الكشف عن أحد أقدم مساجد العالم في طبرية (فيديو)

ذكرت صحيفة تايمز (The Times) البريطانية أن علماء الآثار في إسرائيل يعتقدون أنهم عثروا على بقايا أحد أقدم المساجد في العالم، على ضفاف بحيرة طبرية.

وأوضحت الصحيفة أن المسجد تم العثور عليه تحت أنقاض مبنى تم تحديده في الأصل على أنه من الفترة البيزنطية، ويقع في ضواحي مدينة طبرية، ويطل على الضفة الغربية للبحيرة.

وتم الإعلان عن الاكتشاف الأسبوع الماضي في مؤتمر أكاديمي بعد 11 عاما من التنقيب من قبل فريق بقيادة كاتيا سيترين سيلفرمان من الجامعة العبرية في القدس.

وسبق التنقيب في الموقع في الخمسينيات، عندما عُثر على هيكل ذي أعمدة وتم تحديده على أنه سوق من أواخر العصر البيزنطي. ومع ذلك، اكتشفت الحفريات الحديثة قِطعا فخارية وعملات معدنية من العصر الإسلامي المبكر، فضلا عن التصميم المتعدد المستويات للأسس، وهو ما يشير إلى أن الموقع كان إسلاميا.

وحدد علماء الآثار بقايا مسجد يعود إلى القرن الثامن، لكن الحفريات الأخرى كشفت أن البقايا تعود إلى القرن السابع.

ويعرف المؤرخون مواقع المساجد القديمة، لكنها مخفية تحت المساجد القائمة ولا يمكن لعلماء الآثار الوصول إليها. وقد عُثر على أقدم بقايا مسجد في مدينة واسط القديمة شرقي بغداد، ويرجع تاريخه إلى عام 703 للميلاد.

ويعتقد علماء الآثار أن المسجد المكتشف في طبرية بني قبل عقود من ذلك، وربما أسسه الصحابي شرحبيل بن حسنة، قائد الجيش الذي فتح تلك المنطقة.

وقالت الدكتورة سيترين سيلفرمان “لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن هذا كان شرحبيل، لكن لدينا مصادر تاريخية تقول إنه أنشأ مسجدا في طبرية عندما فتحها عام 635 للميلاد”

آثار طبرية الإسلامية

وكانت حفريات وتنقيبات سابقة قد كشفت عن آثار وموجودات من العصور الإسلامية في مدينة طبريا داخل أراضي الـ48، اعتبرت مهمة لفهم تاريخ المدينة الفلسطينية، خاصة في عصرها الذهبي بالعهدين العباسي والفاطمي.

وكشفت الحفريات أحياء سكنية من الفترات الإسلامية الفاطمية والعباسية في المنطقة الجبلية جنوب طبريا التي فتحها العرب المسلمون عام 13 للهجرة (635 للميلاد) بقيادة شرحبيل بن حسنة، وقد بنيت على أسس أثرية بيزنطية.

وقال الباحث الأثري وليد أطرش -لتقرير سابق للجزيرة نت- إن العباسيين أعادوا بناء مدينة طبريا بعد أن تهدمت جراء هزة أرضية مدمرة وقعت في 18 يناير/كانون الثاني 749 للميلاد.

وأوضح أن طبريا في العصر الإسلامي شكلت عاصمة جند الأردن، وشهدت ازدهارا استثنائيا في العهد العباسي من الناحيتين الكمية والكيفية، لكنها بلغت أوجهها في الفترة الفاطمية.

وأكد أطرش آنذاك أهمية الموجودات الأثرية لتبيان مكانة طبريا في الفترة الإسلامية، كونها عاصمة جند الأردن وشكلت مركزا تجاريا ثقافيا وسياسيا للمنطقة.

وأضاف أن الحفريات “تكشف عن بناء أحياء على مستوى عال من التخطيط المدني في طبريا التي يقدر عدد سكانها في نهاية العصر الفاطمي بنحو 30 ألفا”

وفي عام 2012، كشفت الباحثة البرازيلية الدكتورة كاتيا سيترين سيلفرمان، المحاضرة في الجامعة العبرية بالقدس، أنها توظف جهودا كبيرة لاكتشاف آثار مسجد ضخم يعود بناؤه للقرن الثامن، مساحته تزيد على 7 آلاف متر مربع، ويتسع لآلاف المصلين.

وأضافت كاتيا للجزيرة نت أن تصميم مسجد طبريا مشابه جدا للمسجد الكبير في دمشق الذي بني بنفس القرن وما زال مفتوحا، وهو يشبه مسجدا آخر أصغر مساحة كشف عنه في تنقيبات جرش الأثرية في الأردن، وتضيف أن “المسجد الكبير دليل إضافي على كون طبريا مدينة إسلامية مركزية في بلاد الشام”.

وقالت الباحثة البرازيلية “لا شك في أن طبريا عرفت عصرها الذهبي وبلغت أوجها كمركز روحاني وتجاري في تلك الفترة الإسلامية، فالآثار العمرانية تعكس ذلك”.

علم آثار مسيس

ويقول علماء آثار إن إسرائيل تستخدم مجرفة عالم الآثار أداة للسياسة لمحاولة تدعيم المطالبات اليهودية بالأراضي المحتلة. ووفقا لعالم الآثار الإسرائيلي رافي غرينبرغ الذي يعد ناشطا مع مجموعة يسارية من علماء الآثار تنتقد الحفريات الإسرائيلية في الضفة الغربية، فإن السلطات الإسرائيلية لا تنشر قائمة الحفريات أو قائمة الاكتشافات أو مواقعها، وفي المقابل يتم الاحتفاظ بكل هذه البيانات كأسرار دولة.

ولدى الجيش الإسرائيلي وحدة آثار مسؤولة عن الحفريات في معظم أنحاء الضفة الغربية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967. ووفقا لاتفاق السلام، يتم التفاوض بشأن وضع الضفة الغربية -والقطع الأثرية الموجودة فيها- في محادثات سلام لاحقة، ولكن حتى ذلك الحين يواصل علماء الآثار العسكريون حفر -ومنح تصاريح تنقيب للأكاديميين الإسرائيليين- في الضفة الغربية والمناطق المحتلة، بحسب تقرير سابق لموقع “آن بي آر” الأميركي.

وقبل عام عثرت هيئة الآثار الإسرائيلية على 9 عملات بينها دينار ذهبي يعود لعهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، في مدينة “يفنه” القديمة الواقعة في الأراضي المحتلة في السهل الساحلي الجنوبي.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تاريخ العملات المعدنية يعود للعصر العباسي، وعمرها 1200 عام، وقد وجدت في إناء مكسور من الصلصال والطين، وتضمنت قطعا نادرة من شمال أفريقيا وأخرى أصدرها الخليفة هارون الرشيد، وأظهر الاكتشاف أن المنطقة كانت حيوية قديما.

زر الذهاب إلى الأعلى