المحامية المتظاهرة المؤيدة لفلسطين “هانا توماس”فقدت عينها ضربًا من الشرطة الاسترالية

لم تكن هانا توماس، الناشطة الأسترالية الشابة، تتوقع أن تدفع هذا الثمن الباهظ لمجرد وقوفها في وجه الظلم، فخلال مظاهرة داعمة لفلسطين في مدينة سيدني قبل أسابيع، تعرضت هانا لاعتداء عنيف من قوات الشرطة الأسترالية أسفر عن فقدانها عينها اليسرى، لكن الرد الذي اختارته لم يكن الصمت أو الانكسار… بل مقاومة من نوع جديد.
أمس، عادت هانا إلى الشوارع التي نزفت فيها، لكن بعين واحدة فقط، ظهرت وسط آلاف المتظاهرين في “مظاهرة سيدني الكبرى” وقد غطّت عينها المصابة برقعة سوداء زُينت بعلم فلسطين، في مشهد التقط قلوب العالم قبل عدسات الكاميرات.
تقول إحدى صديقاتها: “لم تكن الرقعة مجرد ضمادة، بل كانت راية…هانا أرادت أن تقول أن القضية أكبر من الألم، وأنها مستعدة أن تُبصر العالم بعين واحدة إذا كانت الأخرى ثمناً للحرية”.
هانا التي لم تُعرف سابقاً على نطاق واسع، أصبحت اليوم رمزاً دولياً للمناصرة الشجاعة، ورسالتها كانت واضحة وصارخة: “القضية الفلسطينية ليست صراع أديان، بل صراع بين الظلم والعدل، بين الاحتلال والحرية، بين الإنسانية والوحشية.”
فقدت هانا عينها، لكنها كشفت عيون الملايين…رُفعت صورها في المسيرة، وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مصحوبة بعبارات الدعم والفخر، وتحولت رقعة عينها إلى أيقونة ثورية جديدة.
وقفت هانا وسط الجموع، كانت صامتة، لكن لسان حالها يقول: “إذا كانوا يعتقدون أن العنف سيُسكتنا، فهم لا يعرفون شيئًا عن قوة الضمير الحي…هذه العين ذهبت دفاعًا عن فلسطين، لكنني سأظل أرى الحق واضحًا ما حييت.”
ما جرى مع هانا أعاد تسليط الضوء على القمع المتزايد في عدد من الدول الغربية للمظاهرات المؤيدة لفلسطين، حيث تُقابل دعوات الحرية غالبًا بالعنف، واللافتات بالأصفاد.
ومع ذلك، لا تزال هذه المسيرات تتزايد، وتضم أناسًا من كل الخلفيات الدينية والعرقية، متحدين تحت راية واحدة:
العدالة لفلسطين