواطنين، جرى التعرف إلى 13 شخصاً أنتجوا أو أعادوا نشر أخبار وصور ومقاطع فيديو ومحتويات أخرى تسببت في تشويش الأذهان والإخلال بالنظام العام، واعتُقِلوا بموجب أمر قضائي”.
وأضاف فاضل دادغر أن “هناك أشخاصاً يتحولون عملياً إلى أداة في الحرب النفسية التي يشنها العدو عن وعي أو عن غير وعي، من خلال إنتاج أو إعادة نشر الأخبار الكاذبة والشائعات، ونشر صور غير واقعية، والإساءة إلى القوات العسكرية، وتصوير أماكن ممنوعة وإرسالها إلى قنوات معادية وأجنبية، والتحريض على عمليات الشراء المذعور للمواد الغذائية والبنزين وغيرها”.
كذلك قال قائد قوات الشرطة في محافظة مازندران، العميد حسن مفخمي، إن الشرطة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، تمكنت من التعرف إلى 15 شخصاً في مدن مختلفة من المحافظة أنتجوا ونشروا محتويات غير واقعية أدت إلى تشويش الأذهان العامة، واعتُقِلوا بعد التنسيق مع الجهات القضائية.
إلى ذلك، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية المحافظة، مساء الأحد، باعتقال 21 متهماً مرتبطين بـ”العمل الإرهابي الإسرائيلي” في محافظة سمنان، وقالت إنهم “أثاروا البلبلة ونشروا الشائعات في الفضاء الافتراضي. وقد جرى التنسيق مع الجهات القضائية لاستدعائهم وإدراج اعتقالهم على جدول الأعمال”.
تحذيرات وكانت استخبارات الحرس الثوري الإيراني قد قالت، أول أمس السبت، إن “أي تعامل أو تبادل معلومات مع الأشخاص الرسميين أو غير الرسميين التابعين للكيان الصهيوني، وكذلك أي نشاط ثقافي أو إعلامي أو دعائي أو أي مساعدة تصب في تأييد أو دعم أو تعزيز وترسيخ الكيان الصهيوني، جريمة يعاقب مرتكبها بأقصى العقوبات القانونية المنصوص عليها”.
وأضافت، في بيان، أن كل أشكال التعاون الاستخباري مع جهاز “الموساد” الإسرائيلي يُعد جريمة استناداً إلى “قانون مكافحة الأعمال العدائية للكيان الصهيوني”. كذلك أعلنت معاونية الفضاء الافتراضي في النيابة العامة الإيرانية أن “بعض مستخدمي الفضاء الافتراضي الذين نشروا صوراً ومواد تزعزع الهدوء العام وتخدم أهداف الكيان الصهيوني، خضعوا لإجراءات قانونية بحقهم”، مؤكدة أنه في ظل العدوان الإسرائيلي على البلاد، “فإن أي نشر لمحتوى استفزازي أو مزعزع للأمن في الفضاء الافتراضي يُعد امتداداً للحرب النفسية التي يشنها العدو، وستُتَّخذ تدابير رادعة بالتنسيق مع السلطة القضائية”.