الهندي يكتب.. السياحة في زمن الكورونا

عبد الحكيم الهندي*
الأردن كغيره من دول العالم يتعامل مع هذه الحالة الطارئة والاستثنائية والتي امتد تأثيرها لمعظم دول العالم، فالإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الحكومة منذ ظهور هذا الوباء العالمي، كانت كفيلة في الحد من انتشاره، اضافة إلى وعي المواطن الاردني وحرصه. الأمر الذي يعتبر نوع من انواع الموطنة الحقيقة التي يمارسها الأردنيون في حال تعرض الوطن لا قدر الله لاي طارىء.
إن تصريحات دولة رئيس الوزراء بخصوص إطلاق مجموعة من الإجراءات التحفيزية للقطاع السياحي من شأنها دعم هذا القطاع الذي ما كان إلا رافداً حقيقياً للاقتصاد الوطني ورديفاً لباقي القطاعات الاقتصادية الأخرى. ان هذا الظرف يتطلب التعاون والتنسيق بين كافة الجهات لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.
قطاع السياحة كباقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، تعرض وعلى مدار سنوات لحالات ارتفاع وهبوط نتيجة للأوضاع التي كانت تمر بها المنطقة ودول الجوار بشكل خاص.
وبالرغم من ذلك استطاع الاردن في كل مرة بحكمة جلالة الملك وتظافر كافة الجهود من تجاوز هذه الظروف والعقبات والتغلب عليها.
إن التخفيف على القطاع السياحي وإعادة النظر بالضرائب والتخفيف منها وتأجيل للقروض وفوائدها مع تعاون الضمان الاجتماعي، سيسهم بصورة فاعلة في إدامة تشغيل المنشآت السياحية والحفاظ على الموارد البشرية التي وضعت جهوداً كبيرةً في تدريبها وتأهيلها، علماً أن القطاع السياحي يشغل عمالة أردنية تتجاوز 55 الف عامل بصورة مباشرة، وبالتالي نحن نتحدث عن ربع مليون مواطن اردني، وهكذا باقي النشاطات السياحية المختلفة من مطاعم وشركات نقل سياحي وباقي العاملين في هذا القطاع العام وعشرات آلاف من المستفيدين من القطاع بطريقة غير مباشرة إن الهمّ العام والتعامل مع الأزمات وفق خطط مدروسة وتحديدا بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن هذا المرض أصبح وباءاً عالمياً يستوجب علينا جمعيا التفكير وإعادة التفكير في طرق الإسناد والتنسيق والتعاون فيدٌ لوحدها لا تصفق كما يقولون. ونحن كقطاع خاص وإيمانا منا بالرؤية الملكية السامية وتوجيهات جلالة ملك البلاد بضرورة فتح باب الحوار وبناء شراكات حقيقة بين القطاعين العام والخاص، ونحن على أهبة الاستعداد للوقوف بجانب الوطن وجهود الحكومة الرشيدة والتي أثبتت خلال تعاملها مع هذه الأزمة رجاحة الإجراءات المتخذة وتعاملها مع المستجدات واخر التحديثات العالمية بكل حكمة. وسيقوم القطاع الخاص بدوره الوطني في مثل هذا الظرف الدقيق هذا القطاع الذي كان دائماً رافداً للوطن فهم أبناؤه وبناته الغيارى على الوطن ومصالحه العليا .
الآن وفي ظل هذا التهديد العالمي والذي اصبح يهدد دول العالم كافة وليس الاردن فقط , يتوجب علينا التعامل معه بكل منطق وهدوء وعقلانية بعيدا عن تداول الشائعات والمعلومات المغلوطة التي من شأنها الاضرار بالمصلحة العامة.
لذا علينا جميعاً ان نتكاثف في هذا الظرف الاستثنائي من خلال وسائل التوعية والارشاد، ووضع خطط بديلة لتخفيف الضرر الواقع على القطاعات المختلفة ومنها القطاع السياحي بالتأكيد.
وكما أشرنا فإن هناك ضرر مادي، فهناك إلغاء وايقاف لحجوزات، وهناك اغلاق لحدود ومعابر، لكن الثقة بالاجراءات الحكومية والفريق الذي يقوده معالي وزير الصحة ومعالي وزيرة السياحة والآثار بما يتعلق بالقطاع السياحي، وهذا التعامل بشفافية مطلقة مع وسائل الاعلام المختلفة والمواطنين، واطلاعهم على اخر المستجدات والتحديثات، اضافة إلى الحملات التوعوية المختلفة، سيكون له اثر ايجابي في الحد من انتشار المرض بإذن الله.
نحن اليوم في الجمعيات السياحية نعيش حالة طوارئ مستمرة وعلى تواصل دائم مع معالي وزيرة السياحة والآثار السيدة مجد شويكة وعطوفة الدكتور عماد حجازين أمين عام وزارة السياحة والآثار وعطوفة الدكتور عبدالرزاق عربيات مدير عام هيئة تنشيط السياحة، وفرق الوزارة المختلفة, ونعمل معاً على وضع الخطط البديلة، والتي ستثمر بإذن الله عن نتائج تسهم في تخفيف الضرر الذي قد يلحق بالقطاع، والذي حقق في السنوات القليلة الماضية، وتحديداً في الربع الأول من هذا العام نسب نمو ممتازة.
لذا دورنا الآن في الوضع الراهن تشجيع السياحة الداخلية والمسارات، وها نحن نعمل حالياً مع وزارة السياحة على اخراج برامج لمسارات سياحية جديدة، وتشجيع القائم منها مثل درب الاردن، وأردننا جنة بأسعار تناسب كافة المواطنين، واتخاذ المزيد من الاجراءات بالتنسيق مع وزارة السياحة والتي كما أسلفنا في حالة اجتماع مستمر منذ بداية أزمة الكورونا.
ندرك تماماً حجم الخسائر التي ألمّت بالقطاع والمستفيدين منه، حيث ألغيت آلاف الحجوزات من السياحة الأجنبية التي يعتمد عليها الأردن كأحد المداخيل الرئيسية للإقتصاد الوطني. ناهيك عن ما هو متوقع من خسائر لن تترك أحداً في طريقها، لكن بالنهاية هي فترة صعبة على العالم بأسره وتحدٍ كبير.
نشكر الله على أننا من اقل الدول تضرراً, ولكن علينا جميعا أن نقف جنباً إلى جنب لتجاوز الأزمة، والمساهمة مع الجهود الحكومية في حملات التوعية والارشاد للعاملين في هذا القطاع ولجميع المواطنين، وكافة مرتادي الفنادق، والمواقع السياحية بكافة انشطتها الأمر الذي سيسهم في ابعاد شبح هذا الوباء عنا، وسنتجاوز ويتجاوز العالم هذه المرحلة الصعبة. هذه المرحلة والتي تعد بمثابة اختبار حقيقي لتعاملنا مع الأزمات على اختلافها. حمانا وإياكم الله.
* رئيس جمعية الفنادق الأردنية