انطلاق أعمال مؤتمر نموذج الأمم المتحدة للشباب

بدأت مساء أمس السبت، فعاليات مؤتمر برنامج نموذج الأمم المتحدة للشباب (MUN YOUTH )، وهو مؤتمر دولي يعقد سنوياً على مدى ثلاثة أيام، وتنظمه مجموعة من اليافعين واليافعات، وذلك بالتعاون مع مؤسسة عبد الحميد شومان للسنة الثانية على التوالي.

ويعد برنامج نموذج الأمم المتحدة للشباب، فرصة كبيرة للشباب لتعزيز الحوار بينهم، وإحداث التغيير والدعوة إلى السلام العالمي من خلال نقاشات وأوراق عمل لقضايا عالمية، والسعي الى إيجاد الحلول المناسبة لها، حيث يتم خلال جلسات المؤتمر تقسيم المشاركين إلى عدد من المجالس تدار باللغة العربية والإنجليزية، يشرف على هذه المجالس العديد من المندوبين، يمثل كل مندوب منهم دولة معينة وآرائها.

ويدار المؤتمر من قبل الطلبة أنفسهم، بحيث يحددون المواضيع واللجان وفرق الدعم اللوجستي، كما يطورون نموذج التقدم للمؤتمر.

ويمنح المؤتمر بما يُمثله من محاكاة لنماذج من جلسات الأمم المتحدة، مساحة واسعة للشباب ليتعرفوا على التحديات الحقيقية التي تواجه المنطقة والعالم، ما يتعلق منها بتحديات تنموية أو سياسية أو اقتصادية أو أمنية، إذ يشكل المؤتمر منصة مهمة لمناقشة كل هذه التحديات العالمية، ووضع تصور لخطط العمل التي ينبغي إقرارها لتجاوز تلك الأزمات والتحديات.

وأعرب وزير الشباب محمد النابلسي الذي افتتح فعاليات المؤتمر، عن اعتزازه وسعادته بالمؤتمر الذي يضم 45 مدرسة من القطاع الخاص و23 مدرسة حكومية، الأمر الذي يدل على أن هذه البرامج النوعية تعمل بتشاركية ودمج ما بين الطلاب في المدارس الحكومية والخاصة.

ودعا النابلسي الشباب الى ضرورة الاستفادة من أعمال المؤتمر قدر المستطاع وعكس ونقل ما قاموا به من حوارات ونقاشات بناءة من خلال اللجان المشكلة، الى مدارسهم وجامعاتهم ومجتمعاتهم، مؤكدا ترحيب الوزارة بمخرجات المؤتمر واستعدادها للتعاون مع الجهات المعنية ليكون المؤتمر سنويا ويأخذ صفة الديمومة.

وأكد أهمية أن ينهج الشباب مبدأ الحوار واحترام وقبول الآخر، وهو الأمر الذي تركز عليه الوزارة في برامجها الموجهة للشباب، مشيرا الى أن الوزارة عملت على انجاز منهاج شبابي ستقوم على تدريسه من خلال مواد تدريبية وحقائب تعليمية لكافة منتسبي مراكز الوزارة الشبابية في مختلف المحافظات، كما نوه الى بعض البرامج التي تقوم بها الوزارة والتي ستستمر في تنفيذها مثل برنامج الحكومة الشبابي والبرلمان الشباب التدريبي.

من جانبه أكد نائب الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان عمر عضيبات، أن المؤسسة تؤمن منذ تأسيسها كمؤسسة ثقافية معنية بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار، بأهمية فئة الشباب التي تعتبر أهم فئات المجتمع التي تعمل على بناء وتنمية المجتمع، فهي عمودها الفقري الذي لا يمكن الاستغناء عنه، فمفهوم الشباب يعبر عن خصائص القوة والحيوية والطاقة والقدرة على التحمل وعلى الانتاج في مرحلة معينة من عمر الفرد.

وأضاف، أن الشباب هم بناة المستقبل، وتقوم على أساسهم تربية الأجيال الناشئة، وبالتالي فإنَّ قيادة الأمة تعتمد على الشباب في مختلف مجالاتها وشؤونها، لذلك عليهم التسلح بالعلم والمعرفة، والإدراك السليم والصحيح للقيم والمعتقدات، وإدراك قيمة العلم والعمل، واستغلال القدرات والموارد الطبيعية التي تخدم المجتمع، وتقود إلى تطوره.

ولفت عضيبات النظر الى أنه علينا جميعاً مسؤولية توفير البيئة المناسبة للشباب واليافعين لتأهيلهم ورفع قدراتهم في مختلف المجالات، ليلعبوا دورهم الهام والحيوي وطرح أفكارهم البناءة وتوجيههم في عملية بناء أوطانهم، كما أنه على الشباب واجب مَعرفة حقوقهم وواجباتهم، حتى يستطيعوا المُطالبة بها، والتّعامل معها، وتحقيقها، وتطبيقها بالشّكل الأمثل، إذ يُمكن للشّباب المُساهمة في التّغيير الحقيقيّ من خلال التّعبير عن آرائهم بمُختلف الطّرق السلمية والحضارية.

وسبق عقد المؤتمر هذا العام، تطوير مهارات المشاركين من مختلف المدارس المشاركة، من خلال برنامج تدريبي نظمته المؤسسة، استهدف اليافعين واليافعات للفئة العمرية (14-16)، في مجالات فن المناظرة والحوار والتفكير الناقد وكتابة البحث العلمي، ومهارات كتابة البحوث والوثائق وتطبيقات عملية في فن المناظرة والحوار إضافة الى العديد من المهارات التي ستؤهلهم للمشاركة في مؤتمر (MUN).

وتقدم مؤسسة “شومان” كجهة مضيفة، الدعم والادارة للمؤتمر، في سعي منها لتثقيف الشباب ولفت نظرهم لقضايا المنطقة والعالم مثل العوز والفقر والبيئة والحروب.

وكان المؤتمر قد عقد في نسخته الأولى في العام الماضي 2020 تحت شعار “عانق الفوضى”، ويعود تبني هذا الشعار إلى حالة من الفساد والفوضى التي تعم العالم.

يشار الى أن “شومان” ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.

زر الذهاب إلى الأعلى