الهندي يكتب: “شعب عظيم .. وإنجاز عظيم”

عبد الحكيم محمود الهندي*

يحق لهذا الشعب العظيم أن يفتخر بالإنجاز ،ويحق لنا أن نطلع العالم على تجربة الأردنيين في الالتزام والوعي والانضباط ،مرت  الأشهر والأسابيع والأيام ونحن في مقاومة هذا الوباء ،تحملنا مروره الثقيل والمزعج ،في مراحل كان يطبق على العالم من كل إتجاه ،فكان جهاد ضد خطر محدق أصاب العالم وبات يهدد الجميع، مرت اللحظات والتفاصيل  الطويلة، وقدمنا نحن الأردنيون تطبيقًا عمليًا  لأفضل الممارسات الصحية  والتنظيمية والإجراءات الاحترازية والوقائية،عجزت عن تطبيقها أعظم دول العالم ،فتكتلت الجهود والحمدلله  بالنجاح ،وأضيف إلى قصص التضحية والتميز الأردنية  قصة جديدة من قصص المواطنة الواعية والملتزمة ،فكان هذا الشعب أيضا منفردا ومميزا عن الآخرين ،وضرب أروع الأمثلة في خوف الإنسان الأردني  ودفاعه عن وطنه وأهله .

السؤال الذي لن تجد له إجابة الا في الأردن ،ماذا فعل الأردنيون عن غيرهم  من دول العالم حتى يكون هذا الإنجاز  العظيم ؟ نعم أنه الأردن قيادة وحكومة وشعبًا ،لغة من التناغم والانسجام ،حب الوطن عنوانا للجميع ،الكل يعمل ومصلحة الوطن فوق كل إعتبار ،الوعي في العقل الجمعي الأردني والحس العالي والعميق بالمسؤولية كان يقود الجميع الى المزيد من العطاء والإنجاز

الأردن “بلد صغير في الإمكانيات”،عبارة تتعارض مع عظمة الإنجاز الأردني ،فيستحيل على بلد ليس لديه إمكانيات أن ينال مرتبة عالمية متقدمة في حسن الإجراء ،والتعامل مع خطر عالمي ضربه شمالًا وجنوباً وغرباً وشرقاً، الإمكانيات الأردنية هي تلك السواعد والنشامى والنشميات، هو ذلك الجيش الأبيض والكادر الصحي المذهل والرائع والذي وضع الأردن في مصاف دول العالم المتقدم في الإجراءات الصحية و الطبية ،الإمكانيات هي القوات المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية التي احتضنت الأردن من شماله إلى جنوبه ومدنها وقراها وأريافه ومخيماته ،الإمكانيات التي نملكها هي حالة سرية من عشق تغلغل في الأرواح بين أردني وتراب وطن وقيادة حكيمة ،وحضن وطن دافي يحمي الجميع،الإمكانيات التي لدينا بفضل الله ليست في أي مكان في العالم  ،التكافل والتضامن بين أبناء الوطن  والحرص والوعي والإجراءات السليمة، والمتابعة الحثيثة من قبل سيد البلاد جلالة الملك المعظم  وسمو ولي عهده الأمين ،كل ذلك كان كفيلا بتحقيق هذا الفرح الأردني الغامر.

“جميعا في قارب واحد و العمل كان بروح الفريق ” فكان الجميع على ذلك القدر من المسؤولية، وكانت جميع القطاعات الاقتصادية على قدر عالي من التناغم ،والحمد لله بعد طول انتظار وصل الجميع إلى بر الأمان وبدأت الحياة تدب في كل مكان ،فتح القطاعات والإجراءات الحكومية الأخيرة والتي أعلنتها الحكومة هي مؤشر إيجابي على قدرة الأردن العالية على التعامل مع أي طارئ في المستقبل لا قدر الله ، ومؤشراً ايجابياً على قدرة الاقتصاد الوطني على التعافي بالسرعة والمرونة ذاتها التي تعامل معها منذ بداية هذه الأزمة، نعم قد تكون الاثار الاقتصادية صعبة وعميقة، ولكن بأذن الله و بفضل الجميع سنتعافى ويتعافى الوطن ، وسنخرج  ويخرج  الأردن أقوى وأكثر مناعة وتماسكاً ،فكل الشكر والعرفان والتقدير و الاحترام إلى النشامى والنشميات  في الميدان الذين واصلوا الليل بالنهار ،لم يثنيهم التعب والجهد عن خدمة المواطن الأردني في كل مكان.

المركز الوطني لإدارة الأزمات، هذا الصرح الوطني الكبير الذي جاء برؤية ملكية سامية ،فكان كبيراً بحجم الأمل المعقود والمسؤولية العظيمة و خلية من العمل الوطني الضخم والمميز، وعلى قدر ثقة سيد البلاد  جلالة الملك المعظم ، فكان العطاء موصولاً والإنجاز كبيراً  بلا حدود .فبارك الله فيهم جميعا ،فرساناً وقادة عظام .

حمى الله الأردن في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة وأدام الله علينا نعمه الكثيره، وأطل علينا بفضله تعالى أيام عديدة من الفرح والإنجاز والعطاء.

*رئيس مجلس إدارة جمعية الفنادق الأردنية

زر الذهاب إلى الأعلى