النوافلة يتوقع زيارة مليون سائح للبتراء في 2018 (صور)

كرم الإخبارية – خاص – وسام نصرالله
الصور بعدسة: إبراهيم الرنتيسي
أكد رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور محمد النوافلة أن الواقع السياحي في “البتراء” بدأ يتعافى ويخرج من حالة الاحباط التي شهدها القطاع السياحي بشكل عام خلال السنوات الماضية.
وقال الدكتور النوافلة أن أكبر دليل على بدء تعافي قطاع السياحة هو تزايد أعداد السياح مقارنة بالسنوات الماضية، مبينا أن عدد زوار “البتراء” حتى نهاية شهر تشرين ثاني الماضي بلغ 560 ألف سائح، مقارنة ب 460 ألف سائح خلال عام 2016، أي بزيادة مقدارها 100 ألف زائر.
الظروف الإقليمية
وبين الدكتور النوافلة في تصريحات خاصة ل”كرم الإخبارية” أن سبب تراجع أعداد السياح خلال الأعوام السابقة، يعود بالدرجة الأولى للظروف الإقليمية التي عصفت بالمنطقة وأثرت بشكل مباشر على قطاع السياحة في المملكة.
وأوضح الدكتور النوافلة على هامش الجولة الإعلامية التي نظمتها شركة جبل النور الاردنية السعودية بالتعاون مع “إذاعة حياة اف ام” وهيئة تنشيط السياحة وسلطة إقليم البتراء في منطقتي البتراء والعقبة، أنه منذ بدايات “الربيع العربي” عام 2011 انحسرت أعداد السياح بشكل كبير، بحيث انخفضت أعدادهم من مليون زائر في 2010 إلى 500 ألف سنويا حتى عام 2016 .
ارتفاع أعداد السياح
وأبدى الدكتور النوافلة تفاؤله بعودة السياحة لسابق عهدها في البتراء مع بداية العام المقبل، وارتفاع أعداد زوار المدينة الأثرية لما يقارب المليون، مؤكدا أن هذا التفاؤل مبني على مؤشرات تستند على حجوزات الفنادق والطلب من المكاتب السياحية، وعودة الاستقرار للمنطقة على المستوى السياسي ولو بشكل تدريجي.
وفيما يتعلق بأبرز المشاريع التي تعمل عليها “مفوضية البتراء” لتنشيط وتطوير الواقع السياحي، قال الدكتور النوافلة: “إن مشاريع البنية التحتية كانت تشكل ضرورة ملحة في ظل حالة الركود السياحي، فكان مشروعنا الأول متحف البتراء، هذا المشروع المهم والضروري كون البتراء لا تحتوي على أي متحف يضم قطعها الأثرية المتراكمة في المستودعات، ومن المشاريع الحيوية الأخرى تنشيط الطريق الخلفي لمدينة البتراء الأثرية، ليكون ضمن المسارات السياحية، وكذلك عملنا على استملاك القرية القديمة في بلدة وادي موسى المحاذية للبتراء لتكون مركزا للصناعات الحرفية والتقليدية وستحمل اسم “ل جي” وهو الإسم القديم للبلدة، إضافة إلى مشروع تطوير وسط البلد الذي يربط قرية “ل جي” مع الأماكن والمنشآت السياحية الأخرى في البلدة، لتكون نقطة جذب للسياح الذين لا يجدون مكانا يذهبون إليه بعد الانتهاء من زيارة آثار البتراء”
أم صيحون
وعن إشكالية أهالي قرية أم صيحون وعودة جزء من أبنائها للسكن في كهوف البتراء داخل المحمية الاثرية، بسبب قلة مساحة الأراضي المخصصة لهم، أكد النوافلة أن “المفوضية” تسعى بكل جهدها لحل إشكالية نقص مساحة الأراضي المخصصة لأبناء القرية، والتي لا تتعدى مساحتها ال 1 كم مربع”. ويقول: “كان عدد سكان “أم صيحون” في بدايات انشائها لا يتعدى ال 300 نسمة، ولكن مع الزيادة السكانية خلال العقود الثلاثة الماضية فإن سكان القرية تجاوزعددهم الثلاثة آلاف نسمة، وبالتالي حدثت اشكالية نقص مساحات أراضي القرية، وحدوث الاكتظاظات السكانية”، مبينا أن هناك خطة تعمل عليها “مفوضية البتراء” بالتعاون مع وزارة السياحة ورئاسة الوزراء لاستحداث أراضي جديدة لسكان القرية، وذلك بالتراضي معهم.
