المُحكّم “سعاده” : مسابقة أبو خديجه القرآنية (ظاهرة) لم أشهدها من قبل “محلياً ودولياُ”

خاص ل” كرم الإخبارية” – حاورتهُ : بثينه السراحين

كشف نائب الأمين العام ورئيس اللجنة العليا لمسابقة الحاج عبدالله أبو خديجه القرآنية السنوية الدكتور أمجد سعاده عن أنّ ” حجم الإقبال الكثيف على التسجيل والمشاركة في هذه المسابقة أثبت مدى إهتمام هذا الجيل بالقرآن الكريم وإلتصاقه به؛ وبأنّ القرآن يمثل رأس إهتمام المسلمين وقمة أولوياتهم”. واصفاً أجواء المسابقة التي أعلنت عن نتائجها السنوية يوم أمس الأربعاء ” إلتفاف الناس حول القرآن وحرصهم على العيش بين أهل القرآن جعلني أخالها روضة من رياض الجنة”.

وشدد الدكتور سعاده على أن ” المسابقة أظهرت الصورة المشرقة لشبابنا المسلم في زمن يحاول الغرب فيه أن يستهدف القرآن الكريم ويأذن بالتطاول عليه والمساس به” . لافتأ إلى أنها “جاءت بمثابة ردّ حضاري على هذه المحاولات المسيئة؛ وتبرهن حجم إهتمام المسلمين بكتابهم السماوي ومنزلته في نفوسهم”.

.. وتالياً تفاصيل الحوار:

*برأيك كعالمٍ في القرآن .. ما هي أوجه الخير والبرَ التي ينشدها الدكتور هيثم أبو خديجه من مأسسته لمسابقة الحاج عبدالله أبو خديجه القرآنية السنوية وعنايته الفائقة بها؟

الخير موجود في هذه الأمة على تنوّع أبوابه وأوجهه، وكل مسلم له رؤية في تقديم الجانب المتعدي للعبادات والقربى لله عز وجل، فمنهم من يختار الصدقة عبر كفالات أيتام؛ أو تشييد المساجد؛ أو التبرع بآبار ماء للمسلمين؛ وغيرها الكثير من أبواب الصدقة وفعل الخير.

وهذه المسابقة أطلقها الدكتور هيثم أبو خديجه وفاءً لوالده الراحل الحاج عبدالله، لأنه لا ينفع الإنسان بعد الموت سوى صدقة جارية أو ولد يدعو له أوعلم ينتفع به. وهذه الأمور الثلاثة تجتمع في خدمة القرآن الكريم والتشجيع على حفظه، والذي هو بمثابة صدقة جارية وعلم ينتفع به من ولد بار، وذلك لكون مثل هذه المسابقات القرآنية تحفز المسلمين على أداء عبادة حفظ القرأن الكريم والمواظبة على تلاوته، والتمثل لأوامر الله ونواهيه التي يتضمنها كتابنا الكريم، وبالتالي فإنّ مثل هذه المسابقة تندرج تحت بند العلوم التي ينتفع منها؛ بل إنه منهل وموسوعة العلوم بشموليتها وكليتها.

*ما الفئات العمرية والشرائح المجتمعية التي انخرطت في منافسات المسابقة؟ وهل كانت مقتصرة على الأردنيين أم اشتملت المُقيمين المسلمين من الجنسيات الأخرى؟

المسابقة مرت بمراحل متعددة في خدمة القرآن الكريم ، وهي في هذا العام اتخذت أشكالاً وآفاقاً مختلفة لجهة تقديم مسابقة نوعية للمتقنين في حفظ القرآن أو في تلاوته، وهذا من أجل تحفيز المهتمين بالقرآن من المواطنين.

والمسابقة موجهة للمجتمع الأردني بكافة فئاته العمرية ولكلا الجنسين من أبنائه. وهي كذلك تعتبر سانحة لأي مسلم مقيم على الأراضي الأردنية. وبالرغم من أننا لاحظنا بأن كافة المشاركين فيها لهذا العام كانوا أردنيين فقط؛ إلا أننا سنأخذ ذلك بعين الإعتبارأهمية توسعتها في السنوات القادمة من خلال التوصية بضرورة تحفيز الجنسيات الأخرى من المسلمين المقيمين في بلدنا على الإنخراط فيها.

* حدد لنا أبعاد تمايز مسابقة الحاج عبدالله أبو خديجه القرآنية عن مثيلاتها من المسابقات الأهلية والرسمية؟

حظيت المسابقة بإهتمام واسع من الإعلام الأردني، ومن المهتمين بالقرآن الكريم حفظاً وتلاوةً؛ خاصة وأنه تم إستقطاب كبار علماء الإقراء في الأردن للتحكيم فيها، وهؤلاء ممن لهم خبرات واسعة في تحكيم المسابقات المحلية والدولية. ناهيك عن الإهتمام الكبير واللافت من قبل الأمين العام للمسابقة الدكتور هيثم أبو خديجه وتقديمه لجوائز مالية مُجزية إكراماً لأهل القرآن.

وتجلى هذا الإهتمام في عدد الذين شاركوا في المسابقة، والذي بلغ (1260) مُتقدّم لها؛ إستوفى شروط القبول والتنافسية منهم ما عددهُ (586) متسابق، بينما بلغ عدد الذين بلغوا التصنيفات النهائية (86) متسابق؛ أحرز (6) منهم مرتبة الأوائل في إتقان الحفظ، و(6) آخرين في إتقان التلاوة، وهم (3) ذكور و(3) إناث لكل نطاق تنافسي. حيث كانت نوعية المتسابقين متقدمة ومُتقنة بشكل لافت للقائمين على التحكيم.

