الهندي: “فندقيّون” أُستشهدوا جرّاء تصدّيهم للوباء.. والشروط التعجيزية حرمتنا “القروض”

 

خاص ل”كرم الإخبارية” – حاورتهُ : بثينه السراحين

تحدّيات جسيمة صارعتها منشآتنا الفندقية والسياحية في ظل إستشراء وباء “كورونا”؛ منذ ما يزيد على عام شهد مواقف بطولية لكوادر هذا القطاع الحيوي، ممن تصدّر رجالاته المشهد الوطني حين سخروا إستثماراتهم وكوادرهم البشرية لجهة مجابهة التهديدات الجمة على السّلم والأمن المجتمعي.

وكان أن إشتبك رموز هذا القطاع الملتحم بالوطن على نحو مباشر مع الحدث؛ وفي مقدمتهم القطب السياحي الأبرز عطوفة المهندس “عبد الحكيم الهندي”، والذي استبسل في ترجمة دوره الريادي هذا عبر مواقعه العديدة كقائم على جمعية الفنادق الأردنية التي يرأسها؛ وكنائب لرئيس هيئة تنشيط السياحة؛ وكمؤسس وقيادي لأبرز منشأة فندقية تعليمية في الإقليم (عمون) الفندقية الجامعية؛ ما مكنه من وضع إستراتيجيات مُحكمة لإدارة هذا الملف الهام.. والتي يطالعنا بها في حوارنا التالي معه؛ ممن كشف خلاله عن إرتقاء العديد من “الفندقيين” كشهداء للواجب الإنساني والوطني أثناء تصدّرهم جبهة النضال الأولى ضد “الجائحة الكورونية”:

 

*وزير الإعلام صخر دودين حفز “الفنادق” على التحول إلى “منشآت حصينة” قادرة على ممارسة عملها دون معوقات وصولاً لتقليص خسائرها؛ وذلك في إشارة منه لضرورة تلقي طواقمها المهنية للقاح “كورونا”..هل تتوافقون معهُ؟ وهل من إجراءات تعكفون عليها في “جمعية الفنادق الأردنية” بهذا الخصوص؟

منذ بدء الجائحة؛ عملت “جمعية الفنادق الأردنية” بجهود جبارة تفوق حجم كادرها الوظيفي لجهة مساندة مؤسسات الدولة، والعمل معها كتفاً بكتف من خلال المركز الوطني للأمن والأزمات، فتواجدنا منذ اليوم الأول للجائحة في مركز الأزمات وشاركنا الدولة مهامها بكل ما أوتينا من عزم وعزيمة من منطلق الخوف على أرواح المواطنين، وواصلنا الوقوف الى جانب أجهزة الدولة كخط مساند ضد هذه الجائحه ولغاية الربع الأخير من عام 2020.

وكنا في “جمعية الفنادق الاردنية”، ومنذ بدء إكتشاف اللقاح، من أوائل القطاعات التي طالبت بضرورة منح اللقاح للعاملين بالمنشآت الفندقية بإعتبارهم من أكثر الأشخاص تعرّضاً لجائحة “كورونا”؛ وذلك عبر تواصلهم المباشر مع المصابين الذين تم حجرهم في الفنادق. وعليه قُمت بمخاطبة دولة رئيس الوزراء ومن خلال كتاب خطي ومنذ ما يزيد على شهور أربعة؛ أي بالتزامن مع إكتشاف اللقاح ، بحيث تحدد الأولوية في إعطاء اللقاء على النحو التالي: الفئة الأولى لكبار السن من الفئة العمرية (٦٠) عاماً فما فوق. والفئة الثانية للعاملين في القطاع الفندقي كونهم من أكثر الفئات  التي كانت وما زالت على تماس مباشر مع المصابين بفايروس كورونا.

*الفندقيون” تصدّروا جبهة النضال ضد جائحة كورونا منذ الوهلة الأولى.. فهل من خسائر بشرية مُني بها هذا القطاع جرّاء إشتباك كوادره المُباشر مع الأزمة الصحية وعملهم في بؤرة الوباء؟

“القطاع الفندقي” بإعتباره كان ضمن خطوط التماسّ الأولى مع مصابي “كورونا” فهو كغيره من القطاعات تكبد العديد من الخسائر البشرية؛ في مختلف فئاته العمرية والمهنيّة. ولإيماننا المطلق بضرورة تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة فقدنا – وللأسف-  عدداً من أبناء قطاعنا السياحي ممن حملوا المسؤولية وكانوا على قدر المهمة.

