النجار: الأردن مكان لولادة المواهب

رفضت وزيرة الثقافة، هيفاء النجار توصيف وزارة الثقافة بأنها على الهامش، مؤكدة أنها من خلال موقعها كوزيرة للثقافة لا تسمح بتهميش الوزارة حتى لو كان هناك اعتقاد عام بذلك، وأن دور الوزارة تمكين الشرائح الثقافية كافة.

وأكدت النجار أن موازنة وزارة الثقافة، والمكتبة الوطنية المقدرة بـ14 مليون دينار ضعيفة جدا، وأن المطلوب اليوم وضع رؤية مستقبلية مع مراعاة تقييم الواقع الراهن للثقافة في الأردن، منوهة إلى البدء بحوار وتفكير استراتيجي ضمن شراكات فاعلة مع أصحاب العلاقة.

وقالت وزيرة الثقافة خلال استضافتها في المنتدى الإعلامي الذي ينظمه مركز حماية وحرية الصحفيين بدعم شركة زين، والذي حضره أكثر من 90 مشاركا ومشاركة من الصحفيين والصحفيات، ومختلف الشرائح الثقافية في الأردن، إن الاستثمار في الثقافة نادر بالرغم من التنوع في القصص والسردية الأردنية.

وأكدت النجار أن الأردن مكان لولادة المواهب، ولديه الكثير من الطاقات الشابة، والإمكانيات الإبداعية الشعرية، والموسيقية، والفلسفية، والفكرية، مشيرة إلى ضرورة وجود منصة إلكترونية، أو قاعدة بيانات ترسم خارطة للمثقفين، والكتاب، والشعراء، والمبدعين في المحافظات الأردنية.

وأضافت أن الأردن واجه بعض التحديات في مئويته الأولى، وعانى من بعض الإخفاقات، إلا أن المئوية الثانية تُبشر بأن يكون الأردن مؤثرا في الفعل الثقافي.

وفي الحوار الذي أداره مؤسس مركز حماية وحرية الصحفيين، نضال منصور، وتعقيبا على سؤال متعلق بمهرجان جرش، أكدت النجار أن مهرجان جرش يمثل تاريخا ثقافيا أردنيا.

وأوضحت أن هناك قرارا وطنيا من أعلى المستويات في الدولة الأردنية بضرورة استمرار مهرجان جرش، وتطويره ليكون من الأفضل عربيا، ودوليا، وضمان أن يكون منصة لإطلاق طاقات الشباب، والمبدعين الأردنيين في مختلف المجالات الثقافية.

وبيّنت أن دور وزارة الثقافة اشتغال الفنانين، ورواة القصص، والكتاب، وصناع الأفلام، والاستثمار في مواهبهم باعتبارهم عناصر للتغيير والمستقبل، منوهة إلى أن القيام بشراكات فاعلة وحقيقية بين الوزارة والمراكز الثقافية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص يضمن أن يكون للثقافة دور في التنمية، والنمو.

ونفت الوزيرة أن يكون هنالك أي سلطة سياسية، أو تابوهات مقيدة للعمل الثقافي، مُقرّةً بوجود سطوة مجتمعية على الفعل الثقافي.
ودعت الجميع لتقديم النقد البنّاء، والتفكير النقدي، والتأسيس لثقافة مجتمعية يتوافق عليها الجميع.

وقالت إن وزارة الثقافة والمكتبة الوطنية تحاولان عدم فرض قيود على الحركة الثقافية، والحريات بشكل عام، ولكن أي إصدار ثقافي، أو كتاب يجب أن يُراعي المبادئ العامة المتوافق عليها.

وثمنت النجار الدور الثقافي الذي تقوم به مؤسسة عبد الحميد شومان، مبينة أن المؤسسة أنجزت في الواقع الثقافي الكثير من الإنجازات في وقت كان الفعل الثقافي مغيبا تماما، وأن المؤسسة كانت وما زالت تقدم عملا ثقافيا منسجما مع الواقع الأردني، وتطلعات الشباب الأردني، ولم تتخلَ عن الروح الأردنية الصادقة.

وأبدت احترامها لتقارير المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والتوصيات الصادرة عنه، مؤكدة أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي من أهم المؤسسات التي يجب النظر لتقاريرها بعناية.

وحول توصيات تقارير المجلس الاقتصادي والاجتماعي المتعلقة بحالة الثقافة في البلاد، بينت النجار أن الوزارة بدأت تنفيذ ما يمكن منها، فعلى صعيد المسرح؛ قامت الوزارة بتعديل الأنظمة والتعليمات الناظمة للعمل المسرحي، وأجرت حوارا شارك به المسرحيون، ورابطة الكتاب، لتمكين المسرحيين، ودعم الفرق المسرحية الشابة.

وأكدت أن وزارة الثقافة تبني شراكات مع الوزارات كافة، وبخاصة وزارة التربية والتعليم، ووزارة السياحة، حيث سيدرج العمل المسرحي في البرامج المدرسية، وستقوم وزارة الثقافة بتدريب وتأهيل معلمي ومعلمات الفنون في وزارة التربية والتعليم.

أما عن الشراكة مع وزارة السياحة؛ قالت النجار إنهما تتمتعان بشراكة حقيقية، ضمن رؤية استراتيجية متكاملة، منبهة إلى العمل المشترك الذي يتجلى في فعاليات القرية العالمية للغذاء المقامة حاليا في العاصمة الفرنسية باريس.

زر الذهاب إلى الأعلى