*النشء المسلم يعاني من غزو إلكتروني لثقافات غربية دخيلة وشاذة وهدامة لمنظومته الدينية والأخلاقية.. فإلى أيّ حد تمثل مسابقة الحاج عبدالله أبو خديجه حصانة منها وجبهة عمل مضاد لمثل هذه الظواهر الهجينة؟

رسالة المسابقة تُعنى بنشر الخير وتُبرز العناية بالقرأن الكريم والعمل على إظهار الأشخاص الذين يحملون القرآن الكريم في صدورهم ويعتنون به؛ وهذا بمجمله فيه إشاعة للخير وإشهاره في المجتمع، وتبيان الصورة المشرقة لشبابنا المسلم في زمن يحاول الغرب فيه أن يستهدف القرآن الكريم ويأذن بالتطاول عليه والمساس به.

كما وتمثل هذه المسابقة بمثابة ردّ حضاري على هذه المحاولات المسيئة وتبين مدى إهتمام المسلمين بكتابهم السماوي ومنزلة القرآن في نفوسهم، وتؤكد على أن القرآن محفوظ في صدور هذا الجيل ولا يؤثر فيه مثل هذه المسلكيات والممارسات النكراء.

*كيف تخطت المسابقة الدور النمطي في تحفيظ وتلقين القرآن الكريم لتأخذ المتسابقين إلى مساحات الوعي والإستيعاب لمضامينه ورسائله الربانية السامية؟

عادة ما تكون للمسابقات أهداف أساسية وأخرى ثانوية؛ وفي حالتنا فإنّ الهدف الأساسي هو حفظ القرآن الكريم وإتقان تلاوته؛ إضافة إلى الأخذ بتوجيهات لجان التحكيم لناحية لفت أنظار القارىء إلى بعض “معاني” القرآن الكريم و”توجيهه” بشكل مباشر إلى “الإستزادة” في هذه النصائح التي ترافق أو تتخلل هذه المسابقة من قبل المشرفين عليها.

*أثبتت المسابقة أن لا شيء يُشغل المسلم عن قرآنه بدليل إقبال طلبة وموظفين وربات بيوت عليها.. أفض علينا بتفاصيل وتفسير أوسع للأمر؟

كان للمسابقة في السنوات الماضية نطاقات متعددة؛ وهي لهذا العام استحدثت التسابق بين أهل الإتقان للقرآن؛ وبالرغم من أنّ شكل المنافسة هذا يُعدُّ في موسمه الأول؛ إلا أن الإقبال عليه كان كثيفاً ولافتاً من كلا الجنسين؛ وهم من فئات سِنيّة وعلمية ومهنية متنوعة فمنهم؛ طلبة ومهندسين وأطباء وغيرهم.

واللافت أكثر أن نسبة الإناث اللواتي شاركن فيها قاربت نسبة الذكور منهم. وكان من بين المُشاركات طالبات مدارس؛ وجامعيّات؛ وموظفات؛ وربات بيوت. وهذا بمكمله يدلُّ على إهتمام هذا الجيل بالقرآن الكريم وإلتصاقه به؛ وبأنّ القرآن يمثل رأس إهتمام المسلمين وقمة أولوياتهم.

*صف لنا مستوى المتقدمين والمتنافسين على المسابقة؟.. وهل من ملاحظات لافتة رصدتها في الأثناء؟

من أكثر الأشياء التي لفتت إنتباهي بأنّ متسابق واحد فقط من بين كل الذين اختبرتهم خلال المسابقة أخطأ في مصطلح واحد احتاج إلى تصحيح اللجنة المُشرفة، وهو خطأ بسيط في (الفتحة). الأمر الذي فاجأني وأسعدني مدى الإستعداد والحفظ والجهوزية العالية من قبل كافة المتنافسين.

وأنا أستاذ القرآن في الجامعة الأردنية وسبق لي وأن عملت كمحكم في مسابقات مماثلة محلية وعالمية؛ أقول – وللأمانة – بأنّ هذا الإتقان في مستوى المتقدمين لمسابقة ” أهل الإتقان للقرآن” يعتبر “ظاهرة” ؛ خاصة وأننا في لجنة التحكيم كنّا نختار الإختبار من مواطن صعبة جداً؛ وهي المواطن الصعبة المتشابهة في السور القرآنية.

وكما لفت إنتباهي أيضاً أن غاية بعض المتسابقين لم يكن الفوز بالضرورة بقدر حرصهم على الإفادة والتعلم من ملاحظات المُحكّمين على قراءتهم؛ وهذا ما صرح لنا به عدد منهم. أضف إلى أنّ من المفارقات التي أثلجت صدورنا أن بعض المتميزين و”المتقدمين” في الإتقان للقرآن كانوا من ذوي التعليم البسيط والمحدود؛ أو من فئات عمرية صغيرة.

*أخيرأ.. هل من صعوبات واجهتكم في تنفيذ المسابقة خاصة في ظل الإقبال الكثيف عليها والذي بالتأكيد ضاعف من أعبائها؟

الكوادر التي ساعدتنا في إتمام المسابقة كانت محترفة ومُتمكنة؛ وهذا قلل إلى حد بعيد من الصعوبات في التعامل مع المتقدمين لها. غير أنّ الصعوبة كانت في تحديد الفائزين في المراحل النهائية نظرأ لأنّ المتسابقين كانوا على مستوى عالٍ من الإتقان والأداء.

زر الذهاب إلى الأعلى