*وما نسبة البطالة التي خلفتها الجائحة في قطاعكم بُعيد عام على محنةٍ جففت موارده المالية؟

عدد العاملين في القطاع السياحي ممن فقدوا وظائفهم جرّاء “كورونا” بلغ زهاء 4830 موظفاً، علماً بأن المستثمرين في القطاع السياحي جاهدوا من أجل الإبقاء على موظفيهم.. وبذلوا في ذلك جُلّ إستطاعتهم.

*”الفنادق الأردنية” أظهرت إلتزاماً عالياً بالبروتوكول الصحي وكما طوّعت مبانيها منذ نشوء الجائحة الصحية لجهة خدمة المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات.. فما المطلوب في المقابل من الدولة الأردنية المُعاجلة بفعلهِ لجهة دعم قطاع حيوي يشهد اليوم نزيفاً حاداً من الخسائر؛ نجم عنهُ إغلاق (80%) من فنادق 3 نجوم فما دون وفق تقرير “منتدى الإستراتيجيات الأردني”؟

نأمل في “جمعية الفنادق الأردنية” والتي تمثل القطاع الفندقي برمّته، بأن تنظر الحكومة لنا بعين الرحمة والأمل؛ عبر توفيرها الدعم المالي الحقيقي لإنقاذ الفنادق من الإغلاق، وضخ الأموال بما يتناسب وحاجات القطاع. وكذلك العمل على إعفائنا من الإلتزامات التي تترتب علينا لمختلف المؤسسات؛ مثل: أمانة عمـان الكبـرى، والضمان الاجتماعي؛ المياه؛ الكهرباء؛ الضريبة؛ فوائد القروض؛ وغيرها الكثير الكثير.

*عمّ أثمرت مطالبتكم للحكومة عبر “لجنة السياحة النيابية” بشمول كافة القطاع الفندقي بحزمة قروض مستعجلة وميسرة ومخفضة الفوائد؛ وهي التي لم يفد منها سوى 10% من منشآتكم منذ أن أعلن عنها البنك المركزي – حسب تصريحات سابقة لكم؟

تقدمنا بالعديد من المطالب لتدعيم صمود قطاعنا الفندقي في ظل ظروف الجائحة العصيبة، ومن ثمّ تلقينا الموافقة على منحنا “قروض” لم نفد منها لأسباب تتعلق بشروطها التعجيزية؛ كإقترانها بوجوب تقديم ميزانية لا تحتوي على خسائر!!، فكيف  يتحقق ذلك لقطاعنا السياحي الذي مُني بالخسارة جراء الجائحة؟! وسبقتها خسائر متصلة بعوامل جيوسياسية تعانيها المنطقة الملتهبة والمحيطة لبلدنا الحبيب.

*أطلقت الحكومة صندوق “المخاطر السياحية” في بداية كانون أول الماضي بقيمة (20) مليون دينار لدعم القطاع السياحي، فإلى أي حد قلص هذا الصندوق من مخاطر الجائحة الكورونية على قطاعكم الفندقي؛ والسياحي بعمومه في ظل ترجيحات لوزارة السياحة والآثار حول خسائر جاوزت (85%) من عوائد القطاع السياحي بحلول منتصف تشرين الثاني 2020م؟

“صندوق المخاطر السياحية” لم يتم إقراره حتى يومنا هذا؛ وذلك على الرغم من وضع مسودته لغايات دراستها قبل إطلاقه. إلا أنه لم يترجم لواقع عملي بل اقتصر على مجرد الإعلان عنه كفكرة فقط.

*مجهودات “جمعية الفنادق الأردنية” تتعاظم لجهة تحصين منشآتها وكوادرها البشرية من الأثر الجسيم للجائحة، ومجهوداتكم هذه أثمرت عن إعفاءات في رسوم الترخيص والغرامات للعام الجاري، في حين أنكم ماضون ببرامجكم التأهيلية للعاملين في القطاع وقدمتم له (50) منحة دراسية إلكترونية، وكما تواصلون تحفيز (الإستثمار) في القطاع الفندقي رغم التحديات.. ماذا عن التفاصيل الأوفر لجهودكم في تطوير وخدمة قطاعكم خلال الجائحة؟

جهودنا متواترة لجهة خدمة قطاعنا، فبالإضافة لكل ما سبق ذكره، فقد قمت بمخاطبة الجهات المعنية بخصوص قانون الإستثمار، ووضع توصيات لتشجيع وتحفيز وجذب المستثمرين؛ وصولاً لإقامة المشاريع السياحية في جميع المحافظات ببلدنا الحبيب.

