“الهندي” يكتب.. عيد الجلوس الملكي ومئوية الدولة الأردنية

التاسع من حزيران من كل عام يتجدد العهد والبيعة بعيد الجلوس الملكي على العرش، ذكرى عزيزة وغالية على قلوبنا،  تأتي هذا العام متزامنة بالاحتفال بمئوية الدولة الأردنية،  ذكري متجددة ،وعيد من أعياد الوطن الأغر، تأتي امتداداً لرسالة الثورة العربية الكبري وقيمها الراسخة في  قلوب و وجدان الأردنيين، وتستمر المسيرة -بفضل الله- على إمتداد الجغرافيا الأردنية،بمدنه وباديته ومخيماته، مسيرة العطاء الأردني الناصع النقي ،الذي ضرب أمثلة في وحدة الصف و الهدف والانتماء .

مناسبتان عزيزتان على قلوبنا، تجلت فيهما تاريخ مملكة بنيت أركانها على قيم زرعت فينا, قيمُ تأصلت وتعمقت حتي أينعت شوقا،وانتشرت تبث سلاما و محبة في أرجاء المعمورة، قيمُ مستمدةُ من تاريخ وحاضر ومستقبل مشرف، بصحبة بني هاشم الاطهار، فالأردن -كان و ما زال- أيقونة الزمان، ولحنُ جميلُ، و”شوكةٌ ردَّت إلى الشَّرقِ الصِّبا”.

يأتي عيد الجلوس الملكي ومئوية الدولة في وقت تشحذ به الهمم لانطلاقة جديدة ، مرحلة جديدة من عمر الدولة الأردنية، يكون أساسها حوار مسؤول،يفتح بابا واسعا للجميع ليشاركوا في صياغة المستقبل، مبادرة أطلقها جلالة الملك عنوانها الإصلاح، الإصلاح الذي يستوجب العمل الجاد، والإيمان بمبادئ دولة المساواة والعدل ،دولة المؤسسات والقانون، دولة المواطنة المسؤولة، والمشاركة الفاعلة.

نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة ،عنوانها الحوار الهادف الجامع، حوار ينظر بعين الأردني الحريص على وطن بني بدم وعرق وتضحيات أبناءه، حوار صريح يعبر بنا الى بر الأمان في زمن كثرة فيه التحديات من حولنا ,وتجاذبت وتنافرت فيه المصالح,وتقاطعت فيه الأحلاف الدولية،حوار ينظر للمشهد من خارج الاطار، ويعيد رسم الداخل الأردني بتجرد و بنظرة جديدة تحاكي هويتنا الأردنية الجامعة، نظرة جديدة تحاكي التغيرات و الأحداث، والتي أصبح سياقها سريعا في زمن التكنولوجيا ،والقرية الكونية الصغيرة.

الحمل الثقيل والسنوات العجاف التي مرت بها المنطقة العربية بأسرها، و راكمته عبر سنوات طويلة، والأحداث  الجسيمة التي عصفت بها خلال المائة عام الماضية،جعلت عملية التنمية في المنطقة تمر في أصعب أوقاتها،نظراً لحجم التحديات وصعوبة الموارد، هذه التحديات المتتابعة راكمت طاقات من الرغبة في التحديث والتطوير، الأردن جزء من هذا الشرق، بلدُ  تحمل الكثير وصمد وتجاوز بفضل الله الكثير منها، بفضل قيادة هاشمية حملت ارثاً خالداً من المحبة والتسامح، ديدنهم على الدوام، بصيرة وقدوة في الحق.فكنا الأقرب الى الجميع ،نستمد من قيادتنا الملهمة رباطة الجأش،والحنكة وحسن التصرف أينما كنا ،فكنا رسل سلام ،وأصحاب مبادئ  سامية، ،وأصبح الأردن عنواناً لسياسة الحكمة والاتزان في المنطقة والعالم.

اثنتان وعشرون عاماً ،سيدي -جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين- ونحن معك وبك ماضون،ماضون في طريق لا يعرف التردد، طريق الخير والحكمة والاتزان في بلد أقسم على نفسه أن يكون دائماً شامخاً،مرفوع الرأس،رايته عالية بإذن الله ،داعين الله ،متضرعين أن يحفظكم  عميد آل هاشم ،والعائلة الأردنية الكبيرة، والأردن الغالي.

حمى الله الأردن،،،،،

عبد الحكيم محمود الهندي

رئيس جمعية الفنادق الاردنية

نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة

زر الذهاب إلى الأعلى