“المتحور الخفي” يطيل أمد الموجة الرابعة

أكد خبراء أوبئة واختصاصيون أن تسارع انتشار المتحور الفرعي “بي اي 2″، أو ما يسمى بـ”المتحور الخفي”، يمكنه ان يطيل أمد الموجة الرابعة، أو ربما التسبب بموجة خامسة، وذلك بسبب انتشاره السريع وبزيادة قدرها 1.8 % عن المتحور أوميكرون الأصلي.
وقالوا ان المتحور الفرعي ذو اعراض اشد من المتحور الاصلي، ويمكنه ان يضغط على المنظومة الصحية ويزيد عدد الإدخالات للمستشفيات وبالتالي الوفيات.
وأوضحوا ان المتحور الفرعي الذي يشكل ثلث مجموع اصابات أوميكرون تزداد وطأته، خاصة مع فتح القطاعات وعودة المدارس والاجتماعات الناجمة عن الحراك الانتخابي.
وأشاروا الى تأثيرات المتحور الفرعي في ظل انخفاض نسب التطعيم، وخاصة الجرعة الثالثة المعززة التي لا يزيد متلقوها على 10 % من مجموع السكان.
وفي السياق، قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الاوبئة الدكتور مهند النسور إن انتشار المتحور الفرعي “بي اي 2” لا يشكل موجة خامسة جديدة لكنه يرفع نسبة الاصابات والإدخالات في المستشفيات.
واضاف النسور ان ثلث الاصابات بالمتحور اوميكرون هي من المتحور الفرعي، وبالتالي فهو أسرع انتشارا وأعراضه اشد من اعراض اوميكرون الاصلي.
وعبر عن مخاوف من عدم استجابة الجرعتين للمتحور الفرعي لاسيما وأن نسبة متلقي الجرعة الثالثة من المطعوم لا تتعدى 10 %، مشددا على اهمية تلقي هذه الجرعة وتسريع وتيرتها.
بدوره، رأى أخصائي الامراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة أن وجود المتحور الفرعي وسرعة انتشاره يطيل أمد الموجة الرابعة مع احتمالية وجود موجة خامسة في ظل عودة التعليم والحراك الانتخابي وضعف الإقبال على التطعيم.
وتابع أن الاجراءات التخفيفية من شأنها اطالة امد الموجة، خاصة وأن نسبة التلقيح للجرعة الثالثة المعززة قليلة جدا، فيما لا تزيد نسبة التلقيح بالجرعتين على 45 % من نسبة السكان، فضلا عن أن القطاعات الاقتصادية مفتوحة ولا رقابة على ارتداء الكمامات أو التباعد الجسدي.
ودعا الى تحديث البروتوكول العلاجي ومواكبة العلاجات الحديثة في معالجة الفيروس، خاصة لكبار السن والحالات ذات الاختطار العالي.
من جهته، توقع مستشار رئاسة الوزراء، مسؤول ملف كورونا، الدكتور عادل البلبيسي، ارتفاع إصابات كورونا بعد عودة وجاهية التعليم في المدارس.
وأضاف البلبيسي أن الحكومة تسعى إلى الموازنة ما بين الصحة والتعليم، مع التأكيد أن عدد المرضى المدخلين للمستشفيات بسبب الفيروس الجديد لا تتعدى 1050 مريضا فقط.
ولفت إلى أن زيادة الإصابات المتوقعة بسبب المدارس “سنلاحظها خلال الأسبوع المقبل”.
بدوره، قال خبير الاوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني إن المتحور الفرعي المستتر (الخفي) 2.AB يعتبر احد المتحورات الفرعية التي نتجت عن المتحور أوميكرون الأصلي؛ ويسبب اعراضا شديدة وهو أكثر سرعة في الانتشار من “الأصلي”.
وقال ان هذا المتحور لا ينتشر بشكل اسرع فحسب، بل قد يتسبب بأعراض أشدد، أسوة بالمتحورات السابقة لكوفيد 19، ومنها متحورا دلتا وأوميكرون، ويبدو ان 2.AB يتفلت إلى حد كبير من المناعة التي تمنحها اللقاحات.
ولفت الى ان متحور 2.AB تعرض لتغييرات جينية كبيرة مقارنة بالفيروس الأصلي المسبب لمرض كوفيد 19، ما يجعله مختلفا عن أحدث فيروس وبائي، على غرار متحورات ألفا وبيتا غانا ودلتا التي كانت مختلفة بعضها عن بعض؛ ويمكن اعتبار أوميكرون (2.AB) متحورا جديدا ويحتاج إلى مراقبة عن كثب.
وتوقع ان يتسبب المتحور الفرعي بموجة خامسة اكثر شدة من الموجة الرابعة؛ مشيرا الى ان الجرعة المعززة تساعد في الحماية منه.

الغد

زر الذهاب إلى الأعلى