 *طرحت “هيئة الإستثمار” مؤخراً (25) فرصة إستثمارية في قطاع السياحة، مبينة وعلى لسان ناطقها الإعلامي بأنها قامت بإعداد هذه الفرص بالتشاركية مع القطاعين الرسمي والخاص.. فهل تعتقد – وبصفتك كخبير سياحي وقائم على الشأن الفندقي في بلدنا – بأن العاصمة عمان بحاجة لمنشآت فندقية (جديدة) وبقيمة (167) مليون دولار توفرها هذه الفرص؟

الدور الملقى على عاتقنا هو تشجيع المستثمر وجذبه نحو مناطق أخرى، ذلك أن  العاصمة “عمان” مُشبعة ومكتفية لناحية أعداد الغرف الفندقية داخلها ، وقد قمت بتقديم توصيات لتشجيع الإستثمار، وتسهيل معاملات المستثمرين خارج محافظة العاصمة عمان.

*الجائحة الكورونية بدلت معالم الخارطة السياحية الوطنية؛ ما تفاصيل هذه المتغيرات (وبالأرقام إن أمكن) ؟ وهل أسهمت هذه المتغيرات في تغذية بؤر سياحية على حساب تفريغ بؤر سياحية أخرى؛ خاصة في ظل شبه إنعدام للسياحة الخارجية؟

نعم  صحيح.. فالجائحة بدلت معالم الخارطة السياحية لبلدنا؛ من حيث توزيع عدد الزوار وتركزهم في مناطق سياحية معينة على حساب تفريغ أخرى. ومثال على ذلك انقطاع السياح عن زيارة “عمان” و”البتراء”. فقد أصبحت مدينة “البتراء” في الوقت الحالي منطقة خاليه من أي زائر (محلـي أو أجنبي )، وأصبح الزائر المحلي يتجه  الآن إلى “العقبة” و”البحر الميت”. ومن خلال متابعاتنا الميدانية في العاصمة عمان ومنطقة البحر الميت في الربع الأخير من العام الماضي 2020 ولغاية الأن رصدنا بأن نسب الإشغال في منطقة عمان لا تتراوح عن 15%، فيما تبلغ في منطقة البحر الميت نحو 40 % .

*”هيئة تنشيط السياحة” تجهد في إنقاذ سياحتنا الوطنية من الإنهيار جراء الظرف الصحي الشائك، وشرعت في وضع إستراتيجيات تتواءم والوضع الراهن الصعب، فاستحدثت آليات تسويقية جديدة، وتمضي اليوم في التنسيق مع هيئات سياحية عالمية؛ ماذا عن تفاصيل هذه المجهودات؟ وهل يمكننا المراهنة عليها لمستقبل أفضل لسياحتنا المنكوبة اليوم؟

وضعت الهيئة ومنذ بدء الجائحة استراتيجيات تسويقية جديدة من ضمنها إثراء المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، واطلاق منصة زيارة الاردن من البيت بتقنية virtual Tour، الزيارة الافتراضية لمعظم المواقع السياحية . كما تم تحليل الاسواق الخارجية واستهداف السائح المحتمل عند استقرار الوضع الوبائي من خلال اطلاق برنامج حوافز للطيران العارض الى العقبة . كما تم تصوير عدة أفلام وتم نشرها عبر المواقع العالمية. في حين جرت لقاءات عديدة – من خلال تقنية زوم – ما بين قطاعنا السياحي الأردني ونظراء لنا في مكاتب السياحة العالمية.

*”هيئة تنشيط السياحة” – وعلى الرغم من التحديات الجمّة – سطرت نجاجاً بارعاً عبر برنامج “أردننا جنة” المدعوم من قبل وزارة السياحة والمخصص لتنمية السياحة الداخلية وتنشيطها… فهل لديكم مخططات مستقبلية لتطوير هذا البرنامج؟

جهزت الهيئة لحملة تسويقية مكثفة في الاسواق المستهدفة، وسيتم اطلاقها بعد استقرار الوضع الوبائي . كما اطلقت الهيئة منصة سلامتك لتسويق واستقطاب السياحة العلاجية من الدول العربية .

*شرعتم أبواب كليتكم (عمون) الفندقية الجامعية أمام الطلبة الراغبين بالإلتحاق ببرنامجيّ البكالوريوس والدبلوم وبدعم مالي سخي نسبتهُ (50%)، وواصلتم تقديم دورات تدريبية بأسعار تخفيضية.. كيف جسّرت إجراءاتكم هذه الطريق أمام الراغبين بالتعلم لديكم في ظل أوضاع إقتصادية متردية للعائلة الأردنية؟

“كلية عمون الجامعية التطبيقية” هي كلية غير ربحية و تستخدم الموارد المتاحة سواء الاكاديمية اوالادارية اوالمالية بافضل كفاءة ممكنة.

