الهندي: “الأردن جنة” سينعكس إيجابا على السياحة الداخلية

قال مختصون وخبراء وعاملون في القطاع السياحي ان مستوى المنتج السياحي بالرغم من ارتفاع تكاليفه لا يرتقي إلى مستوى الخدمات الواجب توافرها.

وأكدوا وجود منافسة قوية في أسعار المنتج السياحي مقارنة بالدول الأخرى التي تتفوق على المحلي من حيث الخدمات و الجودة.

وبين الخبراء ان الأردن غني بالمواقع السياحية المتنوعة المنافسة التي من المفترض ان تتصدر القطاع السياحي الاقليمي الا ان الأسعار و رداءة الخدمات المقدمة تحول دون تنافسيتها، وفقا ليومية الرأي.

وحول هذا الموضوع تحدث الخبير في القطاع السياحي ورئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر السابق شاهر حمدان قائلا، أن دخل الفرد الأردني أصبح غير مشجع للسياحة الداخلية أو الخارجية.

وبين حمدان ان تقديره من خلال متابعته خلال العام الماضي للسياحة الصادرة من الاردن الى الخارج كان حوالي 80 الف شخص وانخفض في هذا العام ليصل إلى حدود 30 الفا، بينما اختلفت عادات السفر للأغلب حيث كانت رحلتين في العام لتصبح رحلة واحدة تقريبا او دونها على حد تعبيره.

وفي رده على استفسارات ازاء مدى جدوى استبدال السفر للخارج بالسياحة الداخلية من حيث الوضع المادي وهل وفيما اذا كان هناك بديل مجدي أجاب حمدان ان الوضع الاقتصادي بشكل عام صعب وقال «يبدو ان توجهات الأفراد في هذا الصدد اختلفت، فعند النظر الى بديل للسفر او قضاء للعطل أرى أن السياحة الداخلية أكثر جدوى من الخارجية رغم ان الفنادق تعد اسعارها مرتفعة جدا مقارنة بالخارج».

وتابع حمدان «ان المعيقات في المنتج السياحي المحلي المقدم هي الاسعار المرهونة بحزمة السفر، فعند المقارنة على سبيل المثال بشرم الشيخ وميزته كمنتجع مغلق تأخذ عند السفر إليه حزمة او package كامل يضم (الاكل والشرب والنوم واللعب) ناهيك عن المرافق المتنوعة والتي تناسب الصغار والكبار».

وقال ايضا ان عناصر السياحة في الاردن تشهد ضعفا في المرونة وعدم تطوير للمنتح، وضرب حمدان مثالا بالبحر الميت حيث قال انه لا تتوافر فيه سوى الفنادق، رغم احتياجات المنطقة الى مدينة ملاهي او skiing او رحلة في داخل البحر الميت في قارب صغير، مشيرا الى ان اعداد السياح فيه كبيرة ولكنها محصورة في يوم او يومين لقلة الفعاليات هناك، وقال ان سحر المكان يمكن تنشيطه سياحيا اذا بذلنا مزيدا من الجهود حول قصة للمكان واستحداث مرافق ترفيهية وبرامج جديدة للمنطقة.

واعتبر حمدان ان استثمار السائح الاردني داخل بلده أمر في غاية الاهمية، لافتا الى انه عند سفر الاردني لغرض السياحة في دولة معينة، فان حزمة السفر تكون واضحة لكن المصاريف الجانبية تكون مضاعفة، وهو ما يستوجب تطبيقه محليا على حد تعبيره لانعاش السياحة الداخلية واستثمار الأموال في الداخل، وقال ان مشكلتنا الكبرى تكمن في عدم توفر الخدمات في المواقع السياحية بالشكل اللائق والايجابي للمواطن الاردني.

وفي الاردن هناك آلاف المناطق السياحية والاثرية بدءاً من شمال المملكة الى جنوبها في مناطق عدة باربد وعجلون وجرش المفرق والكرك ومعان والعقبة والطفيلة علاوة على البحر الميت اخفض نقطة في العالم والمدينة الوردية البتراء

وفي ذات السياق، اتفق حسن عبابنة وهو دليل سياحي وخبير في القطاع ورئيس لجمعية الادلاء السياحيين سابقا مع حمدان في بعض المعيقات التي تواجه السياحة الداخلية وقال «باختصار.. انا كشخص اتردد على كل المنشآت السياحية في الاردن، وأرى ان الاسعار لا ترتقي لجودة ونوع الخدمة المقدمة».

وأضاف ان المنشآت السياحية التي يرتادها السائح الداخلي، لا ترتقي لجودة ونوع الخدمة المقدمة، موضحا من خلال تجربته الشخصية ان اغلب المطاعم السياحية باستثناء عدد قليل منها ترتادها المجموعات السياحية الأجنبية يبيعون الوجبة بـ10-12 ديناراً باتفاق مسبق مع المطعم مقابل أن يجلب المجموعة عنده، في حين تباع هذه الوجبات للسائح الاردني بما قيمته 20-30 ديناراً، ويعزون ذلك لارتفاع الضرائب وأسعار الكهرباء.

وبين عبابنه ان وزارة السياحة لا تشعر بمسؤولية دورها الرقابي، في الوقت الذي تم فيه اطلاق برنامج (الاردن جنة) وهو مشروع جيد ولكن تنقصه الرقابة، لاعتباره متمما لبرنامج (الاردن احلى) وقال «كنا نعاني من رداءة وسوء الحافلات السياحية، وكأن السائح الداخلي لا يرتقي لخدمة ممتازة»، مشيرا إلى دور وزارة السياحة الرقابي المقتصر فقط على حدوث المشكلة، مؤكدا ضرورة ان تكون القرارات الصادرة صارمة ولا ان تكون على ورق فقط ومحاسبة المقصرين

وأكد عبابنه ان القطاع السياحي منذ سنتين يشهد انتعاشا، ولابد من النظر مليا في تعزيز انعاشه بالسائح المحلي وتسخيره بشكل لائق للمجتمع المحلي مبينا ان السياحة بمثابة النفط للاقتصاد الوطني.

أما رئيس جمعية الفنادق الأردنية عبد الحكيم الهندي قال بدوره أن الحكومة تشجع المواطن الاردني بدفعها 40% من قيمة البرنامج من خلال برنامج «الأردن جنة» والذي اطلقه سمو الامير حسين بن عبدالله الثاني في شهر رمضان.

وبين الهندي «نحن كجمعية نحاول تنشيط المواقع السياحية الجديدة، حيث لا تقتصر سياحة المملكة على العقبة ووادي رم والبحر الميت فهناك جرش وعجلون والطفيلة والعديد من المواقع السياحية الجميلة.

وتابع الهندي ان هذا المشروع السياحي الوطني الجديد الذي تبنته وزارة السياحة، سيكون له صدى إيجابي على واقع السياحة الداخلية، وتوقع حدوث فرق في العام الحالي واستدراك الخلل من البداية، وبين ان مدة البرنامج هو شهرين ونصف، سيتم خلالها عمل مقارنة باعداد السياح المحليين بالعام الماضي لمعرفه مدى نجاح البرنامج وتحقيق أهدافه، ليصبح برنامجا يمتاز بديمومة على مدار العام.

وأكد مدى جدية الحكومة والقطاع الخاص في إنجاح وزيادة أعداد السياح المحليين لكافة أنحاء المملكة،

مشيرا الى ان السياحة لا تقتصر على البحر ميت والعقبة وفنادق الخمسة نجوم.

وأشار الهندي إلى أن هنالك تطورا في استحداث خدمات ومرافق سياحية جديدة وان السياحة تتطور بتطور المنتج المقدم، فهناك مدينة مائية ضخمة يتم العمل عليها، وهنالك التلفريك تحت الإنشاء في عجلون، قال «نعمل يدا بيد لتطوير منشآت سياحية جديدة من خلال جلب مستثمرين للمملكة».

ولفت الى ان الهدف هو تطوير المنتج للارتقاء بالخدمات المقدمة سواء للسائح الأجنبي والمحلي، مؤكدا ان الوزارة وشركائها يسعون لتطوير المنتج بطريقة مهنية، مستهدفا رفع جودة المنتج ونوعيته حتى لا يضطر المواطن الاردني للبحث عن منتج بديل خارج الأردن.

زر الذهاب إلى الأعلى