السير بالاتجاه الصحيح
بدوره أكد مدير شركة جبل النور للسياحة الدكتور عبد الباسط روبين أن الفترة الحالية تشهد نموا مضطردا في قطاع السياحة، تبشر بالخير خلال الموسم المقبل.
واشار الدكتور روبين إلى أن الواقع السياحي في الاردن بدأ يعود لما قبل أحداث الربيع العربي التي عصفت بالمنطقة، واصابت القطاع بنكسة كبيرة ألقت بظلالها على المشهد السياحي بشكل عام.
وبين الدكتور روبين في تصريحات خاصة ل”كرم الإخبارية” أن الأرقام تشير بما لا يدع مجالا للشك أن القطاع السياحي يسير بالاتجاه الصحيح، موضحا أنه خلال الربع الأخير من العام الحالي 2017 حققت شركته مالم تحققه في السنوات الثلاث السابقة.
وشدد الدكتور روبين على الدور المحوري والمركزي الذي يلعبه جلالة الملك عبدالله الثاني في إطار تنشيط الواقع السياحي، والجهود التي يبذلها خارج الأردن لإبراز الوجه الحضاري والجميل للوطن.
وقال الدكتور روبين أن هناك توجيهات كبيرة من جلالة الملك للحكومة بالعمل على خدمة المواقع السياحية، وتقديم أفضل الخدمات المميزة والرفاهية لإتاحة المجال للسائح الإقامة أكبر عدد من الأيام في الأردن.
“الأردن أحلى”
وفيما يتعلق بالتنسيق مع وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والجهات المعنية بالقطاع السياحي أكد الدكتور روبين أن وزارة السياحة تتحرك بشكل كبير في المشهد، وأنها طرحت برنامج الاردن أحلى للأردنيين بخصم يصل إلى ما نسبته 50% على الفنادق والمواقع السياحية من مثل: البترا وعجلون والشوبك ووادي رم والعقبة .
وبين الدكتور روبين أن التفاعل مع “الأردن أحلى” كبير، وأن هناك ضغط كبير من قبل المواطنين للإستفادة من عروض البرنامج.
100 حافلة سياحية خلال شهر
وأشار الدكتور روبين إلى أن “جبل النور” لوحدها سيرت 25 حافلة سياحية خلال الأسبوع الماضي، وأن الشركة بصدد تسيير عشرات الحافلات السياحية خلال الاسبوعين المقبلين. مقدرا في الوقت ذاته عدد الحافلات التي سيرتها الشركة خلال شهر تشرين ثاني الماضي بحوالي 100 حافلة سياحية.
وأوضح الدكتور روبين أن الأرقام سابقة الذكر في أعداد الأفواج السياحية ما كانت لتكون بكل هذا الزخم، لولا الدعم والشراكة مع وزارة السياحة و”هيئة التنشيط” وسلطة إقليم البتراء.
وعن الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص في مجال السياحة قال الدكتور روبين: “إننا نعمل ضمن منظومة واحدة لذلك فنحن نتعامل على مبدأ الشراكة بين القطاعين وتكامل الأدوار بينهما، لأن الكل يعمل لمصلحة الاردن ورفع إسمه عاليا وتسويقه سياحيا بأفضل الوسائل والطرق الممكنة”.
وبخصوص التشريعات والقوانين المتعلقة بالقطاع السياحي وإن كان هناك تعقيدات تواجه الشركات العاملة بهذا المجال بين الدكتور روبين أنه حتى لو وجدت بعض العوائق والتعقيدات فإنها على الأغلب تكون بسيطة، وأنه يتم العمل على حلها عبر الاجتماعات والاجراءات المشتركة.
جدير بالذكر أن الجولة التي قام بها الإعلاميون شملت زيارة الأماكن الأثرية في مدينة البتراء وحضور المؤتمر الصحفي الذي عقد في منطقة البيضاء بالتعاون مع إذاعة حياة اف ام للحديث عن برنامج “الأردن أحلى” والانجازات التي حققتها سلطة اقليم البتراء في تطوير المنتج السياحي… كما قام الإعلاميون برحلة بحرية على متن إحدى القوارب السياحية في العقبة.
ويستمر برنامج الاردن أحلى حتى نهاية العام الجاري، بهدف انعاش السياحة الداخلية وتحفيزا للمواطن لزيارة المواقع الاثرية والسياحية بالمملكة، والتعرف على موجوداتها من ارث حضاري وتراثي كبير، بحيث يقدم بأسعار رمزية.