وتعتبر رسوم الساعات المعتمدة في الكلية هي ادنى من مثيلاتها في الجامعات والكليات الجامعية في الاردن، وبالتالي، فهي في متناول ميزانية العائلة الاردنية التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة.

ويعمل في كلية عمون الجامعية التطبيقية كوادر اكاديمية وتدريبية مؤهلة جيداً ولها خبرة طويلة، وبالتالي تقدم افضل ما يمكن حين تركز هذه الكوادر على تطوير المهارات والسلوك بالاضافة الى المعرفة الاكاديمية.

وعادة ما تحرص عمادة الكلية على المتابعة اليومية للبرامج الدراسية والمحاضرات النظرية والعملية، وبشكل خاص التعليم الالكتروني والمدمج في الوقت الحالي، لتضمن بان تكون بافضل صورة ممكنة، وبدون تشتت او ضياع في الوقت، مما يسمح باستغلال افضل الكفاءات الاكاديمية والتدريبية.

وتنظم الكلية عملية التدريب الميداني للطلبة في المؤسسات الفندقية مما يسمح لهم باكتساب المهارات التطبيقية العملية، وهذا يسهل حصولهم على وظائف باستمرار افضل من اي خريجين آخرين في نفس القطاع، حيث تصل نسبة التشغيل بين الطلبة الى 100% عند تخرجهم.

ويظل هدف الكلية الاساسي هو تصدير نوعية من الخريجين اصحاب المهارات والكفاءات العالية للسوق الاردني والاقليمي، حيث انها لا تسعى للربح، وهذا ما يميز التعليم الجيد عن غيره، فالتعليم الذي يسعى الى الربح يكون ضعيفاً.

*حصلتم في كليتكم (عمون) الفندقية الجامعية؛ على شهادة الجودة TedQual لمرتين متتاليتين، وأحرزتم الريادة في الإدراج المؤسسي للإطار الوطني للمؤهلات، وشهادة الحسن بن طلال للتميز العلمي، كما أحرز خريجو كليتكم جوائز عالمية وبطولات عربية في فنون الطهي والحلويات… ما سرّ هذا التفوق والتميز الذي تحظون به لناحية مهارة الإدارة والكوادر التعليمية؟

ان المؤسسات الريادية القادرة على ادارة كادرها الوظيفي وتطبيق اعلى مقايس الجودة والتمييز يعود لاسباب منها :

1- الادارة ذات الخبرات العالية في مجال القطاع السياحي والفندقي تحديداً ، فلدينا هيئة مديرين ذات باع طويل بالعمل السياحي سكبت خبرات في كلية عمون الجامعية.

2- الادارة المباشرة لهذا الصرح التعليمي من خلال ادارتي وتوجيهاتي بحكم تواجدي الدائم ووقوفي على كافة تفاصيل العمل وتواجدي الدائم في اي خلاف او اشكالية قد تؤثر على سير العمل .

3- تعاملي مع الموظفين كموجه واب ودوري الحقيقي بتأكيد الشعور لدى الموظفين بان هذا الصرح العظيم هو بيتكم ومنكم ولكم فالكل يعمل الفريق الواحد هدفهم الاول مصلحة العمل ودعم الطلاب.

4- ولا ننسى الدور الكبير الذي يبذله عميد كلية عمون الجامعية وفريقه الاكاديمي من دكاتره واستاذه على مستوى عالي من النواحي الاكاديمية والتدريبية.

ويبقى هدف الكلية الراسخ والدائم هو جعلها مركزاً متميزاً Center of excellence للتعليم الفندقي والسياحي، وتعمل ادارة الكلية بجميع كوادرها الاكاديمية والادارية على تحقيق هذا الهدف.وعليه؛ هناك استغلال امثل للموارد سواء اكاديمية ادارية او مالية ليعكس تحقيق هذا الهدف.

أضف لما سبق أن نوعية الهيئة التدريسية والادارية تعتمد على الكفاءة والمقدرة وليس على المحسوبية. وكما تسود روح الفريق بين جميع العاملين فيها مما يساعد في تحقيق التميز والابداع. ناهيك عن وجود مراجعة دورية للبرامج والمناهج التي اعدت لتقدم أفضل ما يمكن تقديمه للطلبة؛ وضمن الامكانيات المتاحة.

وعموماً؛ تتمتع الكلية بعلاقات دولية مع المؤسسات الاكاديمية ذات العلاقة وتستفيد من خبراتها مثل Eurhodip ومنظمة السياحة العالمية واكاديمية الضيافة الامريكية؛ وغيرها.

ولكل هذه الاسباب تحقق كلية عمون الجامعية التطبيقية النجاح تلو النجاح ولا شك ان لدعم مجلس الامناء وهيئة المديرين دور في تحقيق هذه الاهداف.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى