النداءُ الأخير للأقصى الأسير

حيدر محمود

يا «أَلْفَ مليون مخلوقٍ»، لو اجْتَمعوا

لَزَلْزَلوا الكونَ: قاصيهِ، ودانيهِ

لكنّهم أُمَمٌ شَتّى.. مُقَطّعةٌ

أوصالُها.. فَهْيَ من تيهٍ، إلى تيهِ

ومن هوانٍ على الدّنيا، وأَنْفُسِهِمْ

إلى هَوانٍ.. وإذلالٍ.. وتَسْفيهِ!

دينُ الكرامةِ هذا الدّينُ.. فانْتَفِضي

يا رُوحَهُ.. وابْعَثِيهِ في سواقيهِ

وأَرْجعيهِ إليها، أَرْجِعي مُهَجاً

ظمأى، إليه، ليرويها.. وتَرْويه

وأطلعي في «صحارينا» النَّخيل.. ففي

ظلِّ النّخيل، بدأنا ما سَنُنْهيهِ!

وفَجّري في الرّمالِ الهاجعاتِ لَظىً

يُعيدُ تاريخَنا الزّاهي.. ويُحْييهِ!

يا رُوحَ إسلامِنا العملاقةَ اشْتَعِلي

وأشْعلي الزَّمنَ القاسي.. بمن فيهِ!

وأيقظي «الألفَ مليونٍ»، فإنّ لهم

وَعْداً -إذا ما ابتدا- يُخشى تَواليهِ

أَغْنى بني الأرضِ، أَقْواهُمْ لو اجْتَمعوا

لكنَّ تيهَهُمُ.. أَقْسى من «التّيهِ!»

لا يَرْهبُ الخصمُ شيئاً، مِثْلَ صَحْوَتِنا

وغيرَ إيمانِنا.. لا شيءَ يَثْنيهِ!!

يا أَيُّها «المارِدُ» استيقظْ على دَمِنا

هذا الذي في دروبِ «القُدسِ» نُجريِهِ!

نُكَحِّلُ «المسجدَ الأقصى» به، وبِهِ

عند الصلاةِ -إذا قامَتْ- نُحنّيهِ..

إذا قَضَيْنا جميعاً حسبُنا شَرَفاً

أنّا هُنا -وَحْدَنا- نَقْضي، ونُبْقيهِ!

وحَسْبُ أرواحِنا مجدُ الطوفِ بهِ

في كُلِّ حينٍ.. وأنْ نَبْقى نُناجيهِ

ويومَ يُبْعَثُ كُلُّ النّاسِ، نُبْعَثُ من

«مِحرابهِ».. وشذا أنفاسِنا فيهِ!

(الدستور)

زر الذهاب إلى